الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
وأخرج ابن مردويه من وجه آخر عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «{للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} قال: ينظرون إلى ربهم بلا كيفية ولا حدود ولا صفة معلومة».وأخرج أبو الشيخ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كبر على سيف البحر تكبيرة رافعا بها صوته لا يلتمس بها رياء ولا سمعة كتب الله له رضوانه الأكبر، ومن كتب له رضوانه الأكبر جمع بينه وبين محمد وإبراهيم عليهما السلام في داره، ينظرون إلى ربهم في جنة عدن كما ينظر أهل الدنيا إلى الشمس والقمر في يوم لا غيم فيه ولا سحابة، وذلك قوله: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} فالحسنى لا إله إلا الله، والزيادة الجنة والنظر إلى الرب».وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن خزيمة وابن المنذر وأبو الشيخ والدارقطني وابن منده في الرد على الجهمية وابن مردويه واللالكائي والآجري والبيهقي كلاهما في الرؤية عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه في قوله: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} قال: الحسنى الجنة، والزيادة النظر إلى وجه الله.وأخرج ابن مردويه من طريق الحرث عن علي رضي الله عنه في قوله: {للذين أحسنوا الحسنى} قال: يعني الجنة، والزيادة يعني النظر إلى الله تعالى.وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والدارقطني واللالكائي والآجري والبيهقي عن حذيفة رضي الله عنه في الآية قال: والزيادة النظر إلى وجه ربهم.وأخرج هناد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والدارقطني واللالكائي والبيهقي عن أبي موسى الأشعري في الآية قال: الحسنى الجنة، والزيادة النظر إلى وجه ربه.وأخرج ابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات من طريق عكرمة رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما {للذين أحسنوا الحسنى} قال: قول لا إله إلا الله، والحسنى الجنة، والزيادة النظر إلى وجهه الكريم.وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي من طريق علي عن ابن عباس رضي الله عنهما {للذين أحسنوا} قال: الذين شهدوا أن لا إله إلا الله، الحسنى: الجنة.وأخرج ابن أبي حاتم واللالكائي عن ابن مسعود رضي الله عنه في الآية قال: أما الحسنى فالجنة، وأما الزيادة فالنظر إلى وجه الله، وأما القتر فالسواد.وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في الرؤية من طريق الحكم بن عتيبة عن علي رضي الله عنه في الآية قال: الزيادة غرفة من لؤلؤة واحدة لها أربعة أبواب غرفها وأبوابها من لؤلؤة واحدة.وأخرج أبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه {للذين أحسنوا} قال: شهادة أن لا إله إلا الله: {الحسنى} قال: الجنة {وزيادة} قال: النظر إلى وجه الله.وأخرج ابن جرير والدارقطني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى رضي الله عنه في قوله: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} قال: إذا دخل أهل الجنة الجنة أعطوا منها ما شاؤوا، ثم يقال لهم: إنه قد بقي من حقكم شيء لم تعطوه، فيتجلى الله تعالى لهم فيصغر ما أعطوا عند ذلك، ثم تلا {للذين أحسنوا الحسنى} قال: الجنة والزيادة نظرهم إلى ربهم عز وجل.وأخرج ابن جرير والدارقطني عن عامر بن سعد البجلي رضي الله عنه في قوله: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} قال: النظر إلى وجه الله.وأخرج الدارقطني عن السدي رضي الله عنه في قوله: {للذين أحسنوا الحسنى} قال: الجنة {وزيادة} قال: النظر إلى وجه الرب عز وجل.وأخرج الدارقطني عن الضحاك رضي الله عنه قال: الزيادة النظر إلى وجه الله.وأخرج ابن جرير والدارقطني عن عبد الرحمن بن سابط قال: الزيادة النظر إلى وجه الله عز وجل.وأخرج ابن جرير والدارقطني عن أبي إسحاق السبيعي رضي الله عنه في قوله: {للذين أحسنوا الحسنى} قال: الجنة {وزيادة} قال: النظر إلى وجه الرحمن عز وجل.وأخرج ابن جرير والدارقطني عن قتادة رضي الله عنه قال: ينادي المنادي يوم القيامة إن الله وعد الحسنى وهي الجنة، فأما الزيادة فهي النظر إلى وجه الرحمن. قال: فيتجلى لهم حتى ينظروا إليه.وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} قال: هو مثل قوله: {ولدينا مزيد} (ق الآية 35) يقول: يجزيهم بعملهم ويزيدهم من فضله، وقال: {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها} (الأنعام الآية 160).وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {للذين أحسنوا الحسنى} قال: مثلها. قال: {وزيادة} قال: مغفرة ورضوان.وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن علقمة بن قيس رضي الله عنه في الآية قال: الزيادة العشر {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها} (الأنعام الآية 160).وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه في الآية قال: الزيادة الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف. وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن زيد رضي الله عنه في الآية قال: الزيادة ما أعطالهم في الدنيا لا يحاسبهم به يوم القيامة.وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر والبيهقي في الرؤية عن سفيان رضي الله عنه قال: ليس في تفسير القرآن اختلاف إنما هو كلام جامع يراد به هذا وهذا.وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ولا يرهق وجوههم} قال: لا يغشاهم {قتر} قال: سواد الوجوه.وأخرج أبو الشيخ عن عطاء رضي الله عنه في الآية قال: القتر سواد الوجه.وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {ولا يرهق وجوههم قتر} قال: خزي.وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن صهيب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم {ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة} قال: بعد نظرهم إلى الله عز وجل.وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والدارقطني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى رضي الله عنه في قوله: {ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة} قال: بعد نظرهم إلى ربهم.وفي نظم المتناثر من الحديث المتواتر للكتاني:310- الحسنى الجنة والزيادة النظر إلى وجه الرحمن.قال في شرح المواهب جاء مرفوعًا من حديث (1) أبي موسى (2) وكعب بن عجرة (3) وابن عمر (4) وأبي بن كعب (5) وأنس (6) وأبي هريرة وجاء موقوفًا على الصديق وحذيفة وابن عباس وابن مسعود وجاء عن جماعة من التابعين كما بسطه في البدور وقال قال البيهقي هذا تفسير قد استفاض واشتهر فيما بين الصحابة والتابعين ومثله لا يقال إلا بتوقيف وقال يحيى بن معين عندي سبعة عشر حديثًا كلها صحاح وزاد عليه في البدور اثنين وساق ألفاظ الجميع عازيًا لمخرجيهم وقال أنها بلغت مبلغ التواتر عندنا معاشر أهل الحديث اهـ.الدليل الثالث: {يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد} (سورة ق. الآية: 30- 35).تفسير القرطبي:وقال أنس وجابر: المزيد النظر إلى وجه الله تعالى بلا كيف. وقد ورد ذلك في أخبار مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} (يونس: 26) قال: الزيادة النظر إلى وجه الله الكريم.وذكر ابن المبارك ويحيى بن سلام، قالا: أخبرنا المسعودي عن المنهال بن عمرو عن أبي عبيدة بن عبدالله بن عتبة عن ابن مسعود قال: تسارعوا إلى الجمعة فإن الله تبارك وتعالى يبرز لأهل الجنة كل يوم جمعة في كثيب من كافور أبيض فيكونون منه في القرب.قال ابن المبارك: على قدر تسارعهم إلى الجمعة في الدنيا. وقال يحيى بن سلام: لمسارعتهم إلى الجمع في الدنيا، وزاد «فيحدث الله لهم من الكرامة شيئا لم يكونوا رأوه قبل ذلك». فال يحيى: وسمعت غير المسعودي يزيد فيه قوله تعالى: {ولدينا مزيد}.وفي الدر المنثور:أخرج البزار وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه واللالكائي في السنة والبيهقي في البعث والنشور عن أنس في قوله: {ولدينا مزيد} قال: يتجلى لهم الرب عز وجل.وأخرج الشافعي في الأم وابن أبي شيبة والبزار وأبو يعلى وابن أبي الدنيا في صفة الجنة وابن جرير وابن المنذر والطبراني في الأوسط وابن مردويه والآجري في الشريعة والبيهقي في الرؤية وأبو نصر السجزي في الإبانة من طرق جيدة عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتاني جبريل وفي يده مرآة بيضاء فيها نكتة سوداء، فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذه الجمعة فضلت بها أنت وأمتك، فالناس لكم فيها تبع اليهود والنصارى، ولكم فيها خير، وفيها ساعة لا يوافقها مؤمن يدعو الله بخير إلا استجيب له، وهو عندنا يوم المزيد، قال النبي صلى الله عليه وسلم: يا جبريل وما يوم المزيد؟ قال: إن ربك اتخذ في الفردوس واديا أفيح فيه كثب من مسك، فإذا كان يوم الجمعة أنزل الله ما شاء من الملائكة وحوله منابر من نور عليها مقاعد النبيين، وتحف تلك المنابر بكراسي من ذهب مكللة بالياقوت والزبرجد عليها الشهداء والصديقون، ثم جاء أهل الجنة فجلسوا من ورائهم على تلك الكثب، فيتجلى لهم تبارك وتعالى حتى ينظروا إلى وجهه، ويقول الله: أنا ربكم قد صدقتكم وعدي فسلوني أعطكم، فيقولون: ربنا نسألك رضوانك، فيقول: قد رضيت عنكم فسلوني فيسألونه حتى تنتهي رغبتهم، فيقول: لكم ما تمنيتم ولدي مزيد فهم يحبون يوم الجمعة لما يعطيهم فيه ربهم من الخير، وهو اليوم الذي استوى فيه ربكم على العرش وفيه خلق آدم وفيه تقوم الساعة».وأخرج ابن جرير عن أنس رضي الله عنه قال: وفيه «ثم ناداهم الرب عز وجل من وراء الحجب: مرحبا بعبادي وزواري وجيراني ووفدي، أكلوا وشربوا وفكهوا وكسوا وطيبوا، وعزتي لأتجلين لهم حتى ينظروا إلي. فذلك انتهاء العطاء وفضل المزيد. فتجلى لهم الرب ثم قال: السلام عليكم عبادي أنظروا إلي، فقد رضيت عنكم».
.المطلب الثاني: الدلالة على الرؤية بالمفهوم من القرآن: قال تعالى: {كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ثم إنهم لصالوا الجحيم ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون} (سورة المطففين الآية: 14- 17).قال الزجاج: في هذه الآية دليل على أن الله عز وجل يرى في القيامة، ولولا ذلك ما كان في هذه الآية فائدة، ولا خست منزلة الكفار بأنهم يحجبون. وقال جل ثناؤه: {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} (القيامة: 22) فأعلم الله جل ثناؤه أن المؤمنين ينظرون إليه.وأعلم أن الكفار محجوبون عنه قال مالك بن أنس في هذه الآية: لما حجب أعداءه فلم يروه تجلى لأوليائه حتى رأوه.وقال الشافعي: لما حجب قوما بالسخط، دل على أن قوما يرونه بالرضا. ثم قال: أما والله لو لم يوقن محمد بن إدريس أنه يرى ربه في المعاد لما عبده في الدنيا.وقال الحسين بن الفضل: لما حجبهم في الدنيا عن نور توحيده حجبهم في الآخرة عن رؤيته.
|