الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: النهاية في غريب الحديث **
{حصب} (ه) فيه <أنه أمر بتَحْصِيب المسجد> وهو أن تُلْقَى فيه الحَصْباء، وهو الْحصَى الصِّغار. ومنه حديث عمر <أنه حَصَّب المسجد، وقال: هو أغْفَر للنُّخامة> أي أسْتر للبُزاقة إذا سَقَطت فيه.ومنه الحديث <نهى عن مسِّ الحصْباء في الصلاة> كانوا يُصَلُّون على حَصْباء المسجد ولا حائلَ بين وجوهم وَبَيْنَها، فكانوا إذا سجدوا سَوَّوْها بأيديهم، فنُهُوا عن ذلك، لأنه فعل من غير أفعال الصلاة، والبعثُ فيها لا يجوز، وتَبْطل به إذا تكَرّر. ومنه الحديث <إنْ كان لا بُدَّ من مَسّ الحَصْباء فواحدة> أي مرة واحدة، رَخَّص له فيها لأنها غير مُكَرَّرة. وقد تكرر حديث مَسّ الحصباء في الصلاة. وفي حديث الكَوْثر <فأخرَج من حَصبائه فإذا ياقُوتٌ أحْمَر> أي حصاه الذي في قَعْره. (س) وفي حديث عمر <قال: يالَخُزَيمة حَصِّبُوا> أي أقيموا بالمُحَصَّب، وهو الشِّعب الذي مَخْرَجُه إلى الأبْطَح بين مكة ومِنًى. [ه] ومنه حديث عائشة <ليس التَّحْصيب بشيء> أرادت به النَّوْم بالمُحَصَّب عند الخروج من مكة ساعةً والنُّزول به، وكان النبي صلى اللّه عليه وسلم نَزلَه من غير أنْ يَسُنَّه للناس، فمن شاء حَصّب، ومن شاء لم يحصّب. والمُحَصَّب أيضاً: موضع الجمار بمنًى، سُمِّيا بذلك للْحَصَى الذي فيهما. ويقال لموضع الجمار أيضا حِصاب، بكسر الحاء. [ه] وفي حديث مقتل عثمان <أنهم تَحاصَبوا في المسجد حتى ما أُبْصر أديمُ السَّماء> أي تَرامَوْا بالحصْباء. ومنه حديث ابن عمر <أنه رأى رجُلَين يَتَحَدَّثان والإمام يَخْطب، فَحَصَبهُما> أي رَجَمها بالحصْباء يُسْكِتُهُما. وفي حديث عليّ <قال للخوارج: أصابكم حاصِبٌ> أي عذاب من اللّه. وأصلُه رُمِيتُم بالحصْباء من السماء. (س) وفي حديث مسروق <أتَيْنا عبد اللّه في مُجَدَّرين ومحصَّبين> هم الذين أصابهم الجُدَرِيُّ والحصْبة، وهما بَثْر يظهر في الجلد. يقال: الحصبة بسكون الصاد وفتحها وكسرها. {حصحص} (ه) في حديث علىّ <لأنْ أُحَصْحص في يدي جَمْرَتين أحَبُّ إليَّ من أن أُحَصْحِصَ كَعْبَتين> الحصْحَصة: تحريك الشيء أو تَحَرُّكه حتى يستَقِرَّ ويَتَمكّن. (ه) ومنه حديث سُمرة <أنه أُتي بِعِنّين، فأدخل معه جارية، فلما أصبح قال له: ما صَنَعْتَ؟ قال: فَعَلْتُ حتى حَصْحَص فيها> أي حركْته حتى اسْتمكن واسْتَقر، فسأل الجارية فقالت: لم يَصْنَع شيئاً، فقال: خَلِّ سبيلها يا مُحَصْحِصُ>. {حصد} (ه) فيه <أنه نَهى عن حِصَاد الليل> الحصاد بالفتح والكسر: قَطع الزرع. وإنما نُهي عنه لمكان المساكين حتى يَحْضُروه. وقيل لأجل الهوامِّ كَيلا تُصيب الناسَ. ومنه حديث الفتح <فإذا لَقِيتُموهم غداً أن تَحصُدوهم حصْداً> أي تقتُلوهم وتُبالغوا في قتلهم واستِئصالهم، مأخوذ من حَصْد الزرع. (ه) ومنه الحديث <وهل يَكُبُّ الناسَ على مناخِرهم في النار إلاَّ حَصائدُ ألسِنتهم> أي ما يَقْتطِعُونه من الكلام الذي لا خير فيه، واحدتُها حَصيدة، تَشْبيها بما يُحْصد من الزرع، وتَشْبيها للّسان وما يَقْتطعه من القول بحَدّ المِنْجَل الذي يُحْصد به. ومنه حديث ظبيان <يأكلون حَصِيدها> الحصِيد: المحْصود، فَعِيل بمعنى مفعول. {حصر} * في حديث الحج <المُحْصَر بمرض لا يُحِلُّ حتى يطوف بالبيت> الإحْصار: المنْع والحبْس. يقال: أحْصَره المرض أو السُّلطان إذا منعه عن مقصده، فهو مُحْصَر، وحَصَره إذا حبسه فهو مَحْصور. وقد تكرر في الحديث. وفي حديث زواج فاطمة <فلما رأت عليًّا إلى جَنْب النبي صلى اللّه عليه وسلم حَصِرَت وبَكَت> أي اسْتَحْيَت وانْقَطَعت، كأَن الأمر ضاق بها كما يضيق الحبس على المحبوس. وفي حديث القِبطيّ الذي أمر النبي صلى اللّه عليه وسلم عليًّا بقَتْله <قال: فرفَعَت الريح ثَوبه فإذا هو حَصُور> الحصور: الذي لا يأتي النساء، سمي به لأنه حبُس عن الجماع ومنُع، فهو فَعُول بمعنى مفعول. وهو في هذا الحديث المَجْبُوب الذَّكرِ والأُنْثَيَيْن، وذلك أبْلَغ في الحَصْر لعدم آلة الجماع. وفيه <أفْضَلُ الجهاد وأجملُه حجٌّ مبرور، ثم لزُوم الحُصر> وفي رواية أنه قال لأزْواجِه: <هذه ثمَّ لزوم الحُصر>: أي أنَّكُنّ لا تَعُدْنَ تَخْرجْن من بيوتكن وتَلْزَمْنَ الحصر، هي جمْع الحصِير الذي يبْسط في البيوت، وتُضَم الصاد وتسكن تخفيفا. (ه) وفي حديث حُذَيفة <تُعْرض الفِتَنُ على القلوب عرْض الحصِير> أي تُحيط بالقلوب يقال: حَصَر به القوم: أي أطافوا. وقيل: هو عِرْق يمتدُّ مُعْتَرِضاً على جَنْب الدَّابة إلى ناحِية بَطْنها، فشَبَّه الفتن بذلك. وقيل هو ثوبٌ مُزَخْرَف مَنْقُوش إذا نُشرَ أخذ القُلوب بحسْن صنْعَتِه، فكذلك الفِتنة تُزَيَّن وتُزَخْرف للناس، وعاقبة ذلك إلى غُرور. (ه) وفي حديث أبي بكر <أن سَعْدا الأسْلَمِيَّ قال: رأيته بالخَذَوَات وقد حَلَّ سُفرةً مُعَلَّقة في مؤخَرة الحِصار> الحِصارُ: حَقيبة يُرْفَعُ مُؤخِّرها فيُجْعل كآخرة الرَّحْل، ويُحْشى مُقدَّمها فيكون كقادِمَتِه، وتُشَدّ على البعير ويُرْكب. يقال منه: احْتَصرْت البعير [بالحصار] (ساقط من ا والهروي). (ه) وفي حديث ابن عباس <ما رأيت أحداً أخلَق للُملك من معاوية، كان الناس يَرِدُون منه أرجاءَ وادٍ رَحْبٍ، ليس مثل الحَصِر العَقِص> يعني ابن الزُّبَير. الحَصِر: البخيل (أنشد الهروي [لجرير]: ولقد تسقّطني الوشاةُ فصادَفوا ** حِصراً بسرِّكِ يا اُميمَ ضنِينَا أي بخيلا بسرك)، والعَقِص: الملْتَوي الصَّعْبُ الأَخْلاق. {حصص} (س) فيه <فجاءت سَنةٌ حَصَّت كلَّ شيء> أي أذْهَبَتْه. والحَصُّ: إذْهاب الشَّعَر عن الرأس بحَلْق أو مَرض. (ه) ومنه حديث ابن عمر <أتَتْه امرأة فقالت: إنَّ ابْنَتِي تَمَعَّطَ شَعرُها وأمَرُوني أن أرَجِّلَها بالخَمْر، فقال: إنْ فَعَلْت ذلك فألْقَى اللّهُ في رأسها الحاصَّة> هي العِلَّة التي تَحُصّ الشَّعر وتُذْهِبه. (ه) ومنه حديث معاوية <كان أرسَل رسولا من غَسَّان إلى مَلِك الروم، وجعل له ثلاث دِيَاتٍ على أنْ يُنادِيَ بالأذان إذا دَخَل مَجْلِسَه، ففعل الغَسَّاني ذلك، وعند الملِك بطارِقتُهُ، فهمُّوا بقَتْله فنَهاهم، وقال: إنما أراد معاويةُ أن أقْتُلَ هذا غَدْرا وهو رسول، فيَفْعل مثلَ ذلك بكلِّ مُسْتَأمَنٍ مِنَّا، فلم يقتُلْه، ورجَع إلى مُعاوية، فلما رآه قال: أفْلَتَّ وانْحَصَّ الذَّنَبُ: أي انقطع. فقال: كلاَّ إنه لَبِهُلْبِه> أي بِشَعَره، يُضْرب مَثَلا لمن أشْفَى على الهلاك ثم نَجا. (ه) وفي حديث أبي هريرة <إذا سَمِع الشيطان الأذان ولَّى وله حُصَاص> الحُصاص: شدة العَدْوِ وحِدَّتُه. وقيل: هو أن يَمْصَع بذَنَبه ويَصُرَّ بأُذُنَيْه ويَعْدُو. وقيل هو الضُّراط. [ه] وفي شعر ابي طالب: *بمِيزانِ قِسْطٍ لا يَحُصُّ شَعِيرةً* أي لا يَنْقُص. {حصف} * في كتاب عُمر إلى أبي عبيدة <أن لا يُمْضِيَ أمْرَ اللّه إلاّ بَعيدُ الغِرّة حَصيف العُقْدة> الحَصِيف: المحْكَم العَقْل. وإحْصاف الأمْر: إحكامه. ويُريد بالعُقْدة ها هنا الرَّأيَ والتَدبير. {حصل} * فيه<بذَهَبة (في ا واللسان: يذهب) لم تُحَصِّلْ من تُرابها> أي لم تُخَلَّص. وحَصَّلْتُ الأَمْر: حَقَّقْته وأثْبَته (في اللسان: وأبنته). والذَّهَبُ يُذَكَّر ويؤنث. {حصلب} (ه) في صفة الجنة <وحِصْلِبُها الصُّوارُ> الحِصْلِب: التُّراب. والصُّوار: المِسْك. {حصن} * * فيه ذِكْر <الإحْصان والمحْصَنات في غير موضع> أصل الإحْصان: المَنْع. والمرأة تكون مُحْصَنة بالإسلام، وبالعَفاف، والحُرِّيَّة، وبالتَّزْويج. يقال أحْصَنَت المرأة فهي مُحْصِنَةٌ، ومُحْصَنة. وكذلك الرجُل. والمُحْصَن - بالفتح - يكون بمعنى الفاعل والمفعول، وهو أحَد الثلاثة التي جِئنَ نَوادِرَ. يقال: أحْصَنَ فهو مُحْصَن، وأسْهَب فهو مُسْهَب. وألْفَجَ فهو مُلْفَجٌ. ومنه شعر حسان يُثْنِي على عائشة: حَصَانٌ رَزَانٌ ما تُزَنُّ بِرِيبةٍ ** وتُصْبحُ غَرْثَى مِن لُحوم الغَوَافِلِ الحَصان بالفتح: المرأة العَفيفة. وفي حديث الأشعث <تَحَصَّن في مِحْصَن> المِحْصَن: القَصْر والحِصْن. يقال: تحصن العَدوّ إذا دَخل الحِصْن واحْتَمى به. {حصا} * في أسماء اللّه تعالى <المحْصِي> هو الذي أحْصَى كل شيء بعِلْمه وأحاط به، فلا يَفُوتُه دقِيق منها ولا جَليل. والإِحْصاء: العَدُّ والحفْظ. (ه) ومنه الحديث <إنَّ للّه تسعة وتسعين اسْماً من أحْصاها دخل الجنَّة> أي من أحصاها عِلْماً بها وإيماناً. وقيل: أحْصاها: أي حَفِظَها على قَلْبه. وقيل: أراد مَن اسْتَخْرجها من كتاب اللّه تعالى وأحاديث رسوله، لأنّ النبي صلى اللّه عليه وسلم لمْ يَعدَّها لهم، إلاّ ما جاء في روايةٍ عن أبي هريرة وتَكَلَّموا فيها. وقيل: أراد مَن أطاق العَمَل بمقتضاها، مِثْل من يَعْلم أنه سميع بصير فيَكُفُّ لسانَه وسَمْعه عمَّا لا يجوز له، وكذلك باقي الأسماء. وقيل: أراد من أخْطَر (في الأصل: أحضر. والمثبت من ا واللسان) بِبالِه عند ذِكْرها معناها، وتَفكَّر في مَدْلولها مُعَظِّماً لِمُسَمَّاها، ومُقَدِّساً مُعْتَبِراً بمَعانِيها، ومُتَدَبِّراً راغِباً فيها وراهِباً. وبالْجُملة ففي كلِّ اسم يُجْرِيه على لسانه يُخْطِرُ ببالِه الوصْفَ الدَّالَّ عليه. ومنه الحديث <لا أُحْصِي ثَناءً عليك> أي لا أحصي نِعَمَك والثناءَ بها عليك، ولا أبْلغ الواجبَ فيه.والحديث الآخر <أكُلَّ القُرآن أحْصَيْتَ؟ > أي حَفِظْت. وقوله للمرأة <أحْصِيها حتى نَرْجعَ> أي احْفَظيها.(ه) ومنه الحديث <اسْتَقِيموا وَلَنْ تُحْصُوا، واعْلَموا أنَّ خير أعْمالِكم الصَّلاة> أي اسْتَقِموا في كل شيء حتى لا تَمِيلوا، ولَنْ تُطِيقوا الاستقامة، من قوله تعالى <علم أن لن تُحْصوه> أي لن تُطِيقوا عَدَّه وضَبْطَه. (ه) وفيه <أنه نهى عن بيع الحصاة> هو أن يقول البائع أو المُشْتَرِي: إذا نَبذْتُ إليك الحصاة فقد وَجَب البيع. وقيل: هُو أن يقول: بعْتُك من السِّلَع ما تَقع عليه حصاتُك إذا رمَيْتَ بها، أو بِعْتُك من الأرض إلى حيثُ تَنْتَهي حصاتُك، والكُلُّ فاسِد لأنَّه من بُيُوع الجاهِليَّة، وكلُّها غَرَر لِمَا فيها من الجَهالة. وجَمْع الحصاة: حَصًى. وفيه <وهَل يكُبُّ الناسَ على مَناخِرِهم في النَّار إلاَّ حَصَا ألْسِنتِهم> هو جَمْع حَصَاةِ اللِّسان، وهي ذَرَابَتُه. ويقال للعَقْل حَصَاة. هكذا جاء في رواية. والمعروفُ: حصَائِد ألْسِنَتهِم. وقد تقدَّمت. {حضج} (ه) في حديث حُنين <أنَّ بَغْلة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لَمَّا تَناول الحَصَى لِيَرْميَ به المشركين فَهِمَتْ ما أراد فانْحَضَجَتْ> أي انْبَسَطَتْ. وانْحَضَج: إذا ضَرب بنَفْسِه الأرض غَيظاً. وانْحَضَج من الغيظ: انْقَدَّ وانْشقَّ.(ه) ومنه حديث أبي الدرداء <قال في الركعتين بَعْد العصْر: أمَّا أنا فَلا أدَعُهُما، فمن شاء أنْ يَنْحضِج فلْيَنْحَضِجْ>. {حضر} * في حديث ورود النار <ثم يَصْدُرون عنها بأعْمالِهم كلَمْح البَرْق، ثم كالرِّيح، ثم كحُضْر الفَرس> الحُضْر بالضم: العَدْوُ. وأحْضَر يُحْضِر فهو مُحْضِرٌ إذا عَدَا. ومنه الحديث <أنه أقْطَع الزُّبَيْرَ حُضْرَ فَرسِه بأرضِ المدينة>. (ه) ومنه حديث كعب بن عُجْرَة <فانْطَلَقْت مُسْرِعا أو مُحْضِرا فأخَذْت بِضَبْعيْه>. وفيه <لا يَبعْ حاضرٌ لبَادٍ> الحاضر: المُقِيم في المُدُن والقُرَى. والبَادِي: المُقِيم بالبادية. والمَنْهِيّ عنه أن يأتِيَ البَدَوِيُّ البلْدة ومعه قُوتٌ يَبْغي التَّسارُع إلى بَيعِه رَخِيصا، فيقول له الحضرِي: اتْرُكه عِندي لأغالِيَ في بَيعِه. فهذا الصَّنِيع مُحَرَّم، لِمَا فيه من الإضْرار بالغَيْر. والبيع إذا جَرى مع المُغالاة مُنْعَقِد. وهذا إذا كانت السِّلْعة ممَّا تَعمُّ الحاجة إليها كالأقوات، فإنْ كانت لا تَعُم، أو كثُر القُوت واسْتَغْنِي عنه، ففي التَّحريم تردَّد، يُعَوَّل في أحدهما على عُموم ظاهر النَّهْي، وحَسْم باب الضَّرر، وفي الثاني على مَعْنى الضَّرر وزوَالِه. وقد جاء عن ابن عباس أنه سُئل عن معنى <لا يبعْ حاضِر لِبَادٍ> فقال: لا يكون له سِمْسَاراً. وفي حديث عَمْرو بن سَلِمة الجَرْمي <كُنَّا بِحاضِرٍ يَمُرُّ بِنَا الناس> الحاضر: القوم النُّزول على ماء يُقيمون به ولا يَرْحَلون عنه. ويقال لِلْمَناهِل المحَاضِرُ، للاجتماع والحضور عليها. قال الخطّابي: رُبَّما جعلوا الحاضر اسْما للمكان المَحْضُور. يقال نَزَلْنا حاضِر بَني فُلان، فهو فاعِل بمعْنى مفعول. ومنه حديث أسامة <وقد أحاطُوا بِحاضِرٍ فَعْمٍ>. (س) والحديث الآخر <هِجْرة الحاضِر> أي المكان المَحْضُور. وقد تكرر في الحديث. وفي حديث أكْلِ الضَّبِّ <إني تَحْضُرني من اللّه حاضِرَة> أراد الملائكة الذين يَحْضُرونه. وحاضِرةٌ: صِفة طائفةٍ أو جَماعة. ومنه حديث صلاة الصبح <فإنها مشْهودة مَحْضُورة> أي تَحْضُرُها ملائكة الليل والنَّهار. (س) ومنه الحديث <إِن هذه الحُشُوشَ مُحْتَضَرةٌ> أي يَحْضُرُها الجِنُّ والشياطين. وفيه <قُولوا ما بِحَضْرَتِكُم> أي ما هُو حاضر عندكم مَوجُود، ولا تَتَكَلَّفوا غيره. (س) ومنه حديث عمرو بن سَلِمة الجَرْمي <كُنَّا بِحَضْرَة ماء> أي عنده. وحَضْرة الرجل: قُربُهُ. وفيه <أنَّه عليه الصلاة والسلام ذَكَر الأيَّام ومَافِي كلٍّ منها من الخير والشَّرّ، ثم قال: والسَّبْت أحْضَرُ، إلاَّ أنّ له أشْطُراً> أي هو أكثر شَرًّا. وهو أفْعَل، من الحضور. ومنه قولهم: حُضِر فلان واحْتُضِر: إذا دَنَا موتُه. ورُوي بالخاء المعجمة. وقيل هو تصحيف. وقوله: إلا أنَّ له أشْطُراً: أي إنَّ له خَيْرا مع شَرِّه. ومنه المثَل <حَلَب الدَّهْرَ أشْطُرَه> أي نَالَ خَيْرَه وشَرَّه. وفي حديث عائشة <كُفِّنَ رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم في ثَوْبَيْن حَضُوريَّيْن> هُما مَنسوبان إلى حَضُور، وهي قرية باليَمن. وفيه ذكر <حَضِير> وهو بفتح الحاء وكسر الضاد: قَاعٌ يَسيل عليه فَيْضُ النَّقِيع، بالنُّون. {حضرم} (س) في حديث مُصعب بن عُمَير <أنه كان يمشي في الحَضْرَميّ> هو النَّعل المنسوبة إلى حَضْرَمَوْت المُتَّخَذَة بها. {حضض} (س) فيه <أنه جاءتْه هدِية فلم يَجِد لهَا مَوْضعا يَضَعُها عليه، فقال: ضَعْه بالحَضِيض، فإنَّما أنا عَبْد آكُل كما يأكل العَبْد> الحَضِيض: قَرار الأرض وأسْفَل الجَبل. ومنه حديث عثمان <فتَحَرَّك الجبَل حتّى تَساقَطت حِجارته بالحضيض>. وفي حديث يحيى بن يَعْمَر <كتَب عن يزيدَ بن المُهَلَّب إلى الحَجَّاج: إنَّ العَدُوّ بِعُرْعُرَة الجبَل، ونحن بالحَضِيض>. وفيه ذكر <الحَضّ على الشيء> جاء في غير موضع، وهو الحث على الشيء. يقال: حَضَّه، وحَضَّضَه، والاسم الْحِضِّيضَا، بالكسر والتَّشْديد والقَصْر. ومنه الحديث <فأين الحِضِّيضَا>. وفي حديث طاوس <لا بأس بالحُضَض> يُروى بضم الضاد الأولى وفتحها. وقيل هو بِطَاءيْن. وقيل بِضَادٍ ثم طاء، وهُو دَوَاء معروف. وقيل إنه يُعْقَد مِن أبْوال الإبِل. وقيل: هو عَقَّار، منه مَكِّي، ومنه هِنْدِيٌّ، وهو عُصَارة شجر معروف له ثمر كالفُلْفُل، وتُسَمَّى ثمرتُه الحُضَض. ومنه حديث سُلَيم بن مُطَيْر <إذا أنا برجُل قد جاء كأنَّه يَطْلُب دَوَاء أو حُضَضاً>. {حضن} (س) فيه <أنه خرَج مُحْتَضِنا أحَدَ ابْنَي ابْنَتِه> أي حاملاً لَه في حِضْنِه. والحِضْن: الجَنْب. وهُما حِضْنان. (ه) ومنه حديث أُسَيْد بن حُضَير <أنه قال لِعَامِر بن الطُّفَيل: اخْرج بذِمَّتك لاَ أُنْفِذ حِضْنَيْك>. ومنه حديث سَطيح: *كأنما حُثْحِث مِن حِضْنَيْ ثَكَنْ* وحديث علي رضي اللّه عنه <عليكم بالحِضْنَيْن> أي مُجَنِّبَتَي العسكر.ومنه حديث عروة بن الزبير <عَجِبتُ لقوم طَلَبوا العِلْم حتَّى إذا نَالوا منه صَاروا حُضَّاناً لأبناء الملوك> أي مُرَبِّين وكافِلين. وحُضَّان: جمع حاضِن، لأن المرَبّي والكافِل يَضُمُّ الطّفْل إلى حِضْنه، وبه سُمّيت الحاضِنَة، وهي التي تربّي الطفل. والحَضَانة بالفتح: فِعْلُها. وقد تكرر في الحديث. (ه) وفي حديث السَّقِيفة <إنَّ إخْواننَا من الأنصار يُريدون أن يَحْضُنُونا من هذا الأمر> أي يُخْرِجونا. يقال حَضَنْتُ الرجُل عن الأمْر أحْضُنُه حَضْناً وحَضَانة: إذا نَحَّيْتَه عنه وانفردْتَ به دونه. كأنه جَعله في حِضْن منه، أي جانب. قال الأزهري: قال الليث: يقال أحْضَنَني من هذا الأمر: أي أخْرَجَني منه. قال: والصواب حَضَنَني. ومنه الحديث <أن امرأة نُعَيم أتَت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقالت: إنَّ نُعَيْما يُريد أن يَحْضُنَني أمْرَ ابْنَتِي، فقال: لا تَحْضُنْها وشَاوِرْها>.[ه] ومنه حديث ابن مسعود في وَصِيَّته <ولا تُحْضَن زَيْنَبُ عن ذلك> يَعْني امرأتَه: أي لا تُحْجَب عن وصِيَّته ولا يُقْطع أمرٌ دُونها. (ه) وفي حديث عِمْرَان بن حُصين <لَأَنْ أكون عبداً حَبَشِيًّا في أعْنُزٍ حَضَنيَّات أرْعاهُنَّ حتى يُدْرِكَنِي أجَلِي أحَبُّ إليَّ من أن أرمي في أحَدِ الصَّفين بسهم أصبْت أم أخطأت> الحَضَنِيَّات منسوبة إلى حَضَن بالتحريك، وهو جَبَل بأعالي نَجْد. ومنه المَثَل <أنجدَ مَن رأى حَضَناً> وقيل هي غَنَم حُمر وسود. وقيل: هي التي أحَدُ ضَرْعَيها أكْبر من الآخر. {حطط} * فيه <مَن ابتلاه اللّه ببلاء في جَسَده فَهُو لَه حِطَّةٌ> أي تَحُطُّ عنه خطاياه وذنوبه. وهي فِعْلة من حَطَّ الشيءَ يحُطه إذا أنْزله وألقاه. ومنه الحديث في ذِكر حِطَّة بني اسرائيل، وهو قوله تعالى <وقُولوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكم> أي قولوا حُطَّ عَنَّا ذُنوبنا، وارْتَفَعَتْ على مَعنى: مَسْألَتُنا حِطَّة، أو أمْرُنا حِطَّة. (ه) وفيه <جَلس رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى غُصْن شجرة يابسة فقال بِيَدِه فَحطَّ ورَقَها> أي نثَرَه. ومنه حديث عمر <إذا حطَطْتم الرّحال فشُدُّوا السُّروج> أي إذا قضَيْتُم الحجَّ، وحَطَطْتُم رِحالكم عن الإبل، وهي الأكْوار والمتاع، فشُدُّوا السُّروج على الخيل لِلْغَزْو. وفي حديث سُبَيعة الأسلَميَّة <فحَطَّتْ إلى السَّلَب> أي مالَت إليه ونَزَلتْ بقلْبها نحوه. وفيه <أنَّ الصلاة تُسَمَّى في التوراة حَطُوطاً>. {حطم} (ه) في حديث زوَاج فاطمة رضي اللّه عنها <أنه قال لعليّ: أيْن دِرْعك الحُطَمِيَّة> هي التي تَحْطِم السيوف: أي تكسرها. وقيل: هي العَرِيضة الثَّقيلة. وقيل: هي منسوبة إلى بطْن من عَبْد القَيس يقال لهم حُطَمَة بن محارب كانوا يعملون الدروع. وهذا أشْبَه الأقوال. (ه) ومنه الحديث <سمعْت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: شَرُّ الرِّعاء الحُطَمة> هو العنيف برعايَة الإبل في السَّوْق والإيراد والإصْدار، ويُلْقِي بعضها على بعض، ويَعْسِفُها. ضَرَبه مَثَلا لِوَالي السُّوء. ويقال أيضا حُطَمٌ بلا هاء. ومنه حديث علي رضي اللّه عنه <كانت قريش إذا رأته في حرب قالت: احْذَروا الحُطَم احْذَرُوا القُطَمَ>. ومنه قمل الحجّاج في خُطْبَته: *قَدْ لفَّها اللَّيلُ بِسَوّاقٍ حُطَمْ* أي عَسُوف عنيف. والحُطم من أبنيِة المبالغة، وهو الذي يكْثر منه الحَطْم. ومنه سُمّيت النار الحُطَمَة: لأنها تَحْطِم كل شيء. ومنه الحديث <رأيت جَهَنم يحطِم بعضُها بعضا>. (س) ومنه حديث سَوْدَة <أنَّها اسْتأذَنَت أن تَدْفع مِن مِنًى قبل حَطْمَة الناس> أي قَبْل أن يزدحمُوا ويَحطِم بعضُهم بعضا. وفي حديث تَوْبَةِ كعْب بن مالك <إذَنْ يَحطِمُكم الناسُ> أي يَدُوسُونَكم ويَزْدحِمون عليكم. [ه] ومنه سُمي <حطيم مكة>، وهو ما بين الركن والباب. وقيل: هو الحِجْر المُخْرج منها، سمي به لأن البيت رُفع وتُرِك هو مَحْطوما: وقيل لأنَّ العرب كانت تطرَح فيه ما طافت به من الثياب فَتَبْقى حتَّى تَنْحَطم بِطُول الزمان، فيكونُ فعيلا بمعنى فاعل. (ه) وفي حديث عائشة <بَعْد ما حَطَمَه الناس>. وفي رواية <بعد حَطَمْتُموه> يقال: حَطَم فُلاناً أهْلُه: إذا كَبِر فيهم، كأنَّهم بما حَمَّلُوه من أثقالهم صَيَّرُوه شيخا محطُوما. (ه) ومنه حديث هرِم بن حِبَّان <أنَّه غَضب على رجل فجعل يَتَحَطّم غَيْظاً> أي يتلظَّى ويَتَوقَّد، مأخوذ من الحُطَمَة: النَّار. (س) وفي حديث جعفر <كُنَّا نَخْرج سَنة الْحَطْمَة> هي السنة الشديدة الجَدْب.(س) وفي حديث الفتح <قال لِلعَبَّاس: احْبِسْ أبا سُفيان عند حَطْم الجبل> هكذا جاءت في الكتاب أبي موسى وقال: حَطْم الجبل: الموْضع الذي حُطِم منه: أي ثُلِمَ فبقي مُنْقَطِعا. قال: ويحتمل أن يريد عند مَضِيق الجبل، حيث يَزْحم بعضهم بعضا. ورواه أبو نَصْر الحُمَيْدي في كتابه بالخاء المعجمة، وفسَّرها في غريبه فقال: الخَطْم والخَطْمَة: رَعْنُ الجبل، وهو الأنف النادر منه. والذي جاء في كتاب البخاري، وهو أخْرَج الحديث فيما قرأناه ورأيناه من نُسَخ كتابه <عند حَطْم الخَيل> هكذا مضبوطا، فإن صحَّت الرَّواية به ولم يكُن تحريفا من الكَتَبة فيكون معناه - واللّه أعلم - أنه يحْبسُه في الموضع المُتَضَايق الذي تَتَحَطّم فيه الخَيْل. أي يَدُوس بعضها بعضاً، ويزحَم بعضها بعضا فيراها جميعَها، وتكْثُر في عينه بمُرورِها في ذلك الموضع الضَّيِّق. وكذلك أراد بِحَبْسِه عند خَطْم الجبل على ما شرحه الحُمَيْدي، فإنَّ الأنف النَّادِر من الجبل يُضَيِّق الموضع الذي يَخْرُج فيه. {حطا} (ه) في حديث ابن عباس <قال: أخَذَ النبي صلى اللّه عليه وسلم بقَفاي فحطَاني حَطْوة> قال الهروي: هكذا جاء به الرَّاوي غير مهموز. قال ابن الأعرابي: الحَطْوُ: تَحْريك (في اللسان: تحريكك) الشَّيء مُزَعْزَعاً. وقال: رواه شَمِر بالهمز. يقال حَطأه يَحْطَؤُه حَطْأً: إذا دَفَعه بكفه. وقيل: لا يكون الحَطْء إلاَّ ضَرْبة بالكَفّ بين الكَتِفَين. ومنه حديث المغيرة <قال لمعاوية حين وَلَّى عَمْرا: ما لَبّثك السَّهْميُّ أن حَطَابك إذْ تَشاوَرْتُما> أي دَفَعك عن رأيك. {حظر} * فيه <لا يَلِج حَظِيرةَ القُدْس مُدْمِنُ خَمْر> أراد بحظيرة القُدس الجنَّة. وهي في الأصل: الموضع الذي يُحاط عليه لتأوِيَ إليه الغنمُ والإبل، يَقيهمَا البردَ والرّيح. (ه) ومنه الحديث <لا حِمَى في الأرَاكِ، فقال له رجل: أرَاكةٌ في حِظَرِي> أراد الأرض التي فيها الزرع المُحاط عليها كالحظِيرة، وتفتح الحاء وتكسر. وكانت تلك الأراكة التي ذكرها في الأرض التي أحياها قبل أن يُحْييَها، فلم يَمْلِكْها بالإحياء ومَلَك والأرض دُونَها؛ إذْ كانت مَرْعًى للسَّارحة. ومنه الحديث <أتَتْه امرأة فقالت: يابني اللّه ادْعُ اللّه لي فلقد دَفَنْتُ ثلاثة، فقال: لقد احْتَظَرْتِ بحِظَار شديد من النار> والاحْتِظار: فِعل الحِظار، أراد لقد احْتَميت بحمًى عظيم من النار يقِيك حرَّها ويُؤمِّنك دخولها. ومنه حديث مالك بن أنس <يَشْترط صاحب الأرض على المُساقي شَدَّ الحِظار> يُريد به حائط البُستان. (ه) وفي حديث أُكَيْدِر <لا يُحْظَر عليكم النَّبات> أي لا تُمْنَعون من الزراعة حيث شئتم. والحظْر: المنع. ومنه قوله تعالى <وما كان عطاءُ ربك محظوراً> وكثيرا ما يرد في الحديث ذِكْر المحظور، ويُراد به الحرام. وقد حَظَرْتُ الشيء إذا حَرَّمْتَه. وهو راجع إلى المَنْع. {حظظ} (س) في حديث عمر <مِن حَظِّ الرجل نَفاقُ أيِّمه ومَوْضع حَقِّه> الحظُّ: الْجَدُّ والبَخْت. وفلان حَظِيظ ومَحْظُوظ، أي من حَظِّه أن يُرْغب في أيِّمه، وهي التي لا زَوج لها من بناتِه وأخوَاته، ولا يُرْغب عنْهنَّ، وأن يكون حَقُّه في ذِمَّة مأمونٍ جُحُودُه وتَهضُّمُه، ثِقَةٍ وَفيٍّ به.{حظا} (س) في حديث موسى بن طلحة <قال: دخل عليّ طلحة وأنا مُتَصبِّح فأخذ النَّعْل فحظانِي بها حَظَياتٍ ذوَاتِ عَدَدٍ> أي ضرَبني بها، كذا روي بالظاء المعجمة. قال الحربي: إنما أعرفها بالطاء المهملة. وأمَّا بالظاء فلا وجه له. وقال غيره: يجوز أن يكون من الحَظْوَة بالفتح، وهو السَّهم الصغير الذي لا نَصْل له. وقيل كلُّ قَضِيب ثَابت في أصْل فهو حَظْوة، فإن كانت اللفظة محفوظة فيكون قد اسْتعَار القَضِيب أو السَّهم للنَّعل. يقال: حَظَاه بالحَظْوة إذا ضربه بها، كما يقال عَصَاه بالْعَصَا. وفي حديث عائشة <تَزَوَّجني رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في شوال وبَنَى بي في شوال، فأيُّ نسائه كان أحْظَى منّي؟ > أي أقْرَبَ إليه مِنّي وأسعَدَ به. يقال: حَظِيَتِ المرأة عند زوجها تَحْظَى حُظْوَةً وحِظْوَة بالضَّم والكسر (وبالفتح أيضا: فهو مثلث، كما في تاج العروس): أي سعدت به ودَنَتْ من قلْبه وأحَبَّها. {حفد} (ه) في حديث أم مَعْبَد <مَحْفُودٌ مَحْشُود، لا عَابِسٌ ولا مُفْنِد> المَحْفُود: الذي يَخْدِمُه أصحابه ويُعَظِّمُونه ويُسْرِعون في طاعَتِه. يقال حَفَدْت وأحْفَدْت، فأنا حافِد وَمَحْفُود. وحَفَدٌ وحَفَدَة جمع حافد، كخَدَم وكَفَرَة. ومنه حديث أمَيَّة <بالنِّعَم مَحْفود>. ومنه دُعاء القُنوت <وإلَيْك نَسْعى ونَحْفِد> أي نُسْرِع في العمل والخِدْمة. (ه) وحديث عمر، وذُكِر له عُثمان للخِلافة فقال <أخْشَى حَفْدَه> أي إسْراعَه في مَرْضَات أقاربه. {حفر} (س) في حديث أبَيٍّ <قال: سألتُ النبي صلى اللّه عليه وسلم عن التَّوبة النَّصُوح فقال: هو النَّدَم على الذنْب حين يَفْرُط منك، وتَسْتَغْفِر اللّه بندَامَتِك عِند الحافِر، ثم لا تَعُود إليه أبداً> قيل: كانوا لكَرامَة الفَرس عندهم ونفَاسَتهم بها لاَ يَبِيعُونها إلاَّ بالنَّقْد، فقالوا: النَّقْد عند الحافِر: أي عنْد بَيْع ذَاتِ الحافر، وسَيَّروه مَثَلا. ومَن قال <عند الحافِرَة> فإنه لَمَّا جَعل الحافر في مَعْنى الدَّابَّة نَفْسِها، وكَثُر استعمالُه من غَيْر ذِكْر الذَّات ألْحَقَتْ به علامة التأنيث، إشعاراً بتَسْمِية الذَّات بها، أو هي فاعِلة من الحَفْر، لأنَّ الفَرس بشِدّة دَوْسِها تَحْفِر الأرض. هذا هو الأصل، ثم كثرَ حتى استُعْمِل في كل أوَّلِيَّة، فقيل: رجَع إلى حافِره وحافِرَتِه، وفَعَل كذا عند الحافر والحافِرة. والمعْنى تَنْجِيز النَّدامة والاسْتِغفار عند مُواقعَة الذَّنْب من غير تأخير، لأن التأخير من الإصْرار. والبَاء في <بِنَدَامَتِك> بمعْنى مَع أو لِلاسْتِعانة: أي تطْلب مغفرة اللّه بأنْ تَنْدَم. والواو في <وتَسْتَغفر> للحال، أو للعطف على مَعْنى النَّدَم. (ه) ومنه الحديث <إنَّ هذا الأمْرَ [لا] (الزيادة من ا، وشرح القاموس) يُتْرك على حَالَتِه حَتَّى يُرَّد إلى حافِرَته> أي أوّلِ تَأسِيسِه. ومنه حديث سُراقة <قال: يا رسول اللّه أرأيْتَ أعْمَالَنا التي نَعْمل أمُؤُاخَذُون بها عند الحافر؛ خَيْرٌ فخيْرٌ، أو شرٌّ فشَرٌّ، أو شيءٌ سبَقت به المقادير وجَفَّت به الأقلام؟>. وفيه ذِكر <حَفَر أبي موسى> وهي بفتح الحاء والفاء: رَكَايا احْتَفرها على جادّة البَصْرة إلى مكة. وفيه ذكر <الحَفِير> بفتح الحاء وكسر الفاء: نَهْر بالأُرْدُنّ نَزل عنده النُّعْمان بن بَشِير. وأمَّا بضم الحاء وفتح الفاء، فمنزل بين ذي الحُليْفة ومَلَل، يَسْلُكه الحاجُّ.{حفز} (س) فيه عن أنس <من أشراط الساعة حَفْزُ الموت، قيل: وما حَفْز الموت؟ قال: مَوْت الفجأة> الحفْز: الحثُّ والإعْجال. (ه) ومنه حديث أبي بَكْرة <أنه دَبَّ إلى الصَّفِّ راكعا وقد حَفَزه النَفَس> وقد تكرر في الحديث. ومنه حديث البُراق <وفي فَخِذَيْه جَناحان يَحْفِزُ بهما رجْلَيه>. [ه] ومنه الحديث <أنه عليه الصلاة والسلام أُتِيَ بتَمْر فجعل يَقْسِمُه وهو مُحْتَفِز> أي مُسْتعجل مُسْتَوفِزٌ يريد القيام. [ه] ومنه حديث ابن عباس <أنه ذُكِر عنده القدر فاحْتَفَز> أي قَلِق وشُخِصَ به. وقيل: استوى جالسا على وَرِكَيْه كأنه يَنْهض. ومنه حديث علي <إذا صَلت المرأة فلْتَحْتَفِزْ إذا جلست وإذا سجَدت ولا تُخَوِّي كما يُخَوِّي الرجُل> أي تَتَضامُّ وتجتمع. وفي حديث الأحنف <كان يُوسِّع لمن أتاه، فإذا لم يَجدْ مُتَّسَعاً تَحَفَّزَ له تَحَفُّزًّا>. {حفش} (ه) في حديث ابن اللُّتْبِيَّة <كان وجَّهَه ساعيا على الزكاة، فرجَعَ بِمالٍ، فقال: هَلاَّ قَعَد في حِفْش أمِّه فيَنْظُرَ أيُهْدَى إليه أمْ لا> الحِفْش بالكسر: الدُّرْج، شَبَّه به بَيْت أمِّه في صِغَره. وقيل: الحِفْش البيت الصغير الذَّليل القَريب السَّمْك، سُمِّي به لضِيقه. والتَّحَفُّش: الانضِمام والاجتماع. ومنه حديث المُعْتدّة <كانت إذا تُوفِّي عنها زوجها دخَلَت حِفْشا، ولَبِسَت شَرَّ ثيابها> وقد تكرر في الحديث. {حفظ} * في حديث حُنين <أرَدْت أن أُحْفِظَ الناس، وأن يقاتلوا عن أهليهم وأموالِهم> أي أُغْضِبَهم، من الحَفِيظة: الغَضَب. (ه) ومنه الحديث <فَبدَرَت مِنِّي كامةٌ أحْفَظَتْه> أي أغْضَبَتْه. {حفف} * في حديث أهل الذِكر <فيَحفُّونَهم بأجنِحتهم> أي يطوفون بهم ويَدُورُون حولهم. وفي حديث آخر <إلا حَفتْهُم الملائكة>. (ه) وفيه <من حَفَّنا أو رَفَّنا فلْيَقْتَصِد> أي من مَدَحَنا فلا يَغْلُوَنَّ فيه. والحَفَّة: الكرامة التامة. (ه) وفيه <ظَلَّلَ اللّه مكان البيت غَمامةً، فكانت حِفافَ البيت> أي مُحْدِقة به. وحِفَافَا الجبل: جانِباه. (ه) ومنه حديث عمر رضي اللّه عنه <كان أصْلَع، له حِفافٌ> هو أن يَنْكَشِف الشَّعَر عن وسَط رأسه ويَبْقَى ما حَوْلَه. وفيه <أنه عليه الصلاة والسلام لم يَشْبَع من طعام إلاَّ على حَفَف> الحَفَف: الضِّيقُ وقِلة المَعِيشة. يقال: أصابَه حَفَفٌ وحفُوف. وحَفَّت الأرض إذا يبِس نَباتُها: أي لم يَشْبَع إلاّ والحال عنده خلاف الرَّخاء والخِصْب. ومنه حديث عمر <قال له وفْدُ العِراق: إن أمير المؤمنين بلغ سنًّا وهو حافُّ المطْعَم> أي يابسُه وقَحِلُه. ومنه حديثه الآخر <أنه سأل رجلا فقال: كيف وجَدْت أبا عبيدة؟ فقال: رأيت حُفُوفا> أي ضِيق عَيْش. (ه) ومنه الحديث <بَلغ مُعاويةَ أنَّ عبد اللّه بن جَعْفر حَفَّفَ وجُهِد> أي قَلَّ مالُه. {حفل} (ه) فيه <من اشتَرى مُحَفَّلةً وردَّها فلْيَرُدَّ معها صاعا> المُحَفَّلة: الشاة، أو البقر، أو الناقة، لا يَحْلُبُها صاحبها أيَّاماً حتى يَجْتمِع لبَنُها في ضَرْعها، فإذا احْتَلبها المُشْتري حَسِبها غزيرة، فزاد ثَمنِها، ثم يَظهر له بعد ذلك نَقْصُ لبَنِها عن أيام تَحْفِيلها، سُمِّيَت مُحَفَّلة، لأن اللبن حُفَّل في ضَرْعها: أي جُمِع. (ه) ومنه حديث عائشة تَصِف عمر رضي اللّه عنهما <فقالت: لِلّه أمٌّ حَفَلَت له ودَرَّت عليه> أي جَمَعَت اللَّبن في ثَدْيها له. (س) ومنه حديث حليمة <فإذا هي حافِل> أي كثيرة اللَّبَن. وحديث موسى وشعيب عليهما السلام <فاسْتَنْكَر أبوهُما سُرعة صَدَرِهما بغَنَمهِما حُفَّلاً بِطاناً> هي جَمْع حافِل: أي مُمْتلئِة الضُّروع. (س) ومنه الحديث في صِفة عُمر <ودَفَقَت في مَحافِلها> جَمْع مَحْفِل، أو مُحْتَفَل، حيث يَحْتَفل الماء: أي يَجْتَمع. وفيه <وتَبْقَى حُفالةٌ كحُفالة التَّمر> أي رُذالَة من الناس كَردِيء التَّمر ونُفايَتِه، وهو مِثْل الحُثلة بالثاء. وقد تقدّم. (ه) وفي رُقْيَة النَمْلة <العَرُوس تَكْتَحِل وتَحْتَفِل> أي تتَزيَّن وتَحْتَشِد للزِّينة. يقال: حَفَلْتُ الشيء، إذا جَلَوْتَه. وفيه ذكر <المَحْفِل> وهو مُجْتَمَع الناس، ويُجمَع على المَحافِل. {حفن} [ه] في حديث أبي بكر <إنما نحن حَفْنَةٌ من حَفَنات اللّه> أراد إنا على كَثْرتِنا يوم القيامة قليل عند اللّه كالحَفْنة، وهي مِلْء الكَفِّ، على المجَاز والتَّمثِيل، تعالى اللّه عن التشبيه، وهو كالحديث الآخر <حَثْية من حَثَيات رَبِّنا>. وفيه <أن المُقَوْقِس أهْدَى إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مارِيةَ من حَفْن> هي بفتح الحاء وسكون الفاء والنون: قرية من صعيد مصر، ولها ذكر في حديث الحسن بن علي رضي اللّه عنهما مع مُعاوية.{حفا} * فيه <أنّ عَجُوزا دخَلَت عليه فسألها فأحْفَى، وقال: إنها كانت تأتينا في زمن خديجة، وإنّ كَرَم العهد مِن الإيمان> يقال أحْفَى فلان بصاحبه، وحَفِيَ به، وتَحَفَّى: أي بالَغ في بِرِّه والسُّؤال عن حاله. ومنه حديث أنس <أنهم سألوا النبي صلى اللّه عليه وسلم حتى أحْفَوْه> أي اسْتَقْصَوْا في السؤال. (ه) وحديث عمر <فأنزَل أُوَيْساً القَرَنِيَّ فاحْتَفاه وأكْرَمه>.(ه) وحديث علي <أنَّ الأشْعَث سلّم عليه فَردّ عليه السلام بغير تَحَفٍّ> أي غير مُبالِغ في الرَّدّ والسؤال. وحديث السواك <لَزِمْتُ السِواك حتى كِدْت أُحْفِي فَمِي> أي اسْتَقصى على أسْناني فأُذْهِبُها بالتَّسَوُّك. [ه] ومنه الحديث <أمَر أن تُحْفَى الشَّوارب>: أي يُبالَغ في قَصِّها. (ه س) والحديث الآخر <إن اللّه تعالى يقول لآدم: أخْرِجْ نَصيب جهنم من ذُرِّيتك، فيقول: يا رب كَمْ؟ فيقول: من كل مائة تسعةً وتسعين، فقالوا: يارسول اللّه احْتُفِينا إذاً، فماذا يَبْقَى؟> أي اسْتُؤصِلْنا، من إحْفاء الشَّعَر. وكلُّ شيء اسْتُؤصِل فقد احْتُفِيَ. ومنه حديث الفتح <أن تَحْصُدوهم حصْداً، وأحْفَى بيَده> أي أمَالَها وصْفاً للحَصْد والمُبالَغة في القَتْل. وفي حديث خليفة <كَتَبْت إلى ابن عباس أن يَكْتُب إليَّ ويُحْفِيَ عنِّي> أي يمسك عني بعض ما عنده مِما لا أحتمله، وإن حُمِل الإحْفاء بمعنى المبالغة فيكون عنّي بمعنى عليَّ. وقيل هو بمعنى المبالغة في البِرِّ به والنصيحة له. وروي بالخاء المعجمة. (ه) وفيه <أنَّ رجُلا عَطَس عند النبي صلى اللّه عليه وسلم فوق ثلاث، فقال له: حَفَوْت> أي مَنَعْتَنا أن نُشَمِّتَك بعد الثلاث، لأنه إنما يُشَمَّت في الأولى والثانية. والحَفْو: المنْع، ويروى بالقاف: أي شَدّدْت علينا الأمر حتى قَطعْتنا عن تَشْمِيتك. والشَّدّ من باب المَنْع. ومنه <أنَّ رجُلا سَلم على بعض السَّلف فقال: وعليكم السلام ورحمة اللّه وبركاته الزَّاكيات، فقال له: أراك قد حَفْوتنَا ثَوابَها> أي مَنَعْتنَا ثواب السَّلام حيث اسْتَوْفَيْت علينا في الردّ. وقيل: أراد تَقَصَّيْت ثوابها واسْتَوْفَيْتَه علينا. وفي حديث الانتِعال <لِيُحفِهما جَميعاً أوْ لِيَنْعَلْهُما جميعاً> أي لِيَمْشِ حَافِيَ الرّجْلين أو مُنْتَعِلَهُما، لأنه قد يَشُقُّ عليه المشْيُ بنَعْل واحدة، فإنَّ وَضْع القدَمين حافيةً إنما يكون مع التَّوَقِّي من أذًى يُصِيبُها، ويكون وضْع القَدم المُنْتَعِلَة على خلاف ذلك فيخْتَلِف حينئذ مَشْيهُ الذي اعتاده فلا يأمَنُ العِثَار. وقد يَتَصَوَّر فاعلُه عند الناس بصُورة مَن إحْدَى رجْلَيه أقْصَر من الأخرى. (ه) وفيه <قيل له: مَتى تَحِلُّ لنَا المَيْتَة؟ فقال: ما لم تَصْطَبِحوا، أو تغْتَبِقُوا، أو تَحْتَفِئُوا بها بَقْلاً فَشَأنَكُم بها> قال أبو سعيد الضّرير: صوابه <ما لم تَحْتَفُوا بِهَا> أو بغَير هَمْز، من أحْفَى الشَّعَر. ومَن قال تَحْتَفِئُوا مهموزا هو من الحفأ، وهو البَرْدِيّ فبَاطل؛ لأن البَرْدِيَ ليس من البُقول. وقال أبو عبيد: هو من الحفأ؛ مهموز مقصور، وهو أصْل البَرْدِيّ الأبيضِ الرَّطْب منه، وقد يُؤكل. يقول ما لم تَقْتَلِعوا هذا بعَيْنه فتأكلوه. ويُروى <ما لم تَحْتَفُّوا> بتشديد الفاء، من احْتَفَفْت الشيء إذا أخَذْته كُلَّه، كما تَحُفُّ المرأة وجْهَها من الشَّعَر. ويُروى <ما لم تَجْتَفِئُوا> بالجيم. وقد تقدّم. ويروى بالخاء المعجمة وسيُذكر في بابه. وفي حديث السّبَاق ذكر <الحَفْيَاء> وهو بالمدّ والقصْر: موضع بالمدينة على أميال. وبَعْضهم يُقدّم الياء على الفاء. {حقب} (ه) فيه <لا رأى لِحَاقِب ولا لِحاقِن> الحاقِبُ: الذي احتاج إلى الخَلاء فلم يَتَبَرَّز فانْحَصر غائطه. ومنه الحديث <نَهى عن صلاة الحاقِب والحاقِن>. (س) ومنه الحديث <حَقِب أمرُ الناس> أي فسَد واحْتَبَس، من قولهم حَقِب المطر: أي تأخَّر واحْتَبَس. (ه) ومنه حديث عُبَادة بن أحمر <فجَمعت إبِلي ورَكِبْت الفحلَ فَحقِب فَتَفاجَّ يَبُول فنزلت عنه> حَقِب البعير: إذا احْتَبس بولُه. وقيل هو أن يُصِيب قضيبَه الحَقَبُ، وهو الحَبْل الذي يُشَدّ على حَقْو البعير فيُورِثه ذلك. (س) ومنه حديث حُنين <ثم انتزع طَلَقاً من حَقَبه> أي من الحبْل المشْدُود على حَقْو البعير، أوْ مِن حَقِيبَته، وهي الزيادة (في الأساس والتاج: الرفادة) التي تُجْعل في مؤخَّر القَتَب، والوعاء الذي يَجْمع الرجلُ فيه زادَه. (س) ومنه حديث زيد بن أرقم <كنتُ يَتِيما لابن روَاحَة فَخرج بي إلى غَزْوة مُؤْتَة مُرْدِفِي على حَقِيبة رَحْله>. (س) وحديث عائشة <فأحْقَبها عبد الرحمن على ناقة> أي أرْدَفها على حَقِيبة الرحْل. (س) وحديث أبي أُمامة <أنه أحْقَب زادَه على راحلتِه> أي جعله ورَاءه حَقِيبَة. (س) ومنه حديث ابن مسعود <الإمّعَة فيكم الْيَومَ المحْقِبُ النَّاسَ دِينَه> وفي رواية <الذي يَحْقِب دِينَه الرّجَالَ> أراد الذي يُقَلّد دِينَه لكُل أحد. أي يجعل دِينَه تابعاً لدين غيره بلا حُجَّة ولا بُرْهان ولاَ رَوِيَّة، وهو من الإرداف على الحَقِيبة. (س) وفي صفة الزبير <كان نُفُجَ الحَقِيبة> أي رَابِي العَجُز ناتئه، وهو بضم النون والفاء، ومنه انْتَفج جَنْبا البعير: أي ارتَفَعا. (س) وفيه ذِكر <الأحْقَب>، وهو أحَد النَّفَر الذين جاءوا إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم من جِنِّ نَصِيبين. قِيل كانوا خمسة: خَسَا، ومَسا، وشَاصَه، وبَاصَه، والأحْقَب. وفي حديث قُسّ: *وأعْبَدُ من تَعَبَّد في الحِقَبْ* جمع حِقْبة بالكسر وهي السَّنَة، والحُقْب بالضم، ثمانون سنة. وقيل أكثر وجمعه حِقَاب. {حقحق} [ه] في حديث سَلمان <شَرُّ السَّيْر الحَقْحَقة> هو المُتْعب من السَّير. وقيل هو أن تُحمل الدابة على ما لا تُطِيقه. ومنه حديث مُطرّف <أنه قال لولده: شَرُّ السَّير الحَقْحَقة> وهو إشارة إلى الرّفْق في العِبادة. {حقر} * فيه <عَطَس عنده رجُل فقال: حَقِرْتَ ونَفِرْت> حَقر الرجُل إذا صار حقيراً: أي ذليلا. {حقف} (ه) فيه <فإذا ظَبْيٌ حاقِف> أي نائم قد انْحَنَى في نَوْمه. وفي حديث قُسّ <في تَنائفِ حِقَاف> وفي رواية أخرى <في تَنَائِف حقَائِف> الْحِقَاف: جمع حِقْف: وهو ما اعْوَجَّ من الرَّمْل واستطال، ويُجْمع على أحْقاف. فأما حقَائِف فجَمْع الحمع، إمَّا جمع حِقاف أوْ أحْقاف. {حقق} * في أسماء اللّه تعالى <الحقُّ> هو الموجود حقيقةً المُتَحَقّق وجُودُه وإلهِيَّتُه والحَقُّ: ضِدّ الباطل. ومنه الحديث <مَن رآني فقد رأى الحَقَّ> أي رؤيا صادِقة لست من أضغاث الأحلام. وقيل فَقَدْ رآنِي حقيقة غير مُشَبَّه. ومنه الحديث <أمِيناً حَقَّ أمِينٍ> أي صِدْقاً. وقيل واجِباً لَهُ الأمانة. ومنه الحديث <أتَدْرِي ما حَقُّ على اللّه؟ > أي ثَوابُهم الذي وعَدهم به، فهو واجب الإنجازِ ثابِتٌ بوعْدِه الحَقِّ. ومنه الحديث <الحقُّ بَعْدي مع عُمَر>. ومنه حديث التَّلْبية <لبَّيْك حَقًّا حَقًّا> أي غير باطل، وهو مصْدر مؤكِّد لغَيره: أي أنه أكَّدَ به مَعْنى ألزَمُ طاعتَك الذي دلَّ علَيه لبَّيك، كما تقول: هذا عبد اللّه حَقًّا فتؤكِّد به، وتَكْرِيره لزيادة التأكيد، وتَعَبُّداً مفعول له (هكذا بالأصل و ا، ولسنا نجد لقوله <تعبدا> مرجعا في الحديث. وقد نقلها اللسان كما هي. وتشكك مصححه فقال: <قوله تعبدا . . الخ> هكذا بالأصل والنهاية). (س) ومنه الحديث <إن اللّه أعطى كل ذي حَقٍّ حَقَّه فلا وصِيَّة لِوَارث> أي حظَّه ونَصِيبه الذي فرِض له. (ه) ومنه حديث عمر <أنه لمَّا طُعِن أُوقِظ للصلاة، فقال: الصلاة واللّه إذاً، ولاَ حَقَّ> أي لا حَظَّ في الإسلام لَمن تَركَها. وقيل: أراد الصَّلاةُ مَقْضِيَّة إذاً، ولا حَقَّ مَقْضِيٌّ غيرها: يعني في عُنُقه حقوقاً جمَّة يجب عليه الخروج من عُهدتِها وهو غير قادر عليه فهَبْ أنه قضَى حَقَّ الصلاة فما بالُ الحُقُوق الأُخَرِ؟. (س) ومنه الحديث <لَيْلة الضَّيف حَقٌّ، فمن أصبح بفِنائه ضَعيفٌ عليه دَيْن> جعَلها حَقًّا من طريق المعروف والمرُوءة، ولم يَزل قِرَى الضَّيف من شِيَم الكِرام، ومَنْعُ القِرى مذموم. (س) ومنه الحديث <أيُّما رجلٍ ضاف قوماً فأصبح مَحْروماً فإنَّ نَصْره حقٌّ على كل مسْلم حتى يأخُذَ قِرَى ليْلتِه من زَرْعه ومالِه> وقال الخطّابي: يُشْبِهُ أن يكون هذا في الذي يخَاف التَّلفَ على نَفْسه ولا يَجد مَا يأكله، فله أن يتَناول من مال الغير ما يُقِيم نفسه. وقد اخْتلف الفقهاء في حُكم ما يأكله: هل يلْزمُه في مُقابَلَتِه شيء أم لا ؟. (س ه) وفيه <ما حَقُّ امْرئ مُسْلم أن يَبِيت ليلتين إلاَّ وَوَصِيَّتُه عنده> أي مَا الأحْزم له والأحْوط إلاَّ هذا. وقيل: ما المعروف في الأخلاق الحَسَنة إلا هذا من جهة الفَرض. وقيل: معناه أنَّ اللّه حَكَم على عباده بوجوب الوصِيَّة مطاقاً، ثم نَسَخ الوصِيَّة للوارث، فبَقِي حقُّ الرجُل في مالِه أن يُوصِيَ لغير الوارث، وهو ما قَدَّر الشارع بثلث مالِه. (ه) وفي حديث الحضانه <فجاء رجلان يَحْتَقَّانِ في ولد> أي يختصمان ويطلب كل واحد منهما حقه. (ه) ومنه الحديث <من يُحَاقُّنِي في ولَدِي>. وحديث وهب <كان فيما كلَّم اللّه أيوبَ عليه السلام: أتُحاقُّني بِخِطْئك؟>. (س) ومنه كتاب الحُصَين <إنَّ له كذا وكذا لاَ يُحاقُّه فيها أحد>. (ه) وحديث ابن عباس <متى ما يَغْلوا في القرآن يَحْتَقُّوا> أي يقول كل واحد منهم الحَقُّ بِيَدِي. (ه) وفي حديث علي <إذا بَلغ النِّساءُ نَصَّ الحِقَاق فالعَصَبة أوْلَى> الحِقَاق: المخاصَمة، وهو أن يقول كل واحد من الخَصْمين: أنا أحَقّ به. ونَصُّ الشيء: غايتُه ومُنْتهاه. والمعنى أن الجارية ما دامَت صغيرة فأمُّها أولَى بها، فإذا بلغت فالعَصَبة أولى بأمْرها. فمعنَى بَلغَت نصَّ الحِقاق: غاية البلوغ. وقيل: أراد بِنَصِّ الحِقاق بلوغَ العَقْل والإِدْراك، لأنه إنَّما أراد مُنْتَهى الأمر الذي تَجب فيه الحقوق. وقيل: المراد بلوغ المرأة إلى الحَدّ الذي يجوز فيه تَزْويجُها وَتَصَرُّفُها، تشبيها بالحِقَاق من الإِبِل. جمع حِقٍّ وحِقة، وهو الذي دخَل في السَّنة الرابعة، وعند ذلك يُتَمكَّن من ركوبه وتَحْميله. ويُروى <نصّ الحقَائِق> جمع الحقِيقة: وهو ما يصير إليه حق الأمر وَوُجوبه، أو جَمْع الحِقَّة من الإبل. ومنه قولهم <فلان حامِي الحَقِيقة> إذا حَمَى ما يجب عليه حِمَايَتُه. (ه) وفيه <لا يبلغ المؤمن حقيقة الإيمان حتى لاَ يعيب مُسْلما بِعَيْبٍ هو فيه> يعْني خالص الإيمان ومَحْضَه وكُنْهَه. وفي حديث الزكاة ذِكْر <الحِقّ والحِقَّة> وهو من الإبل ما دخل في السنة الرابعة إلى آخرِها. وسُمِّي بذلك لأنه اسْتَحقَّ الركوب والتَّحمِيل، ويُجمع على حِقَاق وحقائق. (ه) ومنه حديث عمر <مِنْ وَرَاء حِقاق العُرْفُط> أي صغارها وشَوابِّها، تشبيها بِحِقَاق الإبِل. (ه) وفي حديث أبي بكر <أنه خرج في الهاجِرة إلى المسجد، فقيل له: ما أخْرَجك؟ قال: مَا أخرجَنِي إلاَّ ما أجِد من حَاقِّ الجُوع> أي صادِقِه وشِدّته. ويروى بالتخفيف، من حَاقَ به يَحِيق حَيْقاً وحَاقاً إذا أحدق به، يريد من اشْتِمال الجُوع عليه. فهو مَصْدر أقامه مُقام الاسم، وهو مع التشديد اسم فاعل من حقّ يَحِقّ. وفي حديث تأخير الصلاة <وتَحْتَقُّونها إلى شَرَق المَوتى> أي تُضَيّقون وقْتَها إلى ذلك الوقت. يقال: هو في حَاقٍّ من كذا: أي في ضِيق، هكذا رواه بعض المتأخرين وشرَحه. والرواية المعروفة بالخاء المعجمة والنون، وسيجيء. (ه) وفيه <ليس للنساء أن يَحْقُقْن الطريق> هو أن يَرْكَبْن حُقَّها، وهو وسَطها. يقال: سَقَط على حَاقِّ القَفا وحُقِّه. وفي حديث حذيفة <ما حَقَّ القولُ على بني إسرائيل حتى اسْتَغْنى الرجالُ بالرجال والنّساء بالنساء> أي وَجَب ولزم. (ه) وفي حديث عمرو بن العاص <قال لمعاوية: لقد تلافيتُ أمرك وهو أشدّ انْفِضاجاً من حُقّ الكَهُول> حُقُّ الكَهُول: بَيْت العَنْكَبُوت، وهو جمع حُقَّة: أي وأمْرك ضَعِيف.* وفي حديث يوسف بن عمران <إنّ عاملا من عُمَّالي يذكر أنه زرَع كُلَّ حُقٍّ ولُقٍّ> الحُقُّ: الأرض المُطْمَئِنَّة. واللُّق: المرْتَفعة. {حقل} [ه] فيه <أنه نهى عن المُحَاقَلة> المحاقلة مُخْتَلف فيها. قيل: هي اكْتِراء الأرض بالحِنْطة. هكذا جاء مُفَسَّرا في الحديث، وهو الذي يُسَمِّيه الزَّرَّاعون: المُحارَثة (في ا: المخابرة. وفي اللسان: المجاربة). وقيل: هي المُزارَعة على نَصِيب معلوم كالثلث والرُّبع ونحوهما. وقيل: هي بَيْع الطعام في سُنْبُلِه بالبُرِّ. وقيل: بيع الزرع قبل إدْراكِه. وإنَّما نُهِي عنها لأنها من المَكِيل، ولا يجوز فيه إذا كانا من جنْسٍ واحد إلاَّ مِثْلا بمثل ويَداً بيَد. وهذا مجهول لا يُدْرَى أيُّهما أكْثَر. (ه) وفيه <النَّسِيئة والمُحاقَلَة> مُفَاعَلة، من الحَقْل وهو الزرع إذا تَشَعَّب قبل أن يَغْلُظ سُوقُه. وقيل: هو من الحَقْلِ وهي الأرض التي تُزْرَع. ويُسَمِّيه أهل العِراق القَراح. (ه) ومنه الحديث <ما تصْنَعون بِمَحاقِلِكم> أي مَزارِعِكم، واحدها مَحْقَلَة، من الحَقْل: الزرع، كالمَبْقَلَة من البَقْل. ومنه الحديث <كانت فِينا امْرأة تَحْقِل على أرْبعاءَ لَها سِلْقاً> هكذا رواه بعض المتأخِّرين وصَوّبه: أي تَزْرع. والرواية: تزرع وتَجْعَل (هكذا بالأصل و ا. والذي في اللسان نقلا عن النهاية <تزرع وتحقل>). {حقن} (ه) فيه <لا رَأيَ لِحَاقِن> هو الذي حُبس بولُه، كالحاقِب للغائط.(ه) ومنه الحديث <لا يُصَلِّيَنَّ أحدُكم وهو حاقِن - وفي رواية حَقِنٌ - حتى يَتَخَفَّف> الحاقِن والحَقِن سواء. ومنه الحديث <فحَقن له دمَه> يقال حقنت له دمه إذا منعت من قَتْله وإراقَتِه: أي جَمَعْته له وحبَسْته عليه. ومنه الحديث <أنه كَرِه الحُقْنَة> وهو أن يُعطَى المريضُ الدَّواء من أسْفَله، وهي معروفة عند الأطِبَّاء. (ه) وفي حديث عائشة <تُوفِّي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بيْن حاقِنَتِي وذاقِنَتِي> الحاقِنة: الوَهْدة المنْخَفِضَة بين التَّرْقُوَتَيْن من الحلق. {حقا} (ه) فيه <أنه أعْطَى النِّساء اللاتي غَسَّلْن ابنَتَه حَقْوه وقال: أشْعِرْنَها إيَّاه> أي إزارَه. والأصل في الحَقْو مَعْقِد الإزَار، وجَمْعه أحْقٍ وأحْقاء، ثم سُمِّي به الإزار للمُجاورة. وقد تكرر في الحديث. فمن الأصل حديث صلة الرَّحم <قال: قامت الرحم فأخذَتْ بحَقْو الرحمن> لمَّا جَعل الرَّحم شَجْنَة من الرحمن اسْتعار لَها الاسْتِمْساك به، كما يَسْتَمْسك القرِيب بِقَرِيبه، والنَّسِيب بِنَسيبه. والحَقْو فيه مَجاز وتَمْثِيل. ومنه قولهم: عُذْتُ بِحَقْو فُلان إذا اسْتَجرْتَ به واعْتَصَمتَ. وحديث النعمان يوم نَهَاوَنْد <تعاهَدُوا هَمايِنَكم في أحْقِيكم> الأحْقِي جمع قِلَّة لِلْحَقْو: مَوْضع الإزارِ. (س) ومن الفَرْع حديث عمر <قال للنساء: لا تَزْهَدْن في جَفاء الحَقْو> أي لا تَزْهَدْن في تغليظ الإزار وثَخانَتِه ليكونَ أسْتَر لَكُنّ. وفيه <إن الشيطان قال: ما حَسَدْت ابن آدم إلاَّ عَلَى الطَّسْأة والحَقْوة> الحَقْوة: وجَع في البَطْن. يقال منه: حُقِي فهو مَحْقُوٌّ.
|