الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: النهاية في غريب الحديث **
{ذأب} (س) في حديث دَغفَل وأبي بكر <إنَّكَ لسْتَ من ذَوائبِ قريشٍ> الذَّوائبُ جمع ذُؤَابَةٍ وهي الشَّعرُ المضْفُور من شَعر الرَّأسِ، وذُؤابةُ الجبَل: أعْلاهُ، ثم استُعِيرَ للعِزّ والشَرَفِ والمرْتَبةِ: أي لسْتَ من أشْرِافِهِم وذَوِي أقْدَارِهم. وفي حديث عليّ رضي اللّه عنه <خَرَجَ منكم إليَّ جُنَيْدٌ مُتذَائِبٌ ضعيفٌ> المُتَذَائِبُ: المضْطَربُ، من قولهم تَذاءَبَت الرِّيحُ: أي اضْطَرب هُبوبُها. {ذأر} (ه) فيه <أنه لمَّا نهى عن ضَرْب النِّساءِ ذَئِر النِّساءُ على أزْواجِهِنَّ> أي نَشَزْن عليهم واجْتَرأْنَ. يقال: ذَئِرتِ المَرأةُ تذأرفهي ذَئِرٌ وذَائر: أي ناشِزٌ. وكذا الرَّجُل. {ذأف}*في حديث خالد بن الوليد قال في غَزوة بَنِي جَذيمة: <من كان معه أسِيرٌ فليُذْئِفْ عليه> أي يُجْهِز عليه ويُسْرِع قَتلَه. يقال: أذْأَفتُ الأسيرَ وذَأَفْتُه إذا أجهزتَ عليه. ويُروى بالدال المهملة، وقد تقدم. {ذأل} (ه) فيه <أنه مرَّ بجارِيةٍ سوداء وهي تُرَقِّصَ صَبِيًّا لها وتقولُ: ذُؤَالُ يا بنَ القَرمِ يا ذُؤَالَه (تمامة:*يَمْشِي الثَّطَا ويَجْلِسُ الهَبَنْقَعَهْ* وانظر <ثطا> من كتابنا هذا في الجزء الأول ص 211) * فقال عليه الصلاة والسلام: <لا تقولِي ذُؤَالَ فإن ذُؤَالَ شَرُّ السِّباع> ذُؤَالُ ترخيم ذُؤَالَةَ، وهو اسمُ عَلَم للذئب. كأسَامة للأسد. {ذأم} (س) في حديث عائشة قالت لليهود <عَلَيكُم السَّامُ والذَّامُ> الذَّامُ: العَيبُ، ويُهْمَزُ ولا يُهمَزُ. ويُروى بالدَّال المهملة. وقد تقدم. {ذأن} (ه) في حديث حذيفة <قال لجُنْدب بن عبد اللّه: كيف تصنَعُ إذا أتَاك من النَّاس مِثْلُ الوَتِد أو مِثلُ الذُّؤنون يقول اتَّبِعْني ولا اتَّبِعُك> الذُّؤْنون: نَبْتٌ طويلٌ ضَعيفٌ له رأسٌ مُدَوّرٌ، وربَّما أكله الأعْرابُ، وهو من ذَأنَه إذا حَقَّرَه وضَعَّفَ شأنَه، شبَّهَه به لِصِغَرِه وحدَاثة سِنّه، وهو يَدْعُو المشَايخ إلى اتِّبَاعه، أي ما تَصنَعُ إذا أَتاكَ رجل ضالٌّ وهو في نحَافةِ جِسْمِه كالوَتِدِ أو الذُّؤْنونِ لِكَدِّه نَفْسَه بالعِبَادةِ يَخْدَعُك بذلك ويَسْتَتْبِعُكَ. {ذبب} (ه) فيه <أنَه رَأى رجُلً طويلَ الشَّعر فقال: ذُبابٌ> الذُّبابُ: الشُّؤْمُ: أي هذا شؤمٌ. وقيل الذُّبابُ الشَّرُّ الدائمُ. يقال أَصَابك ذُّبابٌ من هذَا الأمْر. (س) ومنه حديث المغيرة <شَرُّها ذُبابٌ> . (ه) وفيه <قال رأيتُ أنّ ذُبابَ سَيفي كُسِر، فأوّلْتُه أنه يُصَاب رجل من أهلي، فَقُتِل حمزةُ> ذُبابُ السيف: طَرَفُه الذي يُضرَبُ به. وقد تكرَّر في الحديث.(ه) وفيه <أنه صَلَبَ رجلاً على ذُبابٍ> هو جَبَلٌ بالمدينة. (ه) وفيه <عُمْرُ الذباب أربعونَ يوما، والذباب في النار> قيل كونُه في النار ليس بعذُابٍ له، ولكن ليُعَذَّب به أهلُ النار بوقُوعِه عليهم. (س) وفي حديث عمر <كتَب إلى عَامِله بالطَّائف في خَلاَيا العَسَلِ وحِمايَتها: إنْ أدَّى ما كان يُؤَدّيه إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من عُشُور نَحْله فاحْمِ لهُ، فإنَّما هو ذُبابُ غَيثٍ يأكُلُه من شاءَ> يُريد بالذُّباب النَّحلَ، وإضافَتُه إلى الغَيْثِ على مَعْنَى أنه يكونُ مع المَطر حيثُ كان، ولأنَّه يَعيش بأكْل ما يُنْبتُه الغَيثُ، ومعنى حِمايةِ الوَادِي له أنَّ النَّحلَ إنما يَرْعى أنْوارَ النَّباتِ وما رَخُصَ منها ونَعُم، فإذا حُمِيت مَرَاعيها أقامَت فيها ورَعَت وعسَّلت فكثرُت منافِعُ أصحابِها، وإذا لم تُحْمَ مرَاعِيها احتاجَت إلى أن تُبْعِد في طَلَبِ المَرْعَى، فيكون رعْيُهَا أقلَّ. وقيل معناه أن يَحْمِيَ لهُم الوَادِي الذي تُعَسِّلُ فيه فلا يُتْرَك أحدٌ يَعْرِضُ للعسل؛ لأنّ سبيلَ العَسلِ المُباحِ سبيلُ المِيَاه والمعَادن والصُّيُود، وإنما يَمْلِكُه من سَبَق إليه فإذا حَماه ومنَع الناس منه وانفرَدَ به وجَبَ عليه إخْراجُ العُشْرِ منه عِندَ مَن أوْجَبَ فيه الزَّكاة. {ذبح}*في حديث القضاء <مَن وُلِّيَ قاضِياً فقد ذُبحَ بغير سكِّين> معناه التَّحذِيرُ من طلبِ القضَاءِ والحرْصِ عليه: أي من تَصَدَّى للقَضاء وتَولاَّهُ فقد تَعرَّض للذَّبْح فليَحْذره. والذَّبحُ ها هنا مجازٌ عن الهَلاك، فإنه من أسْرَع أسبابه. وقوله بغير سكين يَحتمل وجهين: أحدهما أنّ الذَّبح في العُرف إنما يكون بالسكين فعَدَل عنه ليُعْلَم أنّ الذي أراد به ما يُخافُ عليه من هلاك دِينِه دُون هلاكِ بَدنه. والثاني أنّ الذَّبحَ الذي يقَعُ به راحةُ الذَّبيحة وخَلاصُها من الأَلَم إنما يكون بالسكين، فإذا ذُبحَ بغير السكين كان ذَبْحه تعذيباً له، فضَرب به المثل ليكون أبلَغَ في الحذر وأشدَّ في التَّوَقِّي منه. وفي حديث الضَّحية <فدعا بذِبْح فذَبَحه> الذِّبْح بالكسر ما يذبح من الأضاحِيّ وغيرها من الحيوان، وبالفتح الفعلُ نفسُه. وفي حديث أم زَرْع <وأعطاني من كل ذابِحةٍ زَوجاً> هكذا جاء في رواية: أي أعطاني من كل ما يجوزُ ذبْحُه من الإبلِ والبقر والغنم وغيرها زَوْجا، وهي فاعِلةٌ بمعنى مفعولة. والرواية المشهورةُ بالراءِ والياء، من الرَّواح. (ه) وفيه <أنه نَهَى عن ذَبائح الجنِّ> كانوا إذا اشْتَرَوْا داراً، أو استخرجوا عَينًا، أو بَنَوْا بُنْيانا ذَبَحوا ذَبِيحةً مخافةَ أن تُصيبَهم الجنُّ، فأضِيفت الذبائح إليهم لذلك. وفيه<كلُّ شيء في البحر مذبوحٌ> أي ذَكِيّ لا يحتاج إلى الذَّبح. (س) *وفي حديث أبي الدَّرداء <ذَبْح الخَمْر المِلحُ والشمسُ والنّينانُ> النِينان جمع نونٍ وهي السمكةُ، وهذه صِفةُ مُرِّىٍّ يُعْمل بالشام؛ تُؤْخَذُ الخَمْر فيجعل فيها الملحُ والسمك، وتُوضع في الشمس فتتغَيَّر الخمر إلى طعم المُرِّيِّ فتَسْتحيل عن هيئتها كما تَسْتحيل إلى الخَلِّيَّة. يقول: كما أنّ المَيْتة حرام والمذبوحة حلال، فكذلك هذه الأشياء ذَبَحَتِ الخمر فحلَّت، فاستعار الذَّبْح للإحلال. والذَّبحُ في الأصل: الشَّقُّ. وفيه <أنه عاد البَراء بن مَعْرُور وأخذتْه الذُّبَحَة فأمَر مَن لَعَطَه بالنار> الذُّبَحة بفتح الباء وقد تُسَكن: وجَع يَعْرِض في الحَلْق من الدَّمِ. وقيل هي قُرْحَة تظْهر فيه فيَنْسَدّ معها ويَنْقَطع النَّفَس فنَقْتُل. [ه] ومنه الحديث <أنه كوَى أسْعد بن زُرارة في حَلْقِه من الذُّبَحة> . وفي حديث كعب بن مُرَّة وشِعْره: إنّي لأَحْسِبُ قولَه وفِعالَه ** يَوْماً وإن طالَ الزَّمانُ ذُباحَا هكذا جاء في رواية. والذُّباح: القَتْل، وهو أيضا نَبْت يَقْتُل آكلَه. والمشهور في الرواية: ريَاحا. (ه) وفي حديث مروان <أتِيَ برجُل ارتدّ عن الإِسلام، فقال كعب: أدْخِلوه المَذْبَح وضَعُوا التوراة وحَلِّفُوه باللّه> المَذبَح واحدُ المَذابِح، وهي المقاصِير. وقيل المَحاريب. وذَبَّح الرجُلُ: إذا طَأطأ رأسَه للركوع. ومنه الحديث <أنه نَهَى عن التَّذْبيح في الصلاة> هكذا جاء في رواية، والمشهور بالدال المهملة. وقد تقدم. {ذبذب} (ه س) فيه <مَن وُقِيَ شَرَّ ذَبْذَبة دخل الجنة> يعني الذَّكر، سُمِّي به لتَذَبْذُبِه: أي حَرَكتِه. ومنه الحديث <فكأني أنظُر إلى يَديْه تَذَبْذَبان> أي تَتَحرَّكان وتَضْطرِبان، يُريد كُمَّيْه. (س) ومنه حديث جابر <كان علىَّ بُرْدةٌ لها ذَباذِبُ> أي أهْدابٌ وأطراف، واحدها ذِبْذِب بالكسر، سُمِّيت بذلك لأنها تتحرك على لابِسِها إذا مَشَى. (ه) وفيه <تَزَوّجْ وإلا فأنتَ من المُذَبْذَبين> أي المَطْرودين عن المؤمنين؛ لأنك لم تَقْتَدِ بهم، وعن الرُّهْبانِ لأنك تَركْتَ طريقتهم. وأصلُه من الذَّبِّ وهو الطَّرْدُ. ويجوز أن يكون من الأوّل. {ذبر} (ه) فيه <أهل الجنة خمسة أصنافٍ، منهم الذي لا ذَبْرَ له> أي لا نُطْق له ولا لسان من ضَعفِه. والذَّبْر في الأصل: القراءة. وكِتاب ذَبِرٌ: سَهْلُ القراءة. وقيل المعنى لا فَهْم له، من ذَبَرْتُ الكتاب إذا فَهِمْتَه وأتْقَنْته. ويُروَى بالزاي. وسيجيء في موضعه. (ه) ومنه حديث معاذ <أمَا سِمعَته كان يَذْبُره عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم> أي يُتْقِنُه. والذابِرُ: المُتْقِن. ويُرْوَى بالذال، وقد تقدم. وفي حديث النجاشي <ما أحِبّ أنّ لي ذَبْراً من ذَهبٍ> أي جَبَلا؛ بلُغَتِهم. ويُروى بالدال. وقد تقدّم. (س) وفي حديث ابن جُدْعان <أنا مُذابِرٌ> أي ذاهبٌ. والتفسير في الحديث. {ذبل} (س) في حديث عمرو بن مسعود قال لمُعاوية وقد كَبِرَ: <ما تَسأل عمَّن ذَبُلت بَشَرَتُه> أي قَلَّ ماء جِلْدِه وذهبَتْ نَضارَتُه. {ذحل} (س) في حديث عامر بن المُلوَّح <ما كان رجلٌ ليَقُتل هذا الغلام بذَحْله إلاَّ قد اسْتَوْفَى> الذَّحْلُ: الوَتْرُ وطلَبُ المُكافأة بِجِنايةٍ جُنِيَتْ عليه من قتْلٍ أو جُرْح ونحو ذلك. والذَّحْلُ: العدَاوة أيضا. {ذخر}*في حديث الضحية <كُلُوا وادَّخِرُوا> . (س) وفي حديث أصحاب المائدة <أُمِروا أن لا يَدَّخِروا فادَّخَرُوا> هذه اللَّفظةُ هكذا يُنْطَقُ بها بالدال المهملة، ولو حَمَلْنَاها على لَفْظِها لذكَرْناها في حرف الدال، وحيثُ كان المرادُ من ذِكرها مَعْرِفة تَصْريفها لا معناها ذَكَرناها في حرف الذالِ. وأصلُ الادِّخَارِ: إذْتِخَارٌ، وهو افْتِعَال من الذُّخْرِ. يقال ذَخَرَه يَذْخُرُهُ ذُخْراً، فهو ذاخِرٌ، واذْتَخَرَ يَذْتَخر فهو مُذْتَخِر، فلما أرادوا أن يُدْغِمُوا ليَخِفَّ النُّطْقُ قَلبوا التاءَ إلى ما يُقَارِبُهَا من الحرف وهو الدال المهملة، لأنهما من مَخْرَجٍ واحد، فصارت اللفظةُ: مُذْدَخِرٌ بذالٍ ودالٍ، ولهم حينئذٍ فيه مَذْهَبان: أحدهما - وهو الأكثر - أن تُقْلَبَ الدَّال المهملةُ ذَالً وتُدْغَم فتصير ذالاً مشدّدةً معجمةً، وهذا العمل مُطَّرِدٌ في أمثاله نحو ادَّكَرَ واذَّكَر، واتَّغَرَ واثَّغَرَ. وفيه ذكر <تَمْرِ ذَخِيرةَ> هو نوعٌ من التَّمْرِ معروفٌ. {ذرأ}*في حديث الدعاء <أعوذ بكلمات اللّه التامّات من شَر كُلّ ما خَلق وذَرَأ وبرَأ> ذَرأ اللّهُ الخلقَ يذْرَؤُهم ذَرْءاً إذا خلقهم، وكأنَّ الذَّرْءَ مُختصٌّ بخلْق الذُّرّيَّة. وقد تكرر في الحديث. (ه) ومنه حديث عمر كتب إلى خالد <وإني لأظُنُّكم آلَ المُغِيرة ذَرْءَ النار> يعني خَلْقَها الذين خُلِقُوا لها. ويُروى ذَرْوَ النار بالواو، أرادَ الذين يُفَرَّقُون فيها، من ذَرَت الرّيحُ التُّرابَ إذا فرَّقَتْه. {ذرب} (ه) فيه <في ألْبان الإبلِ وأبْوالها شِفاءٌ للذَّرَب> هو بالتحريك: الدَّاءُ الذي يَعْرِض للمَعِدة فلا تَهْضِم الطعامَ، ويَفْسُد فيها فلا تُمسِكُه. (ه) ومنه حديث الأعشى (انظر هامش ص 148) <أنه أنشد النبي صلى اللّه عليه وسلم أبياتاً في زوجته منها قوله: إليْكَ أشْكُو ذِرْبةً من الذَّرَبْ* كَنَى عن فَسادها وخِيانَتها بالذّربَةِ وأصلُه من ذَرَب المعِدة وهو فَسادها. وذِرْبةٌ منقولةٌ من ذَرِبَة، كمِعْدةٍ من معِدَة. وقيل أرادَ سَلاَطة لِسَانِها وفَساد مَنْطِقها، ومن قولهم ذَرِبَ لِسانُه إذا كان حادَّ اللسان لا يُبَالى ما قال. (ه) ومنه حديث حذيفة <قال يا رسول اللّه إني رجل ذَرِبُ اللَّسانِ> . ومنه الحديث <ذَرِب النِّساءُ على أزْوَاجِهنّ> أي فَسَدَت ألْسِنَتُهنّ وانْبَسَطْنَ عليهم في القَولِ. والرّواية ذَئِرَ النِّساءُ بالهمز. وقد تقدم. (س) وفي حديث أبي بكر <ما الطَّاعونُ؟ قال: ذَرَبٌ كالدُّمَّلِ> يقال ذَرِبَ الجُرْح إذا لم يَقْبلِ الدَّوَاءَ. {ذرح}*وفي حديث الحوض <ما بين جَنْبَيه كما بَينَ جَرْباءَ وأذْرُح> هُمَا قريتَان بالشَّام بينَهُمَا مسِيرة ثلاث لياليٍ. {ذرر} (ه) فيه <أنه رَأى امْرَأةً مقتولةً فقال: ما كانت هذه تُقاتِلُ! الْحَقْ خالداً فقُلْ له: لا تَقتُل ذُرِّيَّةً ولاَ عَسِيفاً> الذُّرِّيةُ اسمٌ يَجْمعُ نَسل الإنسان من ذَكَرٍ وأنَثَى، وأصلُها الهَمزُ ولكنّهم حَذَفُوه فلم يَستعْمِلوها إلاَّ غير مهموزَة، وتُجمعُ على ذُرِّيَّاتٍ، وذَرَارِىّ مُشَدَّداً. وقيل أصلُها من الذَّرِّ بمعنى التَّفرِيقِ، لأن اللّه تعالى ذَرَّهم في الأرض، والمرادُ بها في هذا الحديث النِّساء لأجل المرأة المقتولةِ. (ه) ومنه حديث عمر <حُجُّوا بالذُّرِّية ولا تأكُلوا أرْزاقَها وتذَرُوا أرْبَاقَها في أعْناقِها> أي حُجُّوا بالنِّساء، وضَرَب الأرْباقَ وهي القَلائدُ مَثلاً لما قُلِّدَت أعْناقُها من وجُوب الحجّ. وقيل كَنَى بها عن الأوْزَار. وفي حديث جُبَير بن مُطعِم <رأيتُ يوم حُنَين شيئاً أسود يَنزل من السَّماء، فوقَع إلى الأرضِ، فدَبَّ مثلَ الذَّرِّ، وهزَمَ اللّه المُشركينَ> الذَّرُّ: النَّملُ الأحمرُ الصَّغير، واحِدتُها ذَرَّةٌ. وسُئِلَ ثَعلب عنها فقال: إنَّ مائةَ نملةٍ وزنُ حبَّةٍ، والذَّرَّة واحدةٌ منها. وقيل الذَّرةُ ليس لها وزْنٌ، ويُرَاد بها ما يُرى في شُعاع الشمس الدَّاخل في النَّافِذَة. وقد تكرر ذكرها في الحديث. وفي حديث عائشة <طيَّبتُ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لإحْرامِه بذَرِيرَةٍ> هو نَوْعٌ من الطِّيبِ مجموعٌ من أخْلاَطٍ. (س) وفي حديث النَّخَعيّ <يُنْثَرُ على قَميصِ الميّتِ الذَّرِيرَةُ> قيل: هي فُتَاتُ قَصَب مَّا كان لنُشَّاب وغيره (عبارة الأساس: وهي فتات قصب الطيب، وهو قصب يجاء به من الهند كقصب النشاب) . كذا جاءَ في كتاب أبي موسى. (س) وفي حديثه أيضا <تَكْتَحِلُ الْمُحِدُّ بالذَّرُورِ> . الذَّرُورُ بالفتح: ما يُذَرُّ في العين من الدَّوَاءِ اليابسِ. يقال ذَرَرْتُ عينَه إذا دَاوَيْتَهَا به. (س) وفي حديث عمر رضى الله عنه <ذُرِّى وأنا أحِرُّ لكِ> أي ذُرِّى الدَّقيقَ في القِدْرِ لأعملَ لَكِ منه حَرِيرَهً. {ذرع} (س ه) فيه <أن النبي صلى الله عليه وسلم أذْرَعَ ذِرَاعيهِ من أسْفَلِ الْجُبَّةِ> أي أخْرَجَهما. (س ه) ومنه الحديث الآخر <وعليه جُمَّازةٌ فأذْرَعَ منها يَده> أي أخْرَجها. هكذا رواه الهروي، وفسَّرَه. وقال أبو موسى: اذَّرَعَ ذِرَاعَيْهِ اذِّرَاعاً. وقال: وزْنُهُ افْتَعَل، من ذَرَع: أي مَدَّ ذِرَاعَيه، ويجُوزُ ادَّرَع واذَّرَع كما تقدّم في اذَّخَر، وكذلك قال الخطَّابي في المَعَالِم: معناه أخْرَجَهما من تحتِ الْجُبَّة ومدَّهما. والذَّرْعُ: بَسْطُ اليَدِ ومدُّها، وأصلُهُ من الذِّرَاع وهو السَّاعِد. ومنه حديث عائشة وزينبَ رضي اللّه عنهما: <قالت زينبُ لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: حسْبُك إذ قَلَبَتْ لك ابنةُ أبي قُحَافة ذُرَيِّعَتَيْهَا> الذُّرَيِّعَةُ تصغيرُ الذِّرَاع، ولُحُوق الهاء فيها لكونها مؤنثة، ثم ثَنَّتْهَا مصَغَّرة، وأرَادت به ساعدَيها. وفي حديث ابن عوف <قَلِّدُوا أمْرَكم رَحْب الذِّراع> أي واسِعَ القُوَّةِ والقُدْرَةِ والبَطْشِ. والذَّرْعُ: الوُسْعُ والطَّاقةُ. ومنه الحديث <فَكَبُرَ في ذَرْعي> أي عَظُمَ وَقْعه وجَلَّ عندي. (ه) والحديث الآخر: <فكَسَرَ ذلك من ذَرْعي> أي ثَبَّطَني عمَّا أرَدْتُهُ. ومنه حديث إبراهيم عليه الصلاة والسلام <أوحى اللّه إليه أنِ ابْنِ لي بيتاً، فضاق بذلك ذَرْعاً> ومعنى ضِيق الذِّرَاع والذَّرعِ: قِصَرُهَا، كما أنَّ معنى سَعتِها وبَسْطِها طُولُها. ووَجْه التّمثيل أن القَصيرَ الذّراع لا ينالُ ما ينَالُه الطّويلُ الذّراع ولا يُطِيقُ طاقتَه، فضَرَبَ مثلاً للذي سقَطَتْ قُوَّته دُونَ بلوغ الأمرِ والاقتدارِ عليه.(ه) وفي صفته عليه الصلاة والسلام <كان ذَرِيعَ المَشْي> أي سَريعَ المشْيِ واسِع الخَطْو. ومنه الحديث <فأكلَ أكْلاً ذَرِيعاً> أي سريعا كَثيرا. وفيه <من ذَرَعَه القيْءُ فلا قَضاء عليه> يَعْني الصَّائم: أي سبَقَه وغَلبه في الخرُوج. (ه) وفي حديث الحسن <كانوا بمَذَارع اليمن > هي القُرَى القريبه من الأمْصارِ. وقيل هي قُرًى بين الرِّيف والبَرِّ. (ه) ومنه الحديث <خَيرُكُنّ أذْرَعُكُنّ للمِغْزَل> أي أخَفُّكُنّ به. وقيل أقْدَركُنّ عليه. {ذرف}*في حديث العِرباض <وعَظَنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مَوْعِظةً بلِغَهً ذَرَفت منها العُيونُ> ذرَفَتِ العينُ تذرِفُ إذا جرى دمعها. (ه) وفي حديث علي <هَا أنَا الآن قد ذَرَّفْتُ على الخْمسين> أي زدْت عليها. ويقال ذَرَف وذَرَّف. {ذرق} (س) فيه <قاعٌ كثير الذُّرَق> الذُّرَق بضم الذال وفتح الراء الحَنْدَقُوق، وهو نَبتٌ معروف. {ذرا} *فيه <إن اللّه خلق في الجنه رِيحاً من دونها باب مغلق لو فُتح ذلك البابُ لأذْرَتْ ما بين السماء والأرضِ> وفي رواية <لذرَت الدنيا وما فيها> يقال ذَرَته الرِّيح وأذْرَته تَذْرُوه، وتُذْرِيه: إذا أطّارّته. ومنه تَذْرِيةُ الطَّعام. ومنه الحديث أنَّ رجلا قال لأولاده <إذا مُتُّ فاحْرقُوني ثم ذَرُّوني في الرّيح> . (ه) ومنه حديث على <يَذْرُو الرِّوايهَ ذَرْوَ الرِّيحِ الهشيمَ> أي يَسْرُدُ الروايه كما تَنْسِف الريحُ هشيمَ النَّبتِ. (س) وفيه <أوّلُ الثلاثة يدخلون النار منهم ذُو ذَرْوةٍ لا يُعطي حقَّ اللّه من ماله> أي ذُو ثَرْوه وهي الجِدَة والمالُ، وهو من باب الاعْتقَاب لاشْتراكهما في المَخْرج. وفي حديث أبي موسى <أُتِي رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم بِإبِلٍ غُرِّ الذُّرَى> أي بيضِ الأسْنِمَة سِمانِها. والذُّرَى: جمع ذِرْوَة وهي أعْلَى سَنام البَعير. وذِرْوة كُلِّ شيء أعلاه. (ه) ومنه الحديث <على ذِرْوة كُلِّ بعيرٍ شيطان> . وحديث الزبير <سأل عائشة الخُرُوجَ إلى البَصْرة فأبَت عليه، فما زالَ يفْتِل في الذِّرْوةِ والْغَارِبِ حتَّى أجابتْهُ> جعل فَتْلَ وبَر ذِرْوة البَعير وغَارِبه مثلاً لإزَالتِها عن رَأْيها، كما يُفْعل بالجَمل النَّفُور إذا أريد تأنِيسُه وإزالةُ نِفاره. (س) وفي حديث سليمان بن صرد <قال بلغني عن علي ذرو من قول تشذر لي فيه بالوعيد> الذرو من الحديث: ما ارتفع إليك وترامى من حواشيه وأطرافه، من قولهم ذرا إلي فلان: أي ارتفع وقصد. (س) ومنه حديث أبي الزناد <كان يقولُ لابنه عبد الرحمن: كيف حديثُ كذا؟ يُريدُ أن يُذَرِّيَ منه> أي يرفَعَ من قَدْره ويُنُوِّه بذِكره. ومنه قول رؤبة: عمداً أُذَرِّي حَسَبي أن يُشْتَما* (بعده: *لاَ ظالِمَ الناس ولا مُظَلَّما* ولم أزَلْ عن عِرْض قومي مِرْجَمَا * بهَدْرِ هَدَّارٍ يمُجُّ البَلْغَمَا اللسان(ذرا) . ) أي أرْفَعُه عن الشَّتِيمة. وفي حديث سِحر النبي صلى اللّه عليه وسلم <ببئر ذَرْوَانَ> بفتح الذال وسكونِ الراء، وهي بئر لبَني زُرَيق بالمدينة، فأما بتقديم الواو على الرَّاءِ فهو موضعٌ بين قُدَيدٍ والجُحْفة. {ذعت} (ه) فيه <إنَّ الشيطانَ عرَض لي يقطَع صلاتي فأمْكنَني اللّهُ منه فَذَعَتُّه> أي خَنَقْتُه. والذَّعْتُ والدَّعْتُ بالذال والدال: الدَّفْع العَنِيف. والذَّعْت أيضا: المَعْك في التُّراب. {ذعذع} *في حديث عليّ أنه قال لرجُل: ما فَعْلت بإبلك؟ وكانت له إبلٌ كثيرة، فقال: <ذَعْذَعَتْها النَّوائب، وفَرَّقتها الحقُوق، فقال: ذلك خيْرُ سُبُلِها> أي خيْر ما خَرجَت فيه. الذَّعْذَعَة: التَّفريق. يقال ذَعْذعَهُم الدَّهْر: أي فرَّقَهم. (ه) ومنه حديث ابن الزبير <إنَّ نابغَة بني جَعْدّة مدحَه مِدْحَة فقال فيها: لِتَجْبُر مِنْه جانباً (في الأصل وا <خائفاً> والمثبت من الهروي واللسان والفائق 1/432 وديوانه ص 137، طبع روما سنة 1953) ذَعْذَعّتْ به * صرُوفُ اللَّيَالِي والزَّمَانُ المُصَمِّمُ. وزيادة الباء فيه للتأكيد. وفي حديث جعفر الصادق رضي اللّه عنه <لا يُحِبُّنا أهْلَ البيت المُذَعْذَعُ، قالوا: وما المُذَعْذَع؟ قال: ولَدُ الزّنا> . {ذعر} (س) في حديث حذيفة <قال له لَيْلَة الأحزاب: قُمْ فاءْتِ القَوم ولا تَذْعَرْهم عَلَيّ> يَعْني قُريشا. الذَّعْر: الفّزع، يريد لا تُعْلمْهُم بنَفْسك وامْشِ في خُفْية لِئلاَّ يَنْفِرُوا منك ويُقْبلوا عَلَيّ. (ه) ومنه حديث نائل مَوْلى عثمان <ونَحْن نتَرامَى بالحنْظَل، فما يَزِيدنا عُمَرُ على أن يقول: كذاك لا تَذْعَرُوا علينا> أي لا تُنَفِّرُوا إبلنا علينا. وقوله كذاك: أي حَسْبُكم. (س) ومنه الحديث <لا يزَال الشَّيطان ذاعِراً من المؤمن> أي ذَا ذُعر وخَوف، أو هو فاعل بمعْنى مفعول: أي مّذْعُور. وقد تكرر في الحديث. {ذعلب} (س) في حديث سَواد بن مُطَرف <الذِّعْلِب الوجناء> الذِّعْلب والذِّعْلبة: الناقة السرِيعة. {ذفر} (س) في صِفَة الحَوض <وَطِينُه مِسْكٌ أذْفَر> أي طَيِّب الرِّيح. والذَّفَر بالتحريك: يقَعَ على الطَّيِّب والكَرِيه، ويُفْرَق بينهما بِما يُضاف إليه ويُوصَف به. ومنه صفة الجَنَّة <وتُرابُها مِسْك أذْفَرُ> . (س) وفيه <فمسَح رأسَ البَعير وذِفْراه> ذِفْرَى البَعير أصْل أذنه، وهما ذِفْرَيَان. والذّفْرَى مُؤنثة، وألِفُها للتأنيث أو للإلحاق. وفي حديث مَسِيره إلى بَدْر <أنه جَزَع الصُّفَيرَاء ثم صَبَّ في ذِفْرَان> هو بكسر الفاء وَادٍ هُناك. {ذفف} (س) فيه أنه قال لبلال: <إنّي سَمعْت ذَفَّ نَعْلَيك في الجنة> أي صَوْتَهما عند الوَطْء عليهما. ويروى بالدَّال المهملة. وقد تقدم. (س) وكذلك يُروى حديث الحسن <وإنْ ذَفَّفَتْ بهم الهمَالِيجُ> أي أسْرَعَت. وفي حديث علي <أنه أمرَ يومَ الجمَل فنُودِيَ أن لا يُتْبَع مُدْبِر، ولا يُقْتَل أسِير، ولا يُذَفَّف على جريح> تَذْفِيف الجريح: الإجْهاز عليه وتَحْرِيرُ قَتْله. ومنه حديث ابن مسعود <فَذَفَّفْت على أبي جهل> . وحديث ابن سيرين <أقْعَصَ ابْنَا عَفراء أبا جَهْل وذَفَّف عليه ابن مسعود> ويُروى بالدال المهملة. وقد تقدم. وفيه <سُلِّط عليهم آخِرَ الزمان مَوْتُ طاعُون ذَفِيف يُحّوِّف القلوبَ> الذَّفِف: الخَفيف السَّريع. (س) ومنه حديث سهل <قال: دخَلْت على أنس وهو يصَلِّي صلاة خَفِيفة ذَفِيفَة كأنها صلاة مُسافر> . وفي حديث عائشة <أنه نَهى عن الذَّهبِ والحَرِير، فقالت: شيء ذَفِيفٌ يُرْبَط به المِسْك> أي قلِيل يُشّدُّ به. {ذقن} (ه) في حديث عائشة <تُوُفِّيَ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بين حاقِنَتي وذاقِنَتِي> الذاقِنة: الذَّقَن. وقيل طَرَف الحُلْقوم. وقيل ما يَناله الذَّقَن من الصَّدْر. (ه) وفي حديث عمر <إن عِمْرانَ بن سَوَادة قال له: أربع خِصال عاتَبَتْك عليها رعِيَّتُك، فوضَعَ عُود الدِّرَّة ثم ذَقَّنَ عليها وقال: هاتِ> يقال ذَقَن على يدِه وعلى عصاه - بالتشديد والتخفيف - إذا وضَعَه تحت ذَقَنِه واتَّكَأ عليه. {ذكر}*فيه <الرجل يُقاتِل للذِّكْر، ويُقاتل ليُحْمَد> أي ليُذْكَر بين الناس ويُوصَفَ بالشَّجاعة. والذِّكْر:الشرف والفَخْر. ومنه الحد وفي حديث عائشة <ثم جَلَسوا عند المَذْكر حتى بدا حاجبُ الشمس> المَذْكَر:موضع الذِّكْر، كأنها أرادت عند الرُّكن الأسود أو الْحِجر. وقد تكَرر ذكْر الذِّكْر في الحديث، ويُراد به تمجيدُ اللّه تعالى، وتقديسُه، وتسبيحُه وتهليلُه، والثَّنَاءُ عليه بجميع مَحامِدِه. (ه) وفي حديث عليّ <إن عليًّا يذْكُر فاطمة> أي يَخْطُبها. وقيل يَتَعَرَّض لِخِطْبَتِها . وفي حديث عمر <ما حَلَفتُ بها ذاكِراً ولا آثراً> أي ما تَكَلَّمْتُ بها حالفاً، من قولك ذكَرتُ لفُلان حديثَ كذا وكذا أي قلتُه له. وليس من الذِّكْرِ بعد النِّسْيان . وفيه <القرآن ذَكَرٌ فذَكِّرُوه> أي أنه جليلٌ خَطِير فأجِلُّوه . (س) ومنه الحديث <إذا غَلب ماءُ الرجُل ماءَ المرأةِ أذكَرا> أي ولَدَا ذكَراً، وفي رواية <إذا سَبَق ماءُ الرَّجل ماءَ المرأةِ أذْكَرَت بإذن اللّه> أي ولَدَته ذكَرا. يقال أذكَرَت المرأةُ فهي مُذْكِر إذا ولَدت ذكَرا، فإذا صار ذلك عادَتَها قيل مِذْكارٌ. [ه] ومنه حديث عمر <هَبِلَت أمُّه لقد أذكَرَت به> أي جاءت به ذكَراً جَلْداً. ومنه حديث طارق مَوْلَى عثمان <قال لابن الزبير حين صُرِعَ: واللّه ما وَلَدت النساء أذكَرَ منك> يعني شَهْما ماضِياً في الأمورِ. وفي حديث الزكاة <ابنُ لَبُون ذكرٌ> ذكَرَ الذَّكَر توكيداً. وقيل تنبيهاً على نَقْص الذكورِيَّة في الزكاة مع ارتِفاعِ السِّنّ. وقيل لأنّ الابْنَ يُطلق في بعض الحيوانات على الذَّكر والأنثى، كابنِ آوَى، وابن عِرْسٍ، وغيرهما، لا يقال فيه بنتُ آوَى ولا بنتُ عرْسٍ، فَرَفَعَ الإشكالَ بذكْر الذَّكَر. وفي حديث الميراث <لأوْلَى رجلٍ ذكَرٍ> قيل: قاله احْتزازاً من الخُنْثى. وقيل تنبيهاً على اختصاص الرِجال بالتَّعصيب للذُّكورِيّة. (س) وفيه <كان يطوفُ على نسائه ويَغْتسِل من كلِّ واحدة ويقول إنه أذكَرُ> أي أحدُّ. (س) وفي حديث عائشة <أنه كان يَتطَيَّب بذِ كارة الطِّيب> الذِّكارة بالكسر: ما يصلُح للرجال، كالمِسْك والعَنْبَر والعُود، وهي جمع ذكَر، والذُّكورة مثلُه. ومنه الحديث <كانوا يكْرَهون المُؤَنَّث من الطِّيب، ولا يَرَوْن بذُكورته بأسا> هو ما لاَ لَوْنَ له يَنْفُضُ، كالعَودِ والكافور، والعَنْبر. والمؤنَّث: طِيبُ النساء كالخَلُوق والزَّعْفران. وفيه<أنّ عَبْداً أبْصَرَ جاريةً لسيِّدِه، فغارَ السيِّدُ فحَجَبَّ مَذاكيرَه> هي جمع الذَّكَر على غير قياسٍ. {ذكا} *فيه <ذكاةُ الجَنِينِ ذكاةُ أُمِّه> التَّذْكِيَةُ: الذَّبْح والنَّحْر. يقال: ذكَّيتُ الشاةَ تَذْكيِةً، والأسمُ الذَّكاة، والمذْبوحُ ذكِيٌّ. ويُرْوَى هذا الحديث بالرفعِ والنصبِ، فمن رَفَعَه جَعَلَه خَبَرَ المبتدأ الذي هو ذكاةُ الجَنينِ، فتكونُ ذكاةُ الأمِّ هي ذكاةُ الجَنين فلا يحتاجُ إلى ذبْحٍ مُسْتَأنَفٍ، ومن نَصَبَ كان التقديرُ ذكاةُ الجنين كذكاةِ أُمِّه، فلما حُذِفَ الجارُّ نُصِبَ، أو على تقدير يُذَكَّى تَذْكِيَةً مِثل ذكاةِ أمه، فحذَفَ المصدر وصفَتَه وأقامَ المضاف إليه مُقامه، فلا بُدَّ عنده من ذبْح الجَنين إذا خَرج حيًّا. ومنهم مَن يَرْوِيه بنصب الذَّكاتَين: أي ذكُّوا الجنين ذكاةَ أُمّه. ومنه حديث الصيد <كلْ ما أمْسَكَتْ عليك كلابُكَ ذكِىٌّ وغيرُ ذكِىّ> أراد بالذَّكِىّ ما أمْسَكَ عليه فأدْرَكَه قبل زُهُوق رُوحه فذكَّاه في الحَلْقِ أو اللَّبَّة، وأراد بغير الذَّكِىّ ما زَهِقت نَفْسُه قبل أن يُدْرِكَه فيذَكِّيه مما جَرَحَه الكلبُ بِسَنِّهِ أو ظُفْرِه. (ه) وفي حديث محمد بن علي <ذكاةُ الأرضِ يُبْسُها> يُريدُ طهارَتَها من النجاسة، جعل يُبْسها من النجاسة الرَّطْبة في التَّطهير بمنزلة تذْكِية الشاةِ في الإحلالِ، لأن الذبح يُطَهِّرها ويُحِلّ أكلَها. (س) وفي حديث ذكر النار <قَشَبَنِي رِيحُها وأحْرَقَني ذَكاؤُها> الذَّكاءُ: شِدّة. وهَج النار، يقال ذكَّيْتُ النار إذا أتممتَ إشْعالَها ورفَعْتها. وذكَتِ النار تَذْكو ذَكاً - مقصورٌ -: أي اشْتَعَلت. وقيل هما لُغَتانِ. {ذلذل}*وفي حديث أبي ذر <يَخْرُج من ثَدْيه يَتذلْذل> أي يَضْطرب، من ذلاذل الثّوب وهي أسافِلُه. وأكثر الرواياتِ يَتزلزلُ بالزاي. {ذلف} (س) فيه <لا تقومُ الساعةُ حتى تُقاتلوا قوماً صغاَر الأعيُن ذُلفَ الآنُف> الذَّلَف بالتحريك: قِصرُ الأنف وإنْبِطاحُه. وقيل إرتِفاعُ طَرَفه مع صِغَر أرْنَبتِه. والذُّلْف بسكون اللام جمعُ أذلَفَ كأحْمَر وحُمْر. والآنُفُ جَمعُ قلَّة للأنْف وُضِع موضِعَ جَمْع الكَثْرةِ، ويحتمل أنه قلَّلها لصغَرها. {ذلق} (ه) في حديث ماعِز <فلما أذلَقَتْه الحِجارة جَمَز وفرَّ> أي بَلَغَت منه الجًهْدَ حتى قَلِقَ. [ه] ومنه حديث عائشة <إنها كانت تَصُوم في السَّفر حتى أذْلَقَها الصومُ (كذا في الأصل واللسان. والذي في ا والهروي وأصل الفائق 1/436 <السموم> ) > أي جَهَدَها وأذابَها. يقال أذلقه الصومُ وذَلَقه: أي ضَعَّفَه. (س) ومنه الحديث <إنه ذلِقَ يوم أُحُد من العَطَش> أي جَهَده حتى خرج لسانُه. (ه) وفي مناجاة أيوب عليه السلام <أذلَقَنِي البَلاءُ فتكلَّمْتُ> أي جَهَدني. ومنه حديث الحديبية <يكسَعُها بقائِم السَّيف حتى أذلَقَه> أي أقْلَقَه. (ه) وفي حديث الرَّحِمِ <جائتِ الرحِمُ فتكلَّمَت بِلسانٍ ذُلَقٍ طُلَقٍ> أي فَصيح بليغٍ، هكذا جاء في الحديث على فُعَل بوزن صُرَد. ويقال طَلِقٌ ذَلِقٌ، وطُلُقٌ ذُلُقٌ، وطَلِيقٌ ذَلِيق، ويُراد بالجميع المَضاء والنَّفاذُ. وذَلْق كل شيء حَدُّه. [ه] وفي حديث أمّ ذرع <على حَدِّ سِنانٍ مُذلَّق> أي مُحَدَّدٍ، أرادت أنها معه على مِثْل السِّنانِ المُحَدَّدِ فلا تَجِد معه قَراراً. [ه] وفي حديث أمّ زرع <على حَدِّ سِنانٍ مُذلَّق> أي مُحَدَّدٍ، أرادت أنها معه على مِثْل السِّنانِ المُحَدَّدِ فلا تَجِد معه قراراً. (س) ومنه حديث جابر <فكسرتُ حَجراً وحَسَرتُه فانْذلَقَ> أي صار لَهُ حَدٌّ يَقْطَع. وفي حديث حَفْر زمزم <أَلم نَسْق الْحَجِيجَ ونَنْحر المِذْلاَقةً الرُّفْد> المِذْلاَقةُ: الناقةُ السَّريعة السَّيْرِ. وفي أشراط الساعة ذكر <ذُلّقْيَة> هي بضم الذال وسكون القاف وفتح الياء تَحتها نُقْطَتَان: مدينةٌ للرُّوم. {ذلل}*في أسماء اللّه تعالى <المُذِلُّ> هو الذي يُلْحِقُ بمن يشاء من عِبادِه، ويَنْفِي عنه أنواعَ العِزِّ جميعَها. (ه) وفيه <كَمْ من عِذْقٍ مُذَلَّل لأبي الدَّحْداح> تذْليل العُذُوق: أنها إذا خَرَجَت من كوَافِيرها التي تُغَطّيها عند انْشِقَاقها عنها يَعْمِد الآبِرُ فَيُسَمّحُها (في بعض النسخ <فيمسحها> قاله مصحح الأصل) ويُبَسِّرُها حتى تَتَدلَّى خارجةً من بين الجريد والسُّلاَّء، فيَسْهُل قِطافُها عند إدراكِها، وإن كانت العَينُ مَفْتُوحةً فهي النَّخلة، وتذليلُها: تسهيلُ اجتناءِ ثَمرها وإدْناؤُها من قَاطِفها. (ه) ومنه الحديث <يتركُون المدينة على خير ما كانت مُذَلَّلة لا يَغْشاها إلا العَوَافي> أي ثِمَارُها دانيةٌ سَهْلةُ المُتَنَاوَل مُخلاَّة غير مَحْميَّة ولا مَمْنُوعة على أحْسن أحوالها. وقيل أراد أنّ المَدِينة تَكونُ مُخَلاَّة خالِية من السُّكَّان لا يَغْشَاها إلا الوُحُوش. ومنه الحديث <اللهم اسْقنا ذُلُل السَّحاب> هو الذي لا رَعْد فيه ولا بَرْق، وهو جمع ذَلُول، من الذِّل بالكسر ضدّ الصَّعْب. ومنه حديث ذِي القَرْنين <أنه خُيّر في ركوبه بين ذُلُل السَّحاب وصِعابه فاختار ذُلُله> . ومنه حديث عبد اللّه <ما من شيء من كتاب اللّه إلا وقد جاء على أذْلاَله> أي على وجُوهِه وطرُقه، وهو جمع ذِلٍّ بالكسر. يقال: ركبُوا ذِلَّ الطَّريق، وهو ما مُهِّد منه وذُلِّل. [ه] ومنه خطبة زياد <إذا رَأيتُموني أُنْفذ فيكم الأمر فأنْفِذُوه على أذْلاله> . وفي حديث ابن الزبير <بعض الذُّلِّ أبْقَى للأهْل والمال> معناه أن الرجل إذا أصابته خُطّةُ ضَيْمٍ يَنالُه فيها ذُلٌّ فصبَرَ عليها كان أبْقَى له ولأهْلِه ومالِه، فإذا لم يَصْبِر ومَرَّ فيها طالباً للعِز غَرَّرَ بنفسه وأهْلِه ومَالِه، وربَّما كان ذلك سببا لهلاكِه. {ذلا} (ه) في حديث فاطمة رضي اللّه عنها <ما هو إلا أن سمعتُ قائلا يقولُ مات رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم فاذْلَوْلَيْتُ حتى رأيتُ وجْهَه> أي أسْرَعتُ. يقال اذْلَوْلَى الرَّجُل إذا أسْرَع مخَافَة أن يَفُوته شيءٌ. وهو ثُلاثِيٌّ كُرِّرت عَينهُ وزِيد وَاواً للمُبَالغة، كاقْلَوْلَى واغْدَوْدَنَ. {ذمر} (س) في حديث علي <إلاَّ أنَّ عُثمان فَضَح الذِّمارَ، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: مَهْ> الذِّمارُ: ما لَزِمك حِفْظُه ممَّا وَرَاءك وتعلَّق بك. (س) ومنه حديث أبي سفيان <قال يوم الفَتح: حبَّذا يومُ الذِّمار> يريد الحرْبَ؛ لأنَّ الإنْسانَ يُقاتِل على ما يلزَمُه حِفْظُه. (س) ومنه الحديث <فخرج يَتَذمَّر> أي يُعاتب نفسّه ويلُومُها على فوات الذِّمارِ. (س) ومنه حديث موسى عليه السلام <أنه كان يتَذمَّر على ربّه> أي يّجْتَرِىءُ عليه ويرفعُ صوته في عِتَابه. ومنه حديث طلحة <لمَّا أسلم إذا أُمُّه تَذْمُرُه وتَسُبُّه> أي تُشَجِّعه على تَرك الإسلام وتسُبُّه على إسلامه. وذَمَر يَذْمُر إذا غضب. ومنه الحديث <وأمُّ أيْمَن تَذْمُر وتَصْخَب> ويروى تَذَمّر بالتشديد. (ه) ومنه الحديث <فجاء عمر ذَامِراً> أي مُتهَدِّدا. ومنه حديث علي <ألا وإنّ الشيطان قد ذمَر حِزْبَه> أي حَضَّهم وشَجَّعَهم. (س) وحديث صلاة الخوف <فتَذَامر المشركون وقالوا هَلاَّ كُنَّا حَملْنا عليهم وهُم في الصلاة> أي تَلاَوَمُوا على تَرْك الفُرصة، وقد يكون بمعنى تَحاضُّوا على القِتال. والذَّمْر: الحَثُّ مع لَوْم واسْتِبْطاء. (ه) وفي حديث ابن مسعود <فوَضَعْت رِجْلي على مُذَمَّر أبي جَهْل> المُذَمَّر: الكاهِل والعُنُق وما حَوْله. وفيه ذِكْر <ذِمَار> وهو بكسر الذال، وبعضهم بفتحها: اسم قرية باليمن على مَرْحَلتين من صَنْعاء. وقيل اسم صَنْعاء. {ذمل} (س) في حديث قس <يَسِيرُ ذَمِيلاً> أي سَيراً سَرِيعا لَيّناً. وأصله في سَير الإبل. {ذمم}*قد تكرر في الحديث ذكْرُ <الذِّمّة والذِّمام> وهُما بمعنى العَهْد، والأمَانِ، والضَّمان، والحُرمَة، والحقِّ. وسُمِّي أهل الذِّمة لدخُولهم في عهد المسلمين وأمانهم. (ه) ومنه الحديث <يَسْعَى بِذِمَّتهم أدناهُم> أي إذا أعْطَى أحدُ الجَيْشِ العَدُوَّ أمَاناً جاز ذلك على جميع المسلمين، وليس لهم أن يُخْفِرُوه، ولا لأن يَنْقُضوا عليه عَهْده. وقد أجازَ عُمَر أمَانَ عبدٍ على جَميعِ الجيش. ومنه الحديث <ذمّةُ المسلمين واحدةٌ> . والحديث الآخر في دعاء المُسَافر <اقْلِبْنا بذمَّة> أي ارْدُدنا إلى أهلنا آمنين. (س) ومنه الحديث <فقد بَرِئَت منه الذِّمة> أي إنَّ لكُلِّ أحَدٍ من اللّه عَهْداً بالحفْظ والكلاءَة، فإذا ألْقى بيده إلى التهْلُكة، أو فعَل ما حُرِّم عليه، أو خالف ما أُمِرَ به خَذلَتْه ذمَّةُ اللّه تعالى. وفيه <لا تَشْتروا رَقيق أهْل الذِّمَّة وأرَضِيهِم> المعنى أنهم إذا كان لهم مَمَاليكُ وأرَضُون وحالٌ حسَنةٌ ظاهِرَةٌ كان أكْثَر لجزْيتهم، وهذا على مَذْهب من يَرَى أنّ الجِزْية على قدر الحالِ، وقيل في شِرَاءِ أرَضيهم أنه كرهه لأجل الخَرَاج الذي يلزَمُ الأرض لئلاَّ يكون على المسلم إذا اشْتَراها فيكون ذُلاًّ وصَغَارا. وفي حديث سلمان <قيل له ما يحِل مِن ذِمَّتِنا> أرَادَ من أهْل ذمَّتِنا، فحذَف المضاف. وفي حديث علي <ذمَّتي رَهينَةٌ وأنا به زعيم> أي ضَمَاني وعَهدي رهْن في الوفاء به. (ه) وفيه <ما يُذْهِب عني مَذَمّة الرَّضاع؟ فقال: غُرَّةٌ: عَبْدٌ أو أمةٌ> المَذمَّةُ بالفتح مَفْعَلةٌ من الذَّم، وبالكسر من الذِّمَّة والضِّمام. وقيل هي بالكَسْر والفَتح الحَقُّ والحُرْمة التي يُذَم مُضَيّعها، والمراد بمذَمَّة الرَّضاع: الحَقُّ اللاَّزِم بِسَبب الرَّضاع، فكأنَّه سألَ ما يُسْقِط عني حَقَّ المُرْضعة حتَّى أكون قد أدَّيته كاملا؟ وكانوا يَسْتَحِبُّون أن يُعْطوا لِلمُرْضعة عندَ فِصَالِ الصَّبيِّ شيئاً سِوى أجْرتها. (ه) وفيه <خِلاَل المَكَارم كذا وكذا والتَّذَمّم للصَّاحب> هو أن يَحْفظ ذمَامَه ويَطْرح عن نَفْسه ذَمَّ النَّاس له إن لم يَحْفَظه. (ه) وفيه <أُريَ عبدُ المُطَّلب في مَنَامه احْفِرْ زَمزَم لا تُنْزَف ولا تُذَمّ> أي لا تُعاب، أو لاَ تُلْفى مَذْمومة، من قولك أذْممتُه إذا وجَدْتَه مذْموما. وقيل لا يُوجُد ماؤُها قليلا، من قَوْلهم بئرٌ ذَمَّة، إذا كانت قليلة الماء. [ه] ومنه حديث البراء <فأتيْنَا على بئرٍ ذمَّة فنزلنا فيها> سمِّيت بذلك لأنها مَذْمُومة. ومنه حديث أبي بكر <قد طلع في طَريقٍ مُعْوِرَة حَزْنة، وإنّ رَاحِلَه أذمَّتْ> أي انْقَطع سيرُها، كأنَّها حملت النَّاسَ على ذمّها. ومنه حديث حليمة السَّعْدِية <فخرَجْتُ على أَتانِي تلك، فلقَد أذمَّت بالرَّكْبِ> أي حَبَسَتْهم لضَعْفِها وانْقِطاع سَيرها. ومنه حديث المقداد حين أحْرَزَ لِقاحَ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم <وإذا فيها فَرَسٌ أذَمُّ> أي كالٌّ قد أعْيا فوقف. (ه) وفي حديث يونس عليه السلام <إنّ الحُوتَ قاءَه رَذِيًّا ذَمًّا> أي مذموماً شِبْه الهالك، والذَّم والمذموم واحدٌ. وفي حديث الشُّؤْم والطَّيَرة <ذَرُوها ذميمةً> أي اتْرُكوها مذمومة، فَعِيلة بمعنى مفعولة، وإنما أمَرَهم بالتَّحَوُّل عنها إبْطالا لِما وقَع في نُفوسهم من أنّ المكروه إنما أصابَهم بسبب سُكْنى الدار، فإذا تَحَوَّلوا عنها انْقَطعت مادَّة ذلك الوَهْم وزالَ ما خامَرَهم من الشُّبهة. وفي حديث موسى والخضر عليهما السلام <أخَذَته من صاحِبهِ ذِمامة> أي حَياءٌ وإشفاقٌ، من الذَّم والَّوْم. ومنه حديث ابن صيّاد <فأصابَتْني منه ذمامة>. {ذنب} (ه) فيه <أنه كان يَكْرَه المُذَنِّبَ من البُسْرِ مَخافة أن يكونا شَيْئَين فيكون خَلِيطا> المُذَنّب بكسر النون: الذي بَدَا فيه الإرْطاب من قِبَل ذَنَبِه. ويقال له أيضاً: التَّذْنُوب. (ه) ومنه حديث أنس <أنه كان لا يَقْطَع التّذْنُوب من البُسْر إذا أراد أن يَفْتَضِخَه> . ومنه حديث ابن المُسَيّب <كان لا يَرَى بالتَّذْنُوب أن يَفْتَضِخَ بأساً> . (س) وفيه <من ماتَ على ذُنَابَى طريقٍ فهو من أهله> يعني على قَصْد طَريقٍ. وأصل الذُّنابى مَنْبِتُ ذَنَب الطائرِ. (س) ومنه حديث ابن عباس: <كان فِرعونُ على فَرَسٍ ذَنُوبٍ> أي وافِرِ شَعَرِ الذَّنَبِ. (ه) وفي حديث حذيفة <حتى يَرْكَبَها اللّهُ بالملائكةِ فلا يَمْنَع ذَنَبٌ تَلْعَة> وصَفَه بالذُّل والضّعْفِ وقِلّةِ المَنَعَة، وأذْنابُ المَسايل: أسافِلُ الأودية. وقد تكرر في الحديث. ومنه الحديث <يَقْعُدُ أعْرابُهَا على أذْنابِ أوْدِيَتها فلا يَصِل إلى الحجّ أحدٌ> . ويقال لها أيضاً المَذَانبُ. ومنه حديث ظَبْيَان <وذَنَبُوا خِشانَه> أي جعلوا له مَذانب ومَجارِي. والخِشَانُ: ما خَشُن من الأرض. (ه) وفي حديث عليّ - وذكَرَ فِتْنَة تكونُ في آخِر الزمانِ - قال: <فإذا كان ذلك ضَرَبَ يَعْسُوبُ الدِّين بذَنَبِه> أي سارَ في الأرض مُسْرِعاً بأتْبَاعِه ولم يُعّرِّج على الفِتْنَة. والأذْناب: الأتْبَاعُ، جمعُ ذَنَب، كأنهم في مُقابل الرُّؤُوس وهم المقدَّمون. وفي حديث بَوْل الأعرابي في المسجد <فأمَرَ بذَنُوب من ماءٍ فأُرِيقَ عليه> الذَّنُوب: الّدَلْو العظيمة، وقيل لا تُسَمَّى ذَنُوباً إلا إذا كان فيها ماءٌ. وقد تكرر في الحديث. {ذوب} (ه) فيه <من أسْلم على ذَوْبة أوْ مَأْثُرَة فهي له> الذَّوْبة: بَقيَّةُ المالِ يَسْتَذِيبُها الرجلُ: أي يستَبْقيها. والمأثَرَة: المَكْرُمة. (س) وفي حديث عبد اللّه <فيَفْرَحُ المرءُ أن يذُوبَ له الحقُّ> أي يَجبَ. (س) وفي حديث قس. أذُوبُ الليالي أوْ يُجيبَ صَداكُمَا* أي أنْتَظِر في مُرورِ الليالي وذَهابِها، من الإذابة: الإغارة. يقال أذابَ علينا بَنُو فلان: أي أغاروا. (ه) وفي حديث ابن الحَنفِيَّة <إنه كان يُذَوِّبُ أُمَّه> أي يَضْفِر ذَوائِبهَا. والقياس يُذَئّبُ بالهمز؛ لأن عين الذُّؤَابة همزة، ولَكِنَّه جاء غير مَهْموز، كما جاء الذوائب على غير القياس (والقياس: ذآئب. الفائق 1/441) . وفي حديث الغار <فيُصْبح في ذُوبان النَّاس> يقال لِصَعَالِيك العَرَب ولُصُوصها ذُوبانٌ، لأنَّهم كالذئاب. والذُّوبان: جمع ذِئْب، والأصل فيه الهمزُ، ولكنَّه خُفِّف فانْقلَب وَاواً. وذكرناه ها هُنَا حّمْلا على لّفْظِه. {ذود} (ه) فيه <ليس فيما دُون خَمْس ذّوْدٍ صَدقَةٌ> الذَّوْدُ من الإبل: ما بين الثَّنتين إلى التِّسْع. وقيل ما بين الثَّلاثِ إلى العَشْر. واللفْظَة مُؤَنثةٌ، ولا واحدَ لها من لَفْظِهَا كالنَّعَم. وقال أبو عبيد: الذَّودُ من الإناثِ دُون الذُّكُور، والحديثُ عامٌّ فيها، لأن من مَلك خمسةً من الإبلِ وجَبَت عليه فيها الزكاة ذُكُورا كانت أو إناثاً. وقد تكرر ذكر الذَّود في الحديث. وفي حديث الحوض <إني لَبِعُقْر حَوْض أذُودُ الناسَ عنه لأهل اليَمن> أي أطْرُدهم وأدْفَعُهم. وفي حديث عليّ <وأمَّا إخوانُنَا بنو أُمَية فقَادَةٌ ذَادَةٌ> الذَّادَةُ جمعُ ذَائد: وهو الحَامِي الدَّافعُ. قيل أرَادَ أنهم يَذُودُون عن الحَرَم. ومنه الحديث <فَلَيُذَادَنَّ رجالٌ عن حَوضي> أي لَيُطْرَدَنَّ، ويُروى: فلا تُذَادُنَّ: أي لا تَفْعلوا فِعلاً يُوجب طَرْدَكم عنه، والأوّلُ أشْبه. وقد تكرر في الحديث. {ذوط} (ه) في حديث أبي بكر <لو منَعُوني جَدْياً أذْوطَ لقاتَلْتُهم عليه> الأذْوَطُ: النَّاقصُ الذَّقَن من الناس وغيرهم. وقيل هو الَّذي يَطُول حَنَكه الأعْلى ويقصُر الأسْفلُ. {ذوق} (ه) فيه <لم يكُن يذُمُّ ذوَاقا> الذَّوَاقُ: المأكُول والمشْرُوب، فَعَال بمعنى مفعول، من الذَّوق يقع على المصْدر والاسم. يقال ذُقْت الشيء أذُوقه ذَوَاقا وَذَوْقاً، وما ذُقْتُ ذواقاً، أي شيئاً. [ه]ومنه الحديث <كانوا إذا خرجوا من عنده لا يَتَفَرَّقون إلا عن ذَواق> ضَرَب الذَّواق مثلا لمَا يَنالُون عنده من الخَير: أي لا يَتَفَرَّقون إلا عن علم وأدب يتَعلَّمونه، يَقُوم لأنْفُسهم وأرْوَاحهم مَقام الطَّعام والشَّراب لأجْسَامهم. وفي حديث أُحُد <إن أبا سُفْيان لمَّا رأى حَمْزة مَقْتولا مُعَفَّرا قال له: ذُق عُقَقُ> أي ذُقْ طَعْم مُخَاَلَفَتِك لناَ وتَرْكِكَ دينَك الذي كنت عليه يا عاقَّ قَوْمه. جَعَل إسْلامه عُقُوقا. وهذا من المَجاز أن يُسْعمل الذَّوق - وهو مما يتعلق بالأجسام - في المعَاني، كقوله تعالى <ذُقْ إنك أنْتَ العزيزُ الكريمُ> وقوله <فَذَاقُوا وَبَالَ أمْرِهم> . (ه) ومنه الحديث <إن اللّه لا يُحِب الذَّوَّاقين والذَّوَّاقَات> يعني السَّريعي النِّكاح السَّريعِي الطَّلاق . {ذوى} *في حديث عمر<أنه كان يَسْتاكُ وهو صائِمٌ بعُود قد ذوَى> أي يَبِس. يقال ذوَى العُود يَذْوِي ويذْوَى . [ه] وفي حديث صفة المهدى <قُرَشيٌّ يَمانٍ ليس من ذِي ولا ذُو> أي ليس نَسبُه نسب أذْوَاءِ اليمن، وهم مُلوك حِمْير، منهم ذُو يَزَن، وذُو رُعَين (أنشد الهروي للكميت: وما أعْنِي بقولي أسفَلِيكُمْ ** ولكنّي أريد به الذَّوِيناَ) وقوله قُرشيٌّ يمانٍ: أي قرشي النَّسب يماَنِيُّ المنْشأ. وهذه الكلمة عينُها واوٌ، وقياسُ لامها أن تكون ياءٌ؛ لأن بابَ طوَى أكثرُ من باب قَوِى . ومنه حديث جَرير <يطْلع عليكم رجلٌ من ذي يَمنٍ على وجْهه مَسْحَة من ذِي مُلْكِ> كذا أوْرده أبو عُمر الزَّاهد، وقال ذي ها هنا صِلَة: أي زائدةٌ. (ذهب) *في حديث جرير وذِكر الصَّدقة <حتى رأيتُ وَجه رَسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يتَهلَّل كأنه مُذْهَبه> هكذا جاء في سُنَن النَّسائي وبعضِ طُرُقِ مُسْلم. والروايةُ بالدَّال المهملة والنُّون، وقد تقَدَّمت، فإن صحَّت الرواية فهي من الشَّيء المُذْهب، وهو المُمَوَّه بالذَّهب، أو منَّ قَولِهم فَرسٌ مُذْهَب؛ إذا عَلَت حُمْرَتَه صُفْرَةٌ. والأُنثى مُذْهَبة. وإنما خَص الأُنثى بالذِّكْرِ لأنَّها أصفَى لوناً وأرقُّ بَشَرة. (س) وفي حديث عليّ <فبعث من اليَمن بذُهَيْبة> هي تصغير ذَهَب، وأدخل الهاءَ فيها لأنَّ الذَّهَب يُؤَنَّث، والمُؤَنث الثُّلاثِي إذا صُغِّر أُلْحِق في تَصْغيره الهاءُ، نحو قُوَيسَة وشُمَيسَة. وقيل هو تصغيرُ ذَهَبة على نيَّة القطْعة منها، فصغَّرَها على لفظها. وفي حديث عليّ <لو أرادَ اللّهُ أن يفتح لهم كُنُوزُ الذَّهْبان لفَعَل> هو جمع ذَهَب، كَبَرَقٍ وبِرْقَان. وقد يجمع بالضَّم نحو حَمَل وحُمْلان. (ه) وفيه <كان إذا أراد الغَائِط أبْعد المَذْهبَ> هو المَوضِعُ الذي يُتَغوّط فيه، وهو مَفْعَل من الذَّهاب. وقد تكرر في الحديث. وفي حديث علي في الإستسقاء <لا قَزَعٌ رَبابُها، ولا شَفَّانٌ ذِهابُها> الذِّهابُ: الأمْطارُ اللَّيّنَة، واحدتُها ذِهْبَة بالكسر. وفي الكلام مُضافٌ محذوفٌ تقديرُه: ولا ذاتُ شَفَّانٍ ذِهابُها. (ه) وفي حديث عكرمة <سُئِل عن أذاهِبَ من بُرٍّ وأذاهِبَ من شَعِير، فقال: يُضم بعضُها إلى بعض ثم تُذكَّى> الذهَب بفتح الهاء: مِكيالٌ معروفٌ باليمن، وجمعه أذهابٌ، وجمع الجمع أذاهِبُ. {ذيت}*في حديث عمران والمرأة والمَزادَتين <كان من أمْره ذَيتَ وذيتَ> هي مثل كَيْت وكَيْتَ، وهو من ألفاظ الكِنَايات. {ذيح} (ه) في حديث علي <كان الأشعثُ ذَا ذِيح> الذِّيحُ: الكبْرُ. {ذيخ}*في حديث القيامة <وينظُر الخليل عليه السلام إلى أبيه فإذا هو بِذِيخٍ مُتَلَطّخٍ> الذِّيخ: ذكَر الضّباع، والأنْثى ذِيخَة. وأراد بالتَّلطُّخَ التلطُّخَ برَجِيعِه، أو بالطِّين كما قال في الحديث الآخر <بذيخٍ أمْدَر> : أي مُتَلطِّخ بالمَدَر> . (ه) ومنه حديث خزيمة <والذِّيخ مُحْرَنْجماً> أي إنَّ السَّنَة ترَكَت ذَكَر الضِّباع مُجْتمِعاً مُنْقَبضاً من شدة الجَدْب. {ذيع} (س) في حديث علي ووَصْف الأولياء <ليسُوا بالمَذاييع البُذُر> هو جمع مِذْياع، من أذاعَ الشيء إذا أفْشَاهُ. وقيل أرادَ الذين يُشِيعُون الفَواحِش، وهو بِنَاء مُبالغة. {ذيف} (س) في حديث عبد الرحمن بن عوف: يُفدّيهم وَوَدُّوا لَوْ سَقَوْهُ ** من الذِّيفان مُتْرعةً مَلاَيا الذِّيفانُ: السُّم القاتلُ، ويُهمز ولا يُهْمزُ، والملاَيا يُريدُ بها المَمْلوءَة، فقلبَ الهمزة ياء، وهو قلب شاذ. {ذيل}*فيه <بات جبريل يُعَاتِبُني في إذالةِ الخَيل> أي إهانَتِها والإستِخْفَاف بها. (ه س) ومنه الحديث الآخر <أذال الناسُ الخيلَ> وقيل أراد أنهم وضَعُوا أداة الحرْب عنها وأرْسلُوها. وفي حديث مُصْعَب بن عمير <كان مُتْرَفاً في الجاهِلية يَدَّهِن بالعَبِير ويُذِيلُ يُمْنة اليَمن> أي يُطِيل ذيَلها. واليُمنة: ضَربٌ من بُرُود اليمن. {ذيم} (ه) فيه <عادَتْ مْحامدُه ذَاماً> الذَّام والذَّيم: العَيبُ، وقد يُهْمَز. ومنه حديث عائشة <قالت لليهود: عليكم السَّامُ والذّامُ> وقد تَقَدم في أوّل الحَرْفِ.
|