الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: النهاية في غريب الحديث **
{جأث} (ه) في حديث المَبْعث <فَجُئْثْتُ منه فَرَقاً> أي ذُعِرْت مخِفْت. يقال جُئِث الرجل، وجُئف، وجُثَّ: إذا فَزِع. {جؤجؤ} * في حديث عليّ <كأني أنظر إلى مَسْجِدها كُجؤْجؤ سَفِينة أو نعامة جاثمة، أو كَجُؤْجؤ طائر في لُجَّة بحر> الجُؤْجؤ: الصَّدر. وقيل عظامه، والجمع الْجَآجِئ. (س) ومنه حديث سَطيح: حتَّى أتَى عَارِي الجآجِئ والقَطَن* (س) وفي حديث الحسن <خُلِق جُؤْجؤ آدم عليه السلام من كَثِيبِ ضَرِيَّة> وضَرِيَّة بئر بالحجاز يُنْسب إليها حِمى ضَرِيَّة. وقيل سمي بِضَرِيَّة بنت ربيعة بن نِزَار. {جأر} (ه) فيه <كأني أنظر إلى موسى له جُؤارٌ إلى ربه بالتَّلْبِية> الجؤار: رَفْع الصَّوت والاسْتِغاثة، جأر يَجْأَر. ومنه الحديث <لخرجْتُم إلى الصُّعُدات تَجْأرون إلى اللّه>. ومنه الحديث <بَقَرة لها جؤار> هكذا رُوِي من طريق. والمشهور بالخاء المعجمة. وقد تكرر في الحديث. {جأش} (س) في حديث بَدْء الوحي <ويَسْكُن لذلك جَأشُه> الجأش: القلب، والنَّفْس، والجَنَان. يقال رابِطُ الجأشِ: أي ثابت القَلْب لا يَرْتاع ولا ينْزعج للعَظائم والشَّدائد. {جأي} (س) في حديث يأجوج ومأجوج <وتَجْأى الأرضُ من نَتْنهم حين يموتون> هكذا روي مهموزا. قيل: لعلَّه لُغَة في قولهم جَوِي الماء يجوى إذا أنْتَن، أي تُنْتنُ الأرض من جِيَفهم، وإن كان الهمزُ فيه محفوظا، فيَحتمل أن يكون من قولهم كِتيبة جأوَاء: بينة الْجَأْي، وهي التي يعلُوها لون السَّواد لكثرة الدُّروع، أو من قولهم سِقَاء لا يَجْأَى شيئا: أي لا يُمْسِكه، فيكون المعنى أن الأرض تَقْذِف صدِيدَهم وجيفَهم فلا تَشْربُه ولا تمْسِكُها كما يحْبِس هذا السقاء، أو من قولهم: سمِعْت سرًّا فما جَأيْتُه: أي ما كتمتُه، يعني أنّ الأرض يسْتتر وجهُها من كثرة جِيَفِهم. وفي حديث عاتكة بنت عبد المطلب: حَلَفْتُ لئن عُدْتُم لنَصْطَلِمَنَّكُم ** بِجَأواءَ تُرْدِي حَافَتَيْهِ المقَانِبُ أي بجيش عظيم تَجْتَمع مَقانِبُه من أطرافه ونواحيه؟ {جبأ} (ه) في حديث أسامة <فلمَّا رَأوْنا جَبَأُوا من أخْبِيَتِهم> أي خَرجوا. يقال: جَبَأ عليه يَجْبأ إذا خرج. {جبب} * فيه <أنهم كانوا يَجُبُّون أسْنمَة الإبل وهي حيَّة>الجَبُّ: القطع. ومنه حديث حمزة رضي اللّه عنه <أنه اجْتَبَّ أسْنِمَة شَارِفَيْ عليّ رضي اللّه عنه لما شرب الخمر> وهو افْتَعل من الجَبّ. وحديث الانتباذ <في المَزادة المجْبُوبة> وهي التي قُطِع رأسُها، وليس لها عَزْلاَء من أسفلِها يَتَنَفَّس منها الشَّرَّابُ. (ه) وحديث ابن عباس رضي اللّه عنهما <قال نَهَى النبي صلى اللّه عليه وسلم عن الجُبّ. قيل ومَا الجُبُّ؟ فقالت امرأة عنده: هي المَزادة يُخَيَّط بعضُها إلى بعض، وكانوا يَنْتَبِذُون فيها حتى ضَرِيَت> أي تَعَوَّدَت الانْتِباذَ فيها واسْتَدّت. ويقال لها المجْبُوبة أيضا. (س) وحديث مأبورٍ الخَصِيّ <الذي أمَر النبي صلى اللّه عليه وسلم بقَتْله لمَّا اتُّهِم بالزنا فإذا هو مَجْبُوب> أي مقطوع الذَّكر. (س) وحديث زِنْباع <أنه جَبَّ غلاماً له>. (س) ومنه الحديث <إنّ الإسلام يَجُبّ ما قبْله، والتَّوبة تَجُبّ ما قبلها> أي يَقْطعان ويَمْحُوَان ما كان قبلهما من الكفر والمعاصي والذنوب. (ه) وفي حديث مورّق <المُتَمسّك بطاعة اللّه إذا جبَّب الناسُ عنها كالْكَارِّ بَعْد الفَارِّ> أي إذا تَرك النَّاسُ الطاعات ورَغِبوا عنها. يقال: جبَّب الرجُل: إذا مشَى مُسْرعا فارًّا من الشيء. (ه) وفيه <أنّ رجلا مر بِجَبُوب بدْر> الجَبُوب - بالفتح - الأرض الغليظة (أنشد الهروي لعبيد بن الأبرص: فَرَفَّعْتُه وَوَضّعَتْهُ ** فكَدَّحَتْ وَجْهَهُ الْجَبُوبُ والتكديح: التخديش). وقيل هو المَدَر، واحِدتُها جَبُوبة. ومنه حديث عليّ رضي اللّه عنه <رأيت المصطفى صلى اللّه عليه وسلم يصلّي ويسجد على الْجَبُوب>. (ه) ومنه حديث دفْن أم كلثوم <فَطفِق النبي صلى اللّه عليه وسلم يُلْقي إليهم بالجَبُوب ويقول: سُدّوا الفُرَج>. (س) والحديث الآخر <أنه تناول جَبُوبةً فَتفَل فيها>. وحديث عمر رضي اللّه عنه <سأله رجل فقال: عنَّت عِكْرِشَة فشَنَقْتُها بجَبُوبة> أي رمَيْتها حتى كَفَّت عن العَدْو. (ه) وفي حديث بعض الصحابة <وسُئل عن امرأة تَزوّج بها: كيف وجَدْتَها؟ فقال: كالخَيْر من امرأةٍ قَبَّاءَ جَبَّاء، قالوا: أوليس ذلك خَيْراً؟ قال: ماذاك بأدْفأ للضَّجِيع ولا أرْوَى للرَّضيع> يريد بالجَبَّاء أنَّها صغيرة الثَّدْيَيْن، وهي في اللغة أشبه بالَّتي لا عَجُز لها، كالبَعير الأجَبّ الذي لا سَنام له. وقيل الجَبَّاء: القليلة لَحْم الفَخِذَين. وفي حديث عائشة رضي اللّه عنها <إنّ سِحْر النبي صلى اللّه عليه وسلم في جُبّ طَلْعَة> أي في داخلها، ويُروَى بالفاء، وهما مَعاً: وِعاء طَلْع النَّخِيل. {جبجب} (س) في حديث بيعة الأنصار <نادَى الشيطان يا أصحاب الجُبَاجِب> هي جمع جُبْجُب - بالضم - وهو المسْتَوى من الأرض ليس بحَزْن، وهي ها هنا أسْماء منازل بِمنًى، سُمّيت به، قيل لأن كُروش الأضَاحي تُلْقَى فيها أيام الحجّ، والجَبْجَبَة: الكَرِش يُجْعل فيها اللَّحم يُتزود في الأسفار. (ه) وفي حديث عبد الرحمن بن عوف رضي اللّه عنه <أنه أوْدع مُطْعِم بن عَدِي - لمَّا أراد أن يُهاجر - جُبْجُبَة فيها نوًى من ذهب> هي زِنْبِيل لطيف من جلود، وجمعُه جَباجب. ورواه القُتيبي بالفتح. والنَّوَى: قِطَع من ذَهَب، وزْن القطعة خمسة دراهم. (س) ومنه حديث عروة <إن مات شيء من الإبل فخُذْ جلْده فاجعله جَبَاجبَ يُنْقل فيها>، أي زُبُلاً. {جبذ} (ه) فيه <فَجبذَني رجل من خَلْفي> الجَبْذ لُغةٌ في الجَذْب. وَقيل هو مقلوب. وقد تكرر ذكره في الحديث.{جبر} * في أسماء اللّه تعالى <الجبَّار> ومعناه الذي يَقْهَر العباد على ما أراد من أمْر ونَهْي. يقال: جَبَر الخَلْق وأجْبَرهم، وأجْبَرَ أكْثَرُ. وقيل هو العالي فوق خلْقه، وفَعَّل من أبنِية المبالغة، ومنه قولهم: نخلة جَبَّارَة، وهي العظيمة التي تَفُوت يدَ المُتَناوِل. ومنه حديث أبي هريرة رضي اللّه عنه <يا أمَة الجَبَّار> إِنَّما أضافها إلى الجَبَّار دون باقي أسماء اللّه تعالى؛ لاخْتِصاص الحالِ الَّتي كانت عليها من إظهار العِطْر، والبَخُور، والتَّبَاهِي به، والتَّبَخْتُر في المشْيِ.ومنه الحديث في ذكر النار <حتى يَضَع الجَبَّار فيها قَدَمه> المشهور في تأوِيله: أن المراد بالجبَّار اللّه تعالى، ويشْهَد له قولُه في الحديث الآخر <حتَّى يَضَع ربُّ العِزة فيها قَدَمه> والمراد بالقَدَم: أهلُ النَّار الذين قَدَّمَهُم اللّه تعالى لها من شِرَار خلْقه، كما أنّ المؤمنين قدَمُه الذين قَدَّمهم للجنة: وقيل أراد بالجَبَّار ها هنا المُتَمرّد الْعَاتِي، ويشهد له قوله في الحديث الآخر <إنّ النار قالت: وُكّلت بثَلاثةٍ: بِمَنْ جَعل مع اللّه إلهاً آخرَ، وبكُلّ جبَّار عنيد، وبالمُصَوِّرين>. [ه] ومنه الحديث الآخر <كثَافَة جِلْد الكافر أربعون ذراعا بِذرَاعِ الجبَّار> أراد به ها هنا الطَّويلَ. وَقيل المَلِك، كما يقال بذراع الملِك. قال القتيبي: وأحْسَبه ملِكا من ملوك الأعاجم كان تَامَّ الذّراع. (ه) وفيه <أنه أمَر امْرَأة فتَأبَّت عليه، فقال: دَعُوها فإنها جَبَّارة> أي مُسْتَكبِرة عاتِيَة.وفي حديث علي رضي اللّه عنه <وجَبَّار القُلوب على فِطَرَاتِها> هو من جَبَر العَظْمَ المكسور، كأنه أقام القُلوب وأثْبَتها على ما فَطَرها عليه من معرفته والإقْرار؟؟ به، شَقِيّها وسعيدها. قال القتيبي: لم أجعلْه من أجْبَر؛ لأنّ أفْعَل لا يُقال فيه فَعَّال. قُلْت: يكون من اللغة الأخرى، يقال جَبَرْت وأجْبَرْت بمعنى قَهرت. (س) ومنه حديث خسْف جيْش البَيْداء <فيهم المسْتَبْصر، والمجْبُور، وابن السَّبيل> وهذا من جبرت، لا من أجبرت. ومنه الحديث <سُبحان ذي الجَبَرُوت والمَلَكُوت> هو فَعَلُوت من الجَبْر والقَهْر.والحديث الآخر <ثم يكون مُلك وجَبَرُوت> أي عُتُوّ وقَهْر. يقال: جَبَّار بَيّن الجَبَرُوّة، والجَبَريَّة، والْجَبَرُوت. (ه) وفيه <جُرْح العَجْماء جُبَار> الجُبَار: الهَدَر. والعجماء: الدَّابَّة. ومنه الحديث <السَّائمة جُبَار> أي الدابه الْمُرسَلة في رعْيها. [ه] وفي حديث الدعاء <واجْبُرني واهْدِني> أي أغْنِني، من جَبَر اللّه مُصِيبتَه: أي ردَّ عليه ما ذَهَب منه وعوّضه. وأصْلُه من جَبْر الكَسْر. {جبل} (س) في حديث الدعاء <أسألك من خيرها وخير ما جُبِلَتْ عليه> أي خُلِقَتْ وطُبِعَتْ عليه. (س) وفي صفة ابن مسعود <كان رجلا مَجْبُولاً ضَخْما> المَجْبول: المجْتمِع الخَلْق. (ه) وفي حديث عِكْرِمة <إنّ خالدا الحذَّاء، كان يسأله، فَسكَت خالد، فقال عِكْرِمَة: مالك أجْبلْت> أي انْقَطَعْت. من قولهم: أجْبل الحافر إذا أفْضَى إلى الجبَل أو الصَّخر الذي لا يَحيك فيه المِعْوَل. {جبن} * في حديث الشفاعة <فلما كنا بظَهْر الجَبَّان> الجَبَّان والْجَبَّانة: الصَّحراء، وَتُسَمَّى بهما المقابر؛ لأنها تكون في الصحراء، تسْمِيَة للشيء بموْضعه. وقد تكرر ذكر الجُبْن والجبان. وهو ضدّ الشَّجاعة والشُّجاع.{جبه} (ه) في حديث الزكاة <ليس في الجَبْهة صَدَقة> الجبْهة:الخَيْلُ. وقال أبو سعيد الضَّرير قولا فيه بُعْدٌ وتَعَسُّف (أخذ السيوطي في الدر النثير على المصنف أنه لم يبين هذا القول. وها نحن نذكره كما جاء في الهروي: قال أبو سعيد: <الجبهة: الرجال يسعون في حمالة أو مغرم أو خير، فلا يأتون أحدا إلا استحيا من ردهم. والعرب تقول: رحم اللّه فلانا فلقد كان يعطي في الجبهة. وتفسير قوله <ليس في الجبهة صدقة> أن المصدق إن وجد في أيدي هذه الجبهة من الإبل ما يجب في مثله الصدقة لم يأخذ مما في أيديهم؛ لأنهم جمعوها لحمالة. وأما قوله <فإن اللّه قد أراحكم من الجبهة والسجة والبجة> فالجبهة ها هنا المذلة. اه. وانظر تاج العروس (جبه>. (ه) وفي حديث آخر <قد أراحَكم اللّه من الجَبْهة، والسَّجَّة، والبَجَّة> الجبْهة ها هنا: المذَلَّة. وقيل هو اسْم صَنَم كان يُعْبَد. (س) وفي حديث حدّ الزنا <أنه سأل اليهود عنه فقالوا: عليه التَّجْبِيه. قال: ما التجبيهُ؟ قالوا: أن تُحَمَّم وُجُوه الزَّانِيَيْن؛ ويُحْمَلا على بعِير أوحمار، ويُخالَف بيْن وجُوههما> أصل التَّجْبِيه أن يُحْمل اثنان على دابة ويُجْعَل قَفَا أحدهم إلى قفَا الآخر. والقياسُ أن يُقابَل بيْن وجُوهِهما، لأنه مأخوذ من الجَبْهَة. والتَّجْبِيه أيضا: أن يُنَكِّس رأسَه، فيَحْتَمل أن يكون المحمُول على الدَّابة إذا فُعِل به ذلك نَكَّسَ رأسَه، فسُمّي ذلك الفعل تَجْبِيهاً، ويحتمل أن يكون من الجبْه، وهو الاسْتِقبال بالمكروه. وأصلُه من إصابة الجبْهَة، يقال: جَبَهْتُه إذا أصبتَ جَبْهَتَه. {جبا} (ه) في كتاب وائل بن حُجْر <ومن أجْبَا فَقَدْ أرْبَى> الإجْبَاء: بَيْع الزرع قبل أن يَبْدُوَ صلاحُه. وقيل هو أن يُغَيِّب إبله عن المصَدِّق، من أجْبأتُهُ إذا وَارَيْتَه. والأصل في هذه اللفظة الهمز، ولكنه رُوِي هكذا غيرَ مهموز، فإمَّا أن يكون تَحْرِيفا من الراوي، أو يكون ترك الهمز للازْدِوَاج بأرْبى. وقيل أراد بالإجْبَاء الْعِينة، هو أن يبِيع من رَجل سِلعة بثمن مَعْلوم إلى أجل مُسَمَّى، ثم يشتريها منه بالنقد بأقل من الثَّمَن الذي باعها به. (س) وفي حديث الحديبية <فقَعد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على جبَاها، فَسقَيْنا واسْتَقَيْنا> الجبا: بالفتح والقصْر ما حول البئر، وبالكسر ما جمعْتَ فيه من الماء. وفي حديث ثقيف <أنهم اشترطوا ألاّ يُعْشَرُوا ولا يَحْشَرُوا ولا يُجَبُّوا، فقال: لكم ألاّ تُعْشَرُوا، ولا تُحْشَرُوا، ولا خير في دين ليس فيه ركوع> أصل التَّجْبِيَة: أن يقوم الإنسان قيام الراكع. وقيل هو أن يَضَع يديه على رُكْبَتَيْه وهو قائم. وقيل: هو السُّجود. والمراد بقولهم لا يُجَبُّوا أنهم لا يُصَلُّون. ولفظ الحديث يدل على الركوع؛ لقوله في جوابهم: ولا خير في دين ليس فيه ركوع، فسَمَّى الصلاة ركوعاً، لأنَّه بَعْضها. وسُئل جابر رضي اللّه عنه عن اشْتِراط ثقيف أن لا صَدَقة عليها ولا جهاد، فقال: عَلِم أنهم سَيَصَّدّقون ويُجاهِدُون إذا أسْلموا، ولم يُرَخِّص لهم في ترك الصلاة لأنَّ وقتها حاضرٌ مُتكَرّر، بخلاف وقت الزكاة والجهاد. ومنه حديث عبد اللّه <أنه ذكر القيامة والنَّفْخ في الصُّور، قال: فيَقُومون تَجْبيةَ رجُل واحد قياماً لربّ العالمين>. وحديث الرؤيا <فإذا أنا بتَلٍّ أسْودَ عليه قوم مُجَبُّون في أدْبارِهم بالنار>. (س) وفي حديث جابر رضي اللّه عنه <كانت اليهود تقول: إذا نكَح الرجل امرأته مُجَبّيَة جاء الولد أحْول> أي مُنكَبَّة على وجْهِها، تَشْبِيها بهيْئة السجود. وفي حديث أبي هريرة رضي اللّه عنه <كيف أنتم إذا لم تَجْتَبُوا ديناراً ولا دِرْهما> الاجْتِباء افتعال، من الْجِباية، وهو اسْتِخراج الأموال من مَظَانِّها. (ه) ومنه حديث سعد رضي اللّه عنه <نَبَطِيٌّ في جِبْوَتِه> الْجِبْوَة والجِبْية: الحالة من جَبْي الخراج واسْتِيفَائه. وفيه <أنه اجْتَباه لنَفْسه> أي اخْتَاره واصْطَفاه. (ه) وفي حديث خديجة رضي اللّه عنها <قالت: يا رسول اللّه ما بَيْتٌ في الجَنّضة من قَصَب؟ قال: هو بَيْت من لؤلؤ مُجَبَّأة> فسَّره ابن وهْب فقال: مُجَبَّأة أي مُجَوَّفة. قال الخطابي: هذا لا يستقيم، إلا أنْ يُجْعَل من المقْلوب فيكون مُجَوَّبَة من الجَوْب وهو القَطْع. وقيل هو من الجَوْب، وهو نَقِيرٌ يَجْتمع فيه الماء. {جثث} * في حديث بَدْء الوحي <فرفَعْت رأسي فإذا الملَك الذي جَاءني بِحراء فُجثِثْتُ منه> أي فَزعْت منه وخِفْت. وقيل: معناه قُلِعْتُ من مكاني، من قوله تعالى <اجْتُثَّتْ من فَوْق الأرض> وقال الحربي: أراد جُئِثْتُ، فجعل مكان الهمزة ثَاءً. وقد تقدم. وفي حديث أبي هريرة رضي اللّه عنه <قال رجل للنبي صلى اللّه عليه وسلم: ما نرى هذه الكَمْأة إلاَّ الشَّجَرة التي اجْتُثَّت من فوق الأرض فقال: بل هي من المَنّ>، اجْتُثتْ: أي قُطِعت. والجَثُّ: القَطْع.وفي حديث أنس <اللهم جَافِ الأرض عن جُثَّتِه> أي جسده. وقد تكررت في الحديث. {جثجث} * في حديث قُسّ بن ساعدة <وعَرَصات جَثْجَاث> الجثْجاث: شجر أصْفَر مُرٌّ طيب الريح، تَسْتطيبُه العرب وتُكْثر ذكره في أشعارها. {جثم} (ه) فيه <أنه نهى عن المُجثَّمَة> هي كل حيوان يُنْصب ويُرمى ليُقتل، إلاَّ أنَّها تكْثر في الطَّير والأرانب وأشْباه ذلك مما يَجْثِم في الأرض: أي يلزمُها ويلْتَصق بها، وجَثَم الطائرُ جُثوما، وهو بمنزلة البُروك للإبل. (س) ومنه الحديث <فلزمها حتى تَجثَّهما> من تَجثَّم الطائر أنْثاه، إذا علاها للسِّفاد. {جثا} (ه س) فيه <من دَعَا دُعَاء الجاهِلية فهو من جُثَا جهنم>. وفي حديث آخر <من دَعَا يالَفُلانٍ فإنَّما يدعُو إلى جُثَا النَّار> الجُثَا: جَمْع جُثْوَة بالضَّم، وهو الشيء المجموع. (س) ومنه حديث ابن عمر رضي اللّه عنهما <إنّ الناس يَصيرُون يوم القيامة جُثاً، كلُّ أمّة تَثْبَع نَبيَّها> أي جماعة، وتُروَى هذه اللفظة جُثِيٌّ بتشديد الياء: جمع جَاثٍ، وهو الذي يَجْلس على رُكْبَتَيْه. ومنه حديث علي رضي اللّه عنه <أنا أوّل من يَجْثُو للخصومة بين يَدَي اللّه تعالى>. (س) ومن الأوّل حديث عامر <رأيت قبور الشهداء جُثاً> يعني أتْرِبة مجموعة. (س) والحديث الآخر <فإذا لم نَجِدْ حَجراً جمعْنا جُثْوةً من تراب> وقد تكْسر الجيم وتفْتح، ويَجْمَع الجميع: جُثاً، بالضم والكسر. (س) وفي حديث إتيان المرأة مُجَبّيَة، رواه بعضهم <مُجَثَّأة> كأنه أراد قد جُثّيَت، فهي مُجَثَّأة: أي حُمِلَت على أن تَجْثُو على رُكْبَتَيْها. {جحجح} في حديث سيف بن ذي يَزَن: بيضٌ مَغالبَةٌ غُلْبٌ جَحاجحَةٌ* الجَحاجِحَة: جمع جَحْجاح وهو السَّيد الكريم، والهاء فيه لتأكيد الجمْع. (س[ه]) وفي حديث الحسن، وذكر فتْنة ابن الأشْعَث فقال <واللّه إنها لعُقوبة فما أدْري أمُسْتَأصِلة أم مُجَحْجحة> أي كَافَّة. يقال جَحْجَحْتُ عليه، وحَجْحَجْتُ، وهو من القلوب. {حجح} (ه) فيه <أنه مرَّ بامرأة مُجِحّ> المُجِحُّ: الحامل المُقْرِب الَّتي دَنا وِلاَدُها. (س) ومنه الحديث <إن كلْبة كانت في بني اسرائيل مُجِحًّا، فَعوَى جِرَاؤها في بطْنها> ويروى مُجِحَّة بالهاء على أصل التأنيث. {جحدل} (س) فيه <قال له رجل: رأيت في المنام أن رأسي قُطِع وهو يَتَجحْدَل وأنا أتْبَعه> هكذا جاء في مسند الإمام أحمد، والمعروف في الروَايَة: يتدحْرَج، فإن صحت الرواية به، فالذي جاء في اللغة أن جَحْدَلْتُه بمعنى صَرَعْتُه. {حجر} (ه) في صفَة الدَّجَّال <ليْسَتْ عينُه بِنَاتِئة ولا حَجْرَاء> أي غائرة مُنْحَجرة في نُقْرَتها، وقال الأزهري: هي بالخاء، وأنكر الحاء، وستجيء في بابها. (ه) وفي حديث عائشة رضي اللّه عنها <إذا حَاضَت المرأة حَرُم الجُحرانُ> يُروَى بكسر النون على التَّثنِية، تريد الفَرْج والدَّبُر، ويُروى بضم النُّون، وهو اسم الفَرْج، بزيادة الألف والنون، تمييزاً له عن غيره من الحِجَرَة. وقيل المعْنى أن أحدهما حرام قبْل الحيض، فإذا حاضت حَرُما جميعا. {جحش} (ه) فيه <أنه صلى اللّه عليه وسلم سَقَط من فَرسٍ فجُحِش شِقُّه> أي انْخَدَش جلْده وانْسحَجَ (في الدر النثير: <انسحج: أي انقشر. وهو قريب من الخدش. قاله الفارسي>). وفي حديث شهادة الأعضاء يوم القيامة <بُعْداً لكُنّ وسُحْقاً، فَعنْكُنَّ كنتُ أُجَاحِشُ> أي أُحَامِي وأُدَافِع. {جحظ} (ه) في حديث عائشة، تَصف أباها رضي اللّه عنهما <وأنْتُم حينئذ جُحَّظٌ تَنْتَظِرون العَدْوة> جُحوظ العين: نُتُوءُها وانْزعاجُها. والرجُل جاحِظ، وجمعه جُحَّظ. تُريد: وأنتم شَاخِصو الأبصار، تَتَرَقَّبُون أنْ ينْعَق ناعقٌ، أو يَدْعُو إلى وَهْن الإسْلام دَاعٍ.{جحف} (ه) فيه <خذوا العطاءَ ما كان عَطاء، فإذا تجَاحَفَتْ قريش المُلك بَيْنَهُمْ فارفُضُوه> يقال تَجاحَف القوم في القِتال: إذا تَناول بعضُهم بعضا بالسُّيوف. يريد إذَا تقاتلوا على المُلْك. وفي حديث عمر رضي اللّه عنه <أنه قال لعَديّ: إنَّما فرَضْتُ لقَوم أجْحَفَت بهم الفَاقةُ> أي أفْقَرَتهم الحاجة، وأذهَبَت أموالَهم.(س) وفي حديث عمار رضي اللّه عنه <أنه دخل على أم سلمة رضي اللّه عنها - وكان أخاها من الرَّضاعة - فاجْتَحف ابْنتَها زيْنَبَ من حجْرها> أي اسْتَلَبها. يقال جَحفْتُ الكرةَ من وجْه الأرض، واجْتَحَفْتُها. {جحم} (س) فيه <كان لميمونةَ رضي اللّه عنها كلب يقال له مِسْمَار، فأخذه داء يُقال له الجُحَام، فقالت: وارَحْمتَا لمسْمَار> هو داء يأخذ الكلب في رأسِه، فيُكْوَى منه ما بين عَيْنَيْه. وقد يُصيبُ الإنسانَ أيضا. وفيه ذكر <الجحيم> في غير موضع، هو اسم من أسماء جهنم. وأصله ما اشْتَدَّ لَهبُه من النّيران. {جحمر} (ه) في حديث عمر رضي اللّه عنه <إنّي امْرَأةٌ جُحَيْمِر> هو تصْغِير جحْمَرِش بإسقاط الحرف الخامس، وهي العَجُوز الكَبِيرة.
|