الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: النهاية في غريب الحديث **
{شحب} * فيه <من سَرَّة ينظرَ إليَّ فلينظُر إلى أشْعَثَ شاحِبٍ> الشاحب: المتغير اللونِ والجِسْم لعارضٍ من سفَرٍ أو مَرَض ونحوهما. وقد شَحَبَ يشْحَب شاحباً شُحوباً. ومنه حديث ابن الأكوع <رآني رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم شاحباً شاكياً>. وحديثَ ابن مسعود <يَلقَى شيطانُ الكافر شَيطانَ المؤمن شاحِباً>. وحديث الحسن <لا تَلْقَى المؤمنَ إَّلا شاحبا> لأنَّ الشُّحوب من آثار الخَوف وقِلَّة المأكَلِ والتَّنعُّم. {شحث} (س) فيه <هَلُمِّى المُدْيةَ فاشْحَتِيها بحَجَر> أي حُدِّيها وسُنِّيها. ويقال بالذال. {شحج} (ه) في حديث ابن عمر رضي اللّه عنهما <أنه دخل المسجد فرأى قاصّاً صيَّاحاً، فقال: اخْفض من صَوتك، ألم تعلَم أن اللّه يُبْغِض كل شحَّاجٍ> الشُّحَاج: رفعُ الصوت. وقد شَحَج يشحَجُ فهو شحَّاج، وهو بالبَغْل والحِمار أخصُّ، كأنه تَعْرِيض بقوله تعالى <إنّ أنْكَرَ الأصْوَاتِ لَصَوْتُ الحمير>. {شحح} (س) فيه <إياكم والشُّحَّ>. الشُّحُّ: أشدُّ البُخْل، وهو أبلَغُ في المنع من البُخل. وقيل هو البخلُ مع الحِرْص. وقيل البُخل في أفْرَاد الأمور وآحادها، والشحُّ عامٌّ: وقيل البُخل بالمالِ، والشُّحُّ بالمالِ والمعروف. يقال شَحَّ يَشُح شَحّاً، فهو شَحِيح. والاسمُ الشُّحُّ. (س) وفيه <بَرِىءَ من الشُّح من أدَّى الزكاةَ وقَرَى الضّيفَ، وأعْطَى في النائِبة>. ومنه الحديث <أنْ تتَصدَّق وأنت صحيحٌ شَحِيحٌ تأمُلُ البَقاَءَ وتخشَى الفَقْر>. (س) ومنه حديث ابن عمر <إنَّ رجلا قال له: إنِّي شَحيح، فقال: إن كان شُحّك لا يَحْمِلك على أن تأخُذ ما ليس لك فليس بشُحِّك بأسٌ>. (س) ومنه حديث ابن مسعود <قال له رجل: ما أُعطى ما أقْدرُ على مَنْعه، قال: ذاك البُخل، والشُّح أن تأخُذَ مَال أخيك بغير حقه>. (س) وفي حديث ابن مسعود <أنه قال: الشحُّ منعُ الزَّكاة وإدخالُ الحَرام>. {شجذ} * فيه <هَلُمِّى المُدْيةَ واشْحَذِيها> يقال شحَذت السَّيفَ والسِكّينَ إذا حَدَّدته بالمِسَنِّ وغيره مما يُخرج حدَّه.
{شحشح} (ه) في حديث عليّ <أنه رأى رجلا يخطُبُ، فقال: هذا الخطيبُ الشَحْشَحٌ> أي الماهِرُ الماضي في كلامه، من قولهم قَطاَة شَحْشَح، وناقةٌ شَحشَة: أي سريعة. {شحط} (س) في حديث مُحَيِّصَةَ <وهو يتشحَّطُ في دَمِه> أي يتخَبَّط فيه ويضْطرب ويتَمّرغ. (ه) وفي حديث ربيعةَ <في الرجل يُعْتِقُ الشِقْصَ من العَبْد، قال: يُشحَطُ الثَّمن ثم يُعتَقُ كلُّه> أي يُبْلَغُ به أقْصَى القِيمة. يقال شحَط فلان في السَّوم إذا أبْعَد فيه. وقيل معناه يُجْمع ثمنُه من شَحطْتُ الإناءَ إذا ملأتَه. {شحم} * فيه <ومنهم من يَبْلُغ العَرَق إلى شَحْمة أُذُنَيْه> شَحْمةُ الأذُن: موضع خَرْق القُرْطِ، وهو ما لانَ من أسفلِها. (س) ومنه حديث الصلاة <إنه كان يرفَعُ يدَيه إلى شَحْمة أذُنيه>. (س) وفيه <لعن اللّهُ اليهود حُرِّمَت عليهم الشُّحوم فباعُوها وأكَلوا أثمانَها> الشحْمُ المحرِّمُ عليهم هو شَحْمُ الكُلَى والكَرِش والأمعاء، وأمّا شَحْمُ الظُّهور والألْيَة فلا. (س) وفي حديث على <كلوا الرُّمّان بشَحْمِه فإنه دِبَاغُ المَعِدة> شَحْمُ الرمان: ما في جَوفه سِوَى الحَبّ. {شحن} * فيه <يغفرُ لكل عَبْدٍ ما خَلا مُشْرِكاً أو مُشاحِناً>. المُشاحِنُ: المُعاَدِي والشحناء العَداوة. والتَّشاحُن تفاعُل منه. وقال الأوزاعي: أراد بالمُشاحِن ها هنا صاحبَ البِدْعة المُفارق لجَماعة الأُمة. ومن الأوّل <إلاّ رجُلا كانَ بينَه وبين أخيه شَحْناء> أي عَداوة. وقد تكرر ذكُرها في الحديث. {شحا} (ه) في حديث علي <ذكَر فتْنَةَ فقال لعمَّارٍ: واللّه لتَشْحُوَنَّ فيها شَحْواً لا يُدْركُك الرجل السَّريعُ> الشَّحْو: سَعةُ الخطْو. يُريدُ أنك تسْعَى فيها وتتقدّم. (ه) ومنه حديث كعب يَصِف فتنة قال: <ويكونُ فيها فَتى من قُرَيش يَشْحُو فيها شَحْواً كثيراً> أي يُمْعِنُ فيها ويَتَوسَّع. يقال ناقةٌ شحْواء أي واسعةٌ الخَطْو. (ه) ومنه <أنه كان للنبي صلى اللّه عليه وسلم فرس يقال له الشَّحّاء> هكذا رُوى بالمدِّ، وفُسِّر بأنه الواسع الخَطْوِ. {شخب} * فيه <يُبْعَث الشهيدُ يوم القيامة وجُرْحهُ يَشْخب دَماً> الشَّخْب: السَّيَلان. وقد شَخَب يَشْخُب ويَشخَبُ. وأصل الشَّخْب: ما يخرج من تَحْت يَدِ الحالِب عند كُل غَمْزَة وعَصْرة لضَرْع الشَّاة. (س) ومنه الحديث <إن المقتول يَجىء يوم القيامَة تشخُبُ أوْدَاجُه دَماً>. (س) والحديث الآخر <فأخذ مَشاَقِصَ فَقَطَع بَرَاجِمَه فشَخبت يَداهُ حتى ماتَ>. (س) ومنه حديث الحوض <يشخُب فيه مِيزَاباَن من الجنَّة>. {شخت} (ه) في حديث عمر <أنه قال لِلْجِنِّىِّ: إنّي أرَاك ضَئِيلا شَخِيتاً> الشَّخْتُ والشَّخِيت: النَّحيف الجسم الدقيقةُ. وقد شَخُت يشخُت شُخُوته. {شخص} * في حديث ذكر الميت <إذا شخَص بصرهُ> شُخوص البَصَر: ارْتِفاعُ الأجْفان إلى فَوْق، وتَحْديدُ النَّظر وانْزِعاجُه. (ه) وفي حديث قَيْلة <قالت: فَشُخِص بي> يقال للرجُل إذا أتاه ما يُقْلِقُه: قد شُخِص به، كأنه رُفِع من الأرض لِقَلقِه وانْزِعاجِه. [ه] ومنه <شُخُوص المُسافِر> خرُوجُه عن مَنْزِله. ومنه حيث عثمان رضي اللّه عنه <إنما يَقْصُر الصلاةَ من كان شاخِصاً أو بحَضْرة عَدُوّه أي مسافرا. ومنه حديث أبي أيوب <فلم يزَل شاخصاً في سبيل تعالى>. وفيه <لا شَخْصَ أغْيرُ من اللّه> الشَّخصُ: كُلُّ جسْم له ارتفاعٌ وظُهورٌ. والمُراد به في حقّ اللّه تعالى إثباتُ الَّذات، فاستُعِير لها لفظُ الشَّخْص. وقد جاء في رِواية أخرى <لاَ شيءَ أغْيَرُ من اللّه> وقيل معناه: لا يَنْبَغِي لشَخْصٍ أن يكون أغير من اللّه. {شدخ} (س) فيه <فشَدخُوه بالحِجَارة> الشَّدْخ: كَسْرُ الشَّيء الأجْوفِ. تقول شَدَختُ رأسَه فانْشَدَخ. (ه) وفي حديث ابن عمر في السِّقط <إذا كان شَدَخا أو مُضْغَة فادْفنْه في بيتك <هو بالتحريك: الذي يسقط من بَطْن أمِّه رَطْباً رخْصاً لم يَشْتَدَّ (في الهروي والدر النثير: وقيل الذي يولد لغير تمام). {شدد} * فيه <يَرُدُّ مُشِدُّهُم على مُضْعِفِهم> المُشدُّ: الذي دَوابُّة شدِيدة قوِية، والمُضْعف الذي دوَابةٌّ ضعيفةٌ. يريد أن القَوىَّ من الغزاة يُسَاهِمُ الضعيف فيما يَكْسِبه من الغنيمة. وفيه <لا تَبيعُوا الحبَّ حتَّى يَشتدَّ> أراد بالحبِّ الطعامَ، كالحِنطة والشعير، واشتدادُه: قُوّته وصَلابتُه. (س) وفيه <من يُشاَدُّ الدينَ يَغْلِبُه> أي يُقاَوِيهِ وَيُقاَومُه، ويُكلّف نفْسَه من العبادة فيه فوْق طاقَته. والمشادَدَة: المُغاَلَبة. وهو مِثْل الحديث الآخر <إن هذا الدِّينَ مَتِين فأوْغِل فيه برِفْق>. (ه) ومنه الحديث <ألا تَشِدُّ فنَشِدَّ معك> أي تَحْمِل على العدُوّ فنَحْمِلَ معَك. يقال شدَّ في الحرب يَشِدّ بالكسر. ومنه الحديث <ثم شدَّ عليه فكانَ كأمْسِ الذَّاهب> أي حَمَل عليه فقَتله. في حديث قيام رمضان <أحْيا الليلَ وشَدَّ المِئزرَ> هو كناية عن اجْتِناب النِّساء، أو عن الجدِّ والاجْتِهادِ في العمَل، أو عنهما معاً. وفي حديث القيامة <كحُضْر الفَرَس، ثم كشَدِّ الرجُل> الشدُّ: العَدْوُ. ومنه حديث السَّعي <لا تَقْطع الوادِي إلاّ شدّاً> أي عَدْواً. (س) وفي حديث الحجّاج: هذا أوانُ الحرب فاَشْتَدِّي زِيَمْ * زِيَمْ: اسمُ ناَقته أو فرَسِهِ. وفي حَديث أحُد <حتى رأيتُ النساء يشتَدِدْنَ في الجَبل> أي يَعْدُون، هكذا جاءت اللفظة في كتاب الحُمَيدي. والذي جاء في كتاب البُخَاري <يشْتَدَّنَ> هكذا جاء بدَال واحدة. والذَّي جاء في غيرهما <يُسْنِدْن> بالسين المهملة والنون: أي يُصَعِّدن فيه، فإن صَحَّت الكلمةُ على ما في البخاري - وكثيرا ما يَجِىء أمثالها في كُتُب الحديثِ، وهو قبيحٌ في العربية، لأنَّ الإدْغام إنما جازَ في الحرف المضعَّفِ لما سَكَن الأوَّل وتحرَّك الثاني، فأما مع جَمَاعةِ النِّساء فإنّ التضعيفَ يظهَر؛ لأنَّ ما قبل نون النساء لا يكونُ إلاَّ ساكِناً فيلتقى ساكنان، فيحرّك الأوّل، يقولون: ردَّتُ، وردَّتَ، وردَّنَ، يريدون رَدَدتُ، ورَدَدتَ، ورَدَدْن. قال الخليل: كأنهم قَدَّروا الإِدْغام قبل دخول التاء والنون، فيكون لفظُ الحديث يَشْتَدَّنَ. وفي حديث عُتْبان بن مالك <فغَدَا علىَّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بعد ما اشْتَدَّ النهار> أي عَلاَ وارتَفَعتْ شمسُه. ومنه قصيد كعب بن زهير: شَدَّ النَّهارِ ذِرَاعَا عَيْطَلٍ نَصَفٍ ** قامَتْ فجاوَبَها نُكْدٌ مَثاَكِيلُ أي وقت ارتفاعه وعُلُوه. {شدف} [س] في حديث ابن ذي يزن <يَرْمُون عن شُدُف> هي جمع شَدْفاَء، والشَّدفاَء العَوْجاءُ: يعني القَوسَ الفاَرِسيَّة. قال أبو موسى: أكثرُ الرِّوايات بالسين المهملة، ولا معنى لها. {شدق} (س) في صفته عليه السلام <يفتتح الكلام ويَخْتَتِمه بأشْداقِه> الأشدَاقُ جوانبُ الفَم، وإنما يكونُ ذلك لرُحْب شِدْقَيه. والعَرَب تَمْتدح بذلك. ورجل أشْدَق: بَيِّنُ الشدَق. (س) فأما حديثه الآخر <أبْغَضُكم إليَّ الثِّرثاَرُون المُتَشدِّقون> فهم المُتَوَسِّعون في الكلام من غير احتياطٍ واحترازٍ. وقيل: أرادَ بالمُتَشدِّق: المُسْتَهزِىءَ بالناس يَلْوى شِدْقَة بهم وعليهمِ. {شدقم} (س) في حديث جابر رضي اللّه عنه <حدَّثه رجل بشيء فقال: ممن سَمِعتَ هذا؟ فقال: من ابن عباس، فقال: مِن الشَّدْقَم!> هو الواسعُ الشّدْق، ويوصف به المِنْطِيق البليغُ المُفوَّهُ. والميم زائدةٌ. {شذب} (ه) في صفته صلى اللّه عليه وسلم <أقْصَر من المُشَذَّب> هو الطويلُ البائنُ الطُّول مع نَقْص في لحمه. وأصلُه من النَّخلة الطَّويلة التي شُذّبَ عنها جَريدُها: أي قَطّع وفُرّق. (ه) ومنه حديث عليّ <شذَّبَهُم عنَّا تَخَرُّم الآجال> وقد تكرر في الحديث. {شذذ} (ه) في حديث قتادة وذكر قوم لوط فقال <ثم أتْبَعَ (الفاعل مستتر يعود على جبريل عليه السلام) شُذَّانَ القومِ صَخْراً منضُوداً> أي مَنْ شذَّ منهم وخرج عن جماعته. وشُذَّان جمع شاذٍّ، مثل شاَبّ وشُباَّن. ويروى بفتح الشين وهو المُتفَرِّق من الحَصَى وغيره. وشُذَّان الناس: مُتَفرّقُوهم. كذا قال الجوهري. {شذر} (ه) في حديث عائشة (إن عمر شرَّد الشِّرك شَذّر مَذَر> أي فرَّقة وبدَّدَه في كل وجْه. ويُرْوى بكسر الشين والميم وفتحهما. وفي حديث حُنَين <أرَى كَتِيبَة حَرْشَفٍ كأنهم قد تشَذَّرُوا للحَمْلة> أي تَهَيَّأوا لها وتَأهَّبوا. (ه) ومنه حديث عليّ <قال له سليمان بن صُرد: لقد بلغني عن أمير المؤمنين ذَرْوٌ من قول تَشَذَّرلِي به> أي توعَّدَّ وتَهدَّد. ويروى <تشَزَّرَ> بالزاى، كأنه من النَّظر الشَّزْر، وهو نَظَر المُغْضَبِ. {شذا} * في حديث على <أوْصَيْتُهم بما يجب عليهم من كَفِّ الأذَى وصَرْف الشَّذّا> هو بالقصْر: الشرُّ والأذّى. يقال أذَيتُ وأشْذَيتُ. {شرب} (س) في صفته صلى اللّه عليه وسلم <أبْيضُ مُشْرَبٌ حُمْرةً> الإشْرَابُ: خَلْطُ لَوْنٍ بلونٍ، كأن أحدَ اللَّوْنين سُقِي اللّونَ الآخَر. يقال بياضٌ مُشْرَبٌ حُمرةً بالتخفيف. وإذا شُدِّد كان للتكثير والمبالغة. (س) ومنه حديث أحد <أنَّ المُشْركين نَزَلوا على زَرْع أهل المدينةِ وخَلَّوا فيه ظَهْرهم وقد شُرِّب الزرعُ الدقيقَ> وفي رواية <شَرِب الزَّرعُ الدقيق> وهو كنايةٌ عن اشتِدَاد حَبّ الزرع وقُرْب إدرَاكِه. يقال شَرَّب قصَبُ الزرع إذا صار الماءُ فيه، وشُرِّبَ السُّنْبُلُ الدقيقَ إذا صار فيه طُعْمٌ. والشُّربُ فيه مُسْتعارٌ، كأنَّ الدقيقَ كان ماءً فشَرِبَه. ومنه حديث الإفك <لقد سَمِعْتُموه وأُشْرِبَتْه قُلُوبكم> أي سُقِيَتْهُ قُلوبُكم كما يُسْقَى العطشانُ الماء. يقال شَرِبتُ الماءَ وأُشْرِبْنُه إذا سُقِيتَه. وأُشْرِب قلبُه كذا: أي حلَّ الشَّرَاب واختلط به كما يَخْتلط الصّبْغُ بالثوب. وفي حديث أبي بكر <وأُشْرِب قلبُه الإشفاقَ>. (س ه) وفي حديث أيام التَّشْريق <إنها أيامُ أكْلٍ وشُرْب> يُرْوى بالضم والفتح وهما يمعنى، والفتحُ أقلُّ اللُّغتين (في الهروي: قال الفراء: <الشُّرْب والشَّرْب والشِّرْب ثلاث لغات، وفتح الشين أقلها، إلا أن الغالب على الشَّرْب جمع شارب، وعلى الشِّرْب الحظ والنصيب من الماء> )، وبها قرأ أبو عَمْرٍو؟؟ <شَرْبَ الهِيم> يريد أنها أيامٌ لا يجوزُ صومُها. وفيه <من شَرِبَ الخمر في الدنيا لم يَشْرَبْها في الآخرةِ> وهذا من باب التعليق في البَيان، أراد أنه لم يَدخل الجنة، لأنّ الخمر من شَرَاب أهل الجنة، فإذا لم يشربها في الآخرة لم يكن قد دَخَل الجنة. وفي حديث علي وحمزة رضي اللّه عنهما <وهو في هذا البَيْت في شَرْب من الأنصار> الشَّرْب بفتح الشين وسكون الراء: الجماعةُ يشربون الخمر. (ه) وفي حديث الشُّورَى <جُرْعَةَ شَرُوبٍ أنفَعُ من عَذْبٍ مُوبٍ> الشَّرُوب من الماء: الذي لا يُشْرَب إلاَّ عند الضَّرورة، ويَسْتوي فيه المؤنَّث والمُذكّر، ولهذا وصَف بها الجُرْعَة. ضَرب الحديث مثلا لرجُلين أحدُهما أدْونُ وأنفعُ، والآخرُ أرفعُ وأضرُّ. وفي حديث عمر <اذْهَب إلى شَرَبة من الشَّرَبات فادْلُك رأسَك حتى تُنَقِّيه> الشَّرَبة بفتح الراء: حَوْضٌ يكون في أصْل النّخْلة وحولها يُمْلأ ماء لتَشْرَبه. (ه) ومنه حديث جابر <أتاَناَ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فعَدَل إلى الرَّبيع فتطَّهر وأقبل إلى الشَّرَبة> الرَّبيعُ: النَّهرُ. (ه) ومنه حديث لَقِيطٍ <ثم أشرفتُ عليها وهي شَرْبةٌ واحدةٌ> قال القتيبي: إن كان بالسكون فإنَّه أرادَ أن الماءَ قد كَثُر؛ فمن حيث أرَدْت أن تَشْرب شرِبْتَ. ويروى بالياء تحتَها نُقْطتان وسيجىء. (ه س) وفيه <مَلعُونٌ ملعونٌ من أحاط على مَشْرَبة> المشْرَبة بفتح الراء من غير ضم: الموضعُ الذي يُشْرَب منه كالمَشْرَعة، ويريد بالإحاطة تَملُّكَه ومَنْع غيره منه. (ه) وفيه <أنه كان في مَشْرُبة له> المشْرُبة بالضم والفتح: الغُرْفة. وقد تكرر في الحديث. (ه) وفيه <فيُناَدِي يوم القيامة مُناَدٍ فَيَشْرَئِبُّون لصوته> أي يَرْفعُون رُؤسَهم لينظُرُوا إليه. وكُلّ رافعٍ رأسه مُشْرَئِبٌّ. (ه) ومنه حديث عائشة <واشْرَأبَّ النِّفاقُ> أي ارْتَفَع وعَلاَ. {شرج} (ه) فيه <فتَنحَّى السَّحابُ فأفرَغ ماءَه في شَرْجَة من تلك الشِّرَاج> الشّرْجة: مَسِيل الماء من الحَرَّة إلى السَّهل. والشَّرْج جنْسٌ لها، والشِّرَاج جمعُها. (ه) ومنه حديث الزبير <أنه خاصم رجلا في شِرَاج الحَرَّة>. ومنه الحديث <أنَّ أهلَ المدينة اقتتلوا ومَوالي معاوية على شَرْج من شِرَاج الحَرّة>. ومنه حديث كعب بن الأشرف <شَرْجُ العَجُوز> هو موضعٌ قُرْب المدينة. (ه) وفي حديث الصوم <فأمرنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بالفِطْر فأصبح الناس شَرْجَيْن> يعني نَصْفَين: نَصْفٌ صِيام ونصْف مفاَطِير. (س) وفي حديث مازن: فلا رَأيُهم رَأيى ولا شرجُهم شَرْجي * يقال: ليس هو من شَرْجه: أي من طَبَقته وشَكْله. (ه) ومنه حديث علقمة <وكان نِسْوة يأتينها مُشاَرجات لها> أي أتْرَاب وأقْرَان. يقال هذا شَرْج هذا وشَرِيُجه ومُشاَرِجه: أي مِثْله في السنِّ ومُشاكِله. (ه) ومنه حديث يوسف بن عمر <أنا شَرِيج الحجّاج> أي مِثْله في السِّنِّ. (س) وفي حديث الأحنف <فأدْخَلْتُ ثِيابَ صَونِي العَيْبَة فأشْرَجتُها> يقال أشرَجْت العَيْبةَ وشرَجْتُها إذا شدَدْتهاَ بالشِّرَج، وهي العُرَى. {شرجب} (س) في حديث خالد <فعارَضَنا رجلٌ شَرْجَبٌ> الشَّرْجَبُ: الطويلُ. وقيل هو الطويل القوائم العارِي أعاَلي العظاَم. {شرح} [ه] فيه <وكان هذا الحىّ من قُرَيش يَشْرَحُون النّساء شرْحاً> يقال شَرَح فلانٌ جاريَته إذا وطِئَها نائمةً على قفاها. (ه) وفي حديث الحسن <قال له عَطاء: أكانَ الأنبياء صلى اللّه عليهم يشْرَحُون إلى الدُّنيا والنِّساء؟ فقال: نعم، إن اللّه تَرائك في خَلْقه> أراد كانُوا ينْبَسطُون إليها ويَشْرَحُون صُدُورهم لها. {شرخ} (ه) فيه <اقتُلُوا شُيُوخ المُشْركين واستحْيُوا شَرْخَهم> أراد بالشيوخ الرِّجَال المَسانَّ أهلَ الجَلَد والقُوَّة على القتال، ولم يُرِد الهَرْمَى. والشرخُ: الصّغار الذين لم يُدْرِكوا. وقيل أراد بالشيوخ الهَرْمَى الذين إذا سُبُوا لم يُنْتَفع بهم في الخدْمة، وأراد بالشَّرْخ الشبابَ أهلَ الجلَد الذين يُنتفَع بهم في الخِدْمة. وشَرْخُ الشباب: أوّلهُ. وقيل نَضَارتُه وقوّته. وهو مصدر يقَعُ على الواحِدِ والاثنين والجَمْع. وقيل هو جَمعُ شارِخ، مثل شَارِب وشَرْب. وفي حديث عبد اللّه بن رَوَاحة <قال لابن أخيه في غزوة مُؤْتَةَ: لعلك تَرْجِع بين شَرْخَىِ الرَّحل> أي جانِبَيْه، أراد أنه يُسْتَشْهَد فيرجعُ ابن أخِيه راكباً مَوضِعه على راحلَتِه فيَسْتريح. وكذا كان، استُشْهد ابن رَوَاحة رضي اللّه عنه فيها. (س) ومنه حديث ابن الزبير مَع أزَبَّ. <جاءَ وهو بَين الشَّرْخَين> أي جاَنَبي الرحْل. وفي حديث أبي رُهْم <لهم نَعَمٌ بشبَكَة شَرْخ> هو بفتح الشين وسكون الرَّاء: موضعٌ بالحجازِ. وبعضُهم يقوله بالدال. {شرد} * فيه <لتَدْخُلُنّ الجنَّة أجمعُون أكْتَعون إَّلا من شَرَد على اللّه> أي خَرَج عن طاعته وفارق الجماعة. يقال شَرَد البعير يَشرُدُ شُرُودا وشِراداً إذا نَفَر وذهَب في الأرض. (ه) ومنه الحديث <إنه قال لخَوَّات بن جُبَير: ما فَعَل شِرادُك> قال الهروي: أراد بذلك التَّعريضَ له بقصَّته مع ذات النِّحْيَين في الجاهليَّة، وهي معروفةٌ (انظر الصحاح (نحا) ) يعني أنه لما فَرَغ منها شرد وانفَلت خوفا من التَّبِعة. وكذلك قال الجوهري في الصحاح، وذكر القِصَّة. وقيل إنَّ هذا وهمٌ من الهروي والجَوهَري ومن فسَّره بذلك. والحديثُ له قِصةٌ مَرْوِيَّةٌ عن خوَّات إنه قال: نزلتُ مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بِمَرّ الظَّهْرَان، فَخرجْتُ من خِبائِي، فإذا نِسْوة يتحدَّثْن فأعجْبنِني، فرجَعْتُ فأخرجتُ حُلَّة من عَيْبَتي فَلبِسْتُها ثم جَلستُ إليهن، فمرَّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فَهِبْتُه، فقلت: يا رسول اللّه جَمل لي شَرُودٌ وأنا أبْتَغي له قيداً، فمضَى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وتَبعتهُ، فألْقَى إلىَّ رداءه ودَخل الأرَاكَ فقضَى حاجتَه وتوضَّأَ؛ ثم جاءَ فقال: أبا عبد اللّه: ما فَعل شِرَادُ جَمَلك؟ ثم ارتَحلْناَ، فجعل لا يَلحَقُني إلاّ قال: السلام عليكم أبا عبد اللّه، ما فعل شِرَاد جَمَلك؟ قال: فتعجلتُ إلى المدينة، واجتنبتُ المسجدَ ومُجالَسة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فلما طال ذلك علىَّ تَحيّنْتُ ساعةَ خَلْوة المسجد، ثم أتيت المسجد فجعلتُ أصلي. فخرجَ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من بعض حُجَرِه، فجاء فصلى ركْعَتَين خَفِيفَتين وطوَّلت الصلاةَ رجاءَ أن يذهبَ ويدَعَني، فقال طوّل يا أبا عبد اللّه ما شئتَ فلستُ بقائم حتى تَنْصرفَ، فقلتُ: واللّه لأعْتَذِرَنَّ إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ولأبْرِئن صَدْره، فانصرفتُ، فقال: السلام عليكم أبا عبد اللّه ما فَعَل شِرَاد الجَمَل (في أ: ما فعل شراد جملك)؟ فقلتُ: والذي بَعثَك بالحق ما شَردَ ذلك الجَمَل منذُ أسلمتُ، فقال: رَحِمَك اللّه، مرَّتين أو ثلاثا، ثم أمسَك عَنّي فلم يَعُد. {شرر} (ه) في حديث الدعاء <الخيرُ بيديك، والشرُّ ليس إلَيْك> أي أنَّ الشَّر لا يُتَقرَّب به إليك، ولا يُبْتغَى به وجهُك، أو أن الشرَّ لاَ يَصْعَدُ إليك، وإنما يَصْعد إليك الطَّيِّب من القَول والعَمَل. وهذا الكلام إرشادٌ إلى استعمال الأدَب في الثَّناءِ على اللّهِ، وأن تُضافَ إليه محاسنُ الأشياء دُون مَساوِيها، وليس المقصودُ نَفْىَ شيء عن قُدْرته وإثباته لها، فإن هذا في الدعاء مندوبٌ إليه. يقال ياربَّ السماءِ والأرضَ، ولا يقال ياربَّ الكلاب والخَناَزير، وإن كان هو ربَّها. ومنه قوله تعالى <وللّهِ الأسماءُ الحُسنى فادعُوه بها>. وفيه <ولَدُ الزِّنا شرُّ الثلاثة> قيل هذا جاء في رجُل بعَيِنه كان مَوسُوما بالشَّرِّ. وقيل هو عامٌّ. وإنما صار ولدُ الزنا شرّاً من وَالدَيه لأنه شرُّهم أصْلا ونَسَباً وولادة، ولأنه خُلق من ماء الزَّاني والزَّانية، فهو ماء خبيثٌ. وقيل لأن الحدَّ يقام عليهما فيكون تمحيصاً لهما، وهذا لا يُدْرَى ما يُفْعَل به في ذنوبه. (س) وفيه <لا يأتي عليكم عامٌ إلاَّ والذي بعده شرٌّ منه> سُئل الحسنُ عنه فقيل: ما بالُ زمان عمر بن عبدِ العزيز بعد زمان الحجَّاجِ؟ فقال: لابُدَّ للناس من تَنْفِيس. يعني أنَّ اللّهَ يُنَفِّسَ عن عِبادِه وقتاً مَّا، ويكْشفُ البَلاءَ عنهم حِيناً. (س) فيه <إن لهذا القرآن شِرَّةً، ثم إن للناس عنه فَتْرةً> الشِّرَّةُ: النشاطُ والرَّغبة. (س) ومنه الحديث الآخر <لكُلِّ عابدٍ شِرَّةٌ>. (س) وفيه <لا تُشاَرِّ أخاك> هو تُفاَعِل من الشَّرِّ: أي لا تَفْعل به شرّاً يُحْوجه إلى أن يَفْعل بك مِثُله. ويروى بالتخفيف. ومنه حديث أبي الأسود <ما فَعَل الذي كانت امرأتُه تُشارُّه وتُمارُّه>. (س) وفي حديث الحجاج <لها كِظَّةٌ تشْتَرُّ> يقال اشتَرَّ البعيرُ واجترَّ، وهي الجِرَّةُ لما يُخْرِجُه البعيرُ من جوفه إلى فمه ويمضَغُه ثم يَبْتَلِعه. والجيم والشين من مخرج واحد. {شرس} (ه) في حديث عمرو بن معد يكَرِب <هم أعظمُنا خَمِيساً وأشدّنا شَرِيساً> اي شراسة. وقد شَرِس يَشرَس فهو شَرِس. وقوم فيهم شَرَس وشَرِيس وشَرَاسة: أي نُفُور وسوءُ خُلُق. وقد تكرر في الحديث. {شرسف} * في حديث المبْعَث <فشقَّا ما بين ثغْرة نَحْرى إلى شُرْسُوفى> الشُّرسُوف واحِد الشَّراسيف، وهي أطرافُ الأضْلاع المْشرِفة على البطن. وقيل هو غُضْرُوف مُعلَّق بكل بَطْن. {شرشر} (ه) في حديث الرؤيا <فيُشَرْ شر شِدْقَة إلى قَفاه> أي يُشَقِّه ويُقَطِّعُه. {شرص} (ه) في حديث ابن عباس رضي اللّه عنهما <ما رأيتُ أحسنَ من شَرَصةِ عليٍّ> الشَّرَصة بفتح الراء: الجَلَحة، وهي انْحسارُ الشعر عن جانِبَي مُقدَّم الرأس. هكذا قال الهَرَوى. وقال الزمخشري: هو بكسر الشين وسكون الراء، وهما شِرْصَتَان، والجمع شِرَاص. {شرط} * <لا يجوز شَرطاَن في بَيْع> هو كقولك: بعتُك هذا الثوب نَقْداً بدينارٍ، ونَسِئَةً بدينارَين، وهو كالبَيْعَتَين في بَيْعةٍ، ولا فرق عند أكثر الفُقَهاء في عقد البَيع بين شَرْطٍ واحدٍ أو شَرْطَين. وفرَّق بينهما أحمد، عملا بظاهِرِ الحديث. ومنه الحديث الآخر <نَهى عن بَيْعٍ وشرْطٍ> وهو أن يكون الشَّرْطُ مُلازماً في العَقْد لا قَبله ولا بَعده. ومنه حديث بَريرة <شَرْط اللّه أحقُّ> يريد ما أظهره وبينَّه من حُكم اللّه تعالى بقوله <الوَلاَءُ لمن أعْتق> وقيل هو إشارةٌ إلى قوله تعالى <فإخوانُكم في الدِّين ومَواليكم>. (ه) وفيه ذكر <أشْرَاط الساعة> في غير موضع. الأشراطُ: العَلاَماتُ، واحدُها شَرَط بالتحريك. وبه سميت شُرَط السلطان، لأنهم جَعَلوا لأنُفسهم عَلاَمات يُعرَفون بها. هكذا قال أبو عبيد. وحكى الخطّابي عن بعض أهل اللغة أنه أنكر هذا التفسير، وقال: أشراط الساعة: ما يُنكِرُه الناسُ من صِغار أمُورها قبل أن تقُوم الساعة. وشُرَط السلطان: نُخْبة أصحابه الذين يُقدِّمهم على غَيرهم من جُنْده. وقال ابن الأعرابي: هم الشُّرَط، والنِّسبةُ إليهم شُرَطِىٌّ. والشُّرْطة، والنسبة إليهم شُرْطِىٌّ. (ه) وفي حديث ابن مسعود <وتُشْرط شُرْطة للموت لا يَرجعُون إلاَّ غالِبين> الشُّرْطة أوّلُ طائفة من الجيش تَشْهد الوَقْعة. وفيه <لا تقومُ الساعةُ حتى يأخُذَ اللّهُ شَرِيطتَه من أهل الأرضِ، فيَبْقَى عَجاجٌ لا يَعرفُون معرُوفا، ولا يُنْكِرون مُنْكراً> يعني أهلَ الخَير والدِّين. والأشراطُ من الأضْداد يقعُ على الأشْرَاف والأرْذَال. قال الأزهري: أظنُّه شَرَطَتَه: أي الخيارَ، إلاَّ أن شَمِرا كذا روَاه. (ه) وفي حديث الزكاة <ولا الشَّرَط اللَّئيمةَ> أي رُذَال المالِ. وقيل صِغاره وشِرَاره. (ه) وفيه <نَهى عن شَرِيطة الشيطان> قيل هي الذَّبيحة التي لا تُقْطَع أوْداجُها ويُسْتْقصَى ذبحُها، وهو من شَرْط الحجّام. وكان أهل الجاهلية يقطعُون بعض حَلْقِها ويتركُونَها حتى تموتَ. وإنما أضافَها إلى الشيطان لأنه هو الذي حَمَلهم على ذلك، وحسَّن هذا الفعلَ لَديْهم، وسوَّلَه لهم. {شرع} * قد تكرر في الحديث ذكرُ <الشَّرع والشَّريعة> في غير مَوضع، وهو ما شَرَع اللّه لِعبادِه من الدِّين: أي سَنَّه لهم وافْترضَه عليهم. يقال: شرَعَ لهم يَشرَع شرْعا فهو شاَرِع. وقد شرَع اللّهُ الدين شرْعا إذا أظهَره وبيَّنه. والشَّارع: الطريقُ الأعظمُ. والشَّرِيعة مَورِدُ الإبلِ على الماءِ الجاري. (س) وفيه <فأشْرَعَ ناقَته> أي أدخَلها في شَرِيعة الماء. يقال شَرعت الدوابُ في الماء تشرَع شرْعا وشُرُوعا إذا دخلت فيه. وشَرَّعْتُها أنا، وأشْرَعْتها تَشْرِيعا وإشْرَاعا. وشَرَع في الأمر والحديث: خاَضَ فيهما. (ه) ومنه حديث علي <إنَّ أهونَ السَّقْي التَّشريعُ> هو إيرادُ أصحاب الإبل إبَلهم شَريعة لا يحْتاجُ معها إلى الاسْتِقاءِ من البئْرِ. وقيل معناه إنَّ سَقْىَ الإبل هو أن تُورَد شريعةَ الماء أوّلا ثُمَّ يُستَقى لها، يقول: فإذا اقْتَصر على أن يُوصِلَها إلى الشَّريعة ويتركَها فلا يستَقى لها فإن هذا أهونُ السَّقي وأسْهلهُ مَقْدُورٌ عليه لكلِّ أحدٍ، وإنما السَّقْى التَّام أن تَروِيهاَ. (س) وفي حديث الوضوء <حتى أشْرَع في العَضُد> أي أدخَله في الغسْل وأوْصَل الماءَ إليه. (س) وفيه <كانت الأبوابُ شارِعةً إلى المسجد> أي مفتوحةً إليه. يقال شرَعْتُ البابَ إلى الطَّريق: أي أنْفَذْتُه إليه. (س) وفيه <قال رجل: إني أُحبُّ الجَمَال حتى في شِرْعِ نَعْلي> أي شِرَاكها، تشبيه بالشِّرْع وهو وتَرُ العُود؛ لأنه ممتدٌّ على وجْه النَّعْل كامْتدادِ الوتَرِ على العُود. والشِّرْعةُ أخصُّ منه، وجمعُها: شِرَع. (س) وفي حديث صُوَرِ الأنبياء عليهم السلام <شِرَاع الأنفِ> أي مُمْتدُّ الأنف طويلُه. (س) وفي حديث أبي موسى <بَيْناَ نحن نسِير في البَحْر والريحُ طيبةٌ والشِّرَاعُ مرفوعٌ> شِراعُ السفينة بالكسر: ما يُرفَع فوقها من ثوب لتَدخُل فيه الريحُ فتُجْرِيهاَ. وفيه <أنتم فيه شَرْعٌ سواءٌ> أي مُتَساوُون لا فَضْل لأحدكم فيه على الآخر، وهو مصدرٌ بفتح الرَّاء وسُكُونها، يَسْتَوى فيه الواحدُ والاثْنان والجمع، والمّذَكر والمؤنث. (ه) وفي حديث علي: شرْعُك ما بلَّغَك المَحَلاَّ * أي حسبُك وكافِيكَ. وهو مَثَل يُضْرَب في التَّبليغ (كذا في الأصل وفي أ واللسان والدر النثير. والذي في الصحاح والقاموس وشرحه: التبلّغ) باليَسير. ومنه حديث ابن مُغَفَّل <سأله غَزْوان عمَّا حُرِّم من الشَّراب فعرَّفه، قال فقلت: شَرْعى أي حَسْبى. {شرف} (س) فيه <لا يَنْتَهبُ نُهْبَةً ذَاتَ شَرَف وهو مؤمنٌ> أي ذاتَ قَدْر وقِيمة ورفعة يَرْفعُ الناسً أبصارَهُم للنَّظر إليها، ويستَشْرِفُونَها. (ه) ومنه الحديث <كان أبو طلحة حَسَن الرَّمى، فكان إذا رَمَى اسْتَشْرَفَه النبي صلى اللّه عليه وسلم لينظر إلى مَواقِع نَبْله> أي يُحَقَّق نظره ويطَّلِع عليه. وأصل الاسْتْشراف: أن تضَع يدَك على حاجِبك وتنظر، كالذي يستَظِلُّ من الشمس حتى يَستَبين الشيء. وأصلُه من الشرَف: العُلُوّ، كأنه ينظرُ إليه من موضع مُرْتَفِع فيكون أكثر لإدْراكِه. (ه) ومنه حديث الأضاحي <أُمِرْنا أن نَسْتَشْرِف العَينَ والأذُن> أي نَتأمَّل سًلاَمَتهما من آفة تكون بهما. وقيل هو من الشُّرْفَة، وهي خيارُ المال. أي أُمِرْنا أن نتخيَّرها. (ه) ومن الأوّل حديث أبي عبيدة <قال لعُمَر لمَّا قدِم الشامَ وخرج أهلُه يستقبلونه: ما يَسُرُّني أن أهل البَلَد استَشْرَفُوك> أي خرجْوا إلى لِقاَئِك. وإِنما قال له ذلك لأن عُمَر رضي اللّه عنه لما قَدِم الشام ما تَزَيَّا بِزِىّ الأمَراء، فَخشِى أن لا يَسْتَعظِمُوه. (ه) ومنه حديث الفتَن <من تَشرَّفَ لها استَشْرَفَت له> أي من تطلَّع إليها وتعرَّض لها واتَتْه فوقَعَ فيها. (ه) ومنه الحديث <لا تَتشرَّفوا للبْلاءِ> أي لا تَتطلَّعوا إِليه وتَتوقَّعُوه. (ه) ومنه الحديث <ما جاءَك من هذَا المال وأنتَ غيرُ مُشْرِف له فُخْذه> يقال أشْرَفْت الشيءَ أي عَلَوتُه. وأشْرفْتُ عليه: اطَّلعْتُ عليه من فَوق. أراد ما جاءَك منه وأنتَ غيرُ متطلّع إليه ولا طامع فيه. ومنه الحديث <لا تَشرَّفْ يُصِبْك سهم> اي لا تَتَشَرَّفْ من أعْلى الموضِع. وقد تكرر في الحديث. (ه) وفيه <حتى إذا شاَرَفَتِ انقضاء عِدَّتها> أي قَرُبت منها وأشْرَفَت عليها. (ه) وفي حديث ابن زِمْل <وإذا أمام ذلك ناقةٌ عَجْفاءُ شارِفٌ> الشارفُ: الناقة المُسِنَّة (زاد الهروي: وكذلك الناب، ولا يقالان للذكر). (ه) ومنه حديث عليّ وحمزة رضي اللّه عنهما: ألاَ يا حَمزُ للشُّرُفِ النِّواءِ * وهُنَّ مُعقَّلات بالفِناء. هي جمعُ شاَرِف، وتُضم راؤُها وتُسكَّن تخفيفا. ويُرْوى <ذّا الشرَف النِّواء> بفتح الشين والراء: أي ذا العلاء والرِّفْعة. (ه) ومنه الحديث <تخْرُج بكم الشُّرْف الجُونُ، قيل يا رسول اللّه: وما الشُّرْفُ الجون؟ فقال: فِتَن كقِطَع الليل المُظْلِم> شَبَّه الفِتَن في اتِّصالها وامتِدَادِ أوقاتِها بالنُّوق المُسِنة السُّود، هكذا يروى بسكون الراء، وهو جمع قليل في جَمْع فاعِل، لم يَرِد إلا في أسْماَء مَعْدُودة. قالوا: بازِلٌ وبُزْل، وهو في المُعْتلّ العين كثيرٌ نحِو عاَئِذ وعُوْذ، ويُرْوى هذا الحديث باقاف وسيجىء. (ه) وفي حديث سَطِيح <يَسْكُن مشاَرِفَ الشامِ> المشارفُ: القُرَى التي تَقْرُب من المُدُن. وقيل القُرَى التي بين بلاد الريف وجزيرة العرب. قيل لها ذلك لأنها أشرَفَت على السَّواد. وفي حديث ابن مسعود <يُوشِك أن لا يكونَ بين شَرَاف وأرضِ كذا جَمَّاءُ ولا ذاتُ قَرْن> شَراف: موضع. وقيل ماءٌ لبَنِي أسَد. وفيه <أنَّ عُمر حَمى الشَّرَف والرَّبَذَة> كذا روى بالشينَ وفتح الراء. وبعضُهم يَرْويه بالمهملة وكسر الراء. ومنه الحديث <ما أحِبُّ أن أنفُخَ في الصلاة وأن لي مَمَرَّ الشرَف>. (س) وفي حديث الخيل <فاستَنَّت شَرَفا أو شرَفين> أي عَدَت شَوْطاً أو شَوْطَين. (ه) وفي حديث ابن عباس <أُمِرْنا أن نَبْنِنَى المَدَائنَ شُرَفاً والمساجدَ جُمّاً> الشُّرَف التي طُوِّلت أبنِيَتُها بالشُّرَف، واحدتها شُرْفة. (س) وفي حديث عائشة <أنها سُئِلَت عن الخِماَر يُصْبَغ بالشَّرف فلم تَرَ بِه بأساً> الشرفُ: شجر أحمرُ يُصْبَغ به الثِّياب. (ه) وفي حديث الشَّعْبىّ <قيل للأعمش: لِمَ لَم تستَكْثِرْ من الشعْبى؟ فقال: كان يحتَقِرُني، كنت آتِيه مع إبراهيم فيُرَحِّبُ به ويقول: لي: اقْعُد ثَمَّ أيُّها العبْد، ثم يقول: لا نَرْفَعُ العَبْدَ فوقَ سُنَّتِيه ** ما دامَ فِيناَ بأرْضِناَ شرَفُ أي شرِيف. يقال هو شرَفُ قومه وكَرَمُهم: أي شريفهُم وكريمهم. {شرق} (ه) في حديث الحج ذكر <أيام التَّشْرِيق في غَير مَوضِع> وهي ثلاثةُ أيام تَليِ عِيدَ النحر، سُمِّيت بذلك من تْشرِيق اللّحم، وهو تَقديدُه وبَسْطه في الشمس ليَجِفّ، لأنَّ لُحوم الأضاَحِى كانت تُشرَّق فيها بمنٌى. وقيل سُمِّيت به لأن الهَدْي والضَّحايا لا تُنحَرُ حتى تَشرُق الشمس: أي تَطْلُع. (ه) وفيه <أن المْشركين كانوا يقولون: أشرِق ثَبِير كيما نُغيِر> ثَبير: جَبَل بمنىً، أي ادْخُل أيها الجَبَل في الشروق، وهو ضوءُ الشمس. كيما نُغير: أي ندفع للنَّحر. وذكر بعضهم أن أيام التشريق بهذا سميت. وفيه <من ذَبح قبل التشريق فليُعِد> أي قبل أن يُصَلِّىَ صلاةَ العيدِ، وهو من شرُوق الشمس لأن ذلك وقتها. (ه) ومنه حديث علي <لا جُمْعة ولا تشريق إلاَّ في مِصْرٍ جامع> أراد صلاةَ العِيدِ. ويقال لموضعها المُشَرَّق. (س) ومنه حديث مسروق <انطَلِقْ بنا إلى مُشَرَّقكم> يعني المُصَلَّى. وسأل أعرابي رجُلا فقال: أين مَنْزِل المُشَرَّق، يعني الذي يُصَلَّي فيه العيد. ويقال لَمسْجد الخَيْف المُشَرّق، وكذلك لسُوق الطائف. وفي حديث ابن عباس <نَهى عن الصلاة بعد الصبح حتى تَشرُق الشمس> يقال شرَقت الشمس إذا طلعت، وأشرَقَت إذا أضاءَت. فإن أراد في الحديث الطلوع فقد جاء في حديث آخر حتى تطلُع الشمس، وإن أراد الإضاءةً فقد جاءَ في حديث آخر حتى تَرتَفِع الشمسُ، والإضاءةُ مع الارتفاع. (ه) وفيه <كأنهما ظُلَّتان سَوْدَاوَان بَيْنَهما شرْق> الشَّرْق ها هنا: الضَّوءُ، وهو الشمس، والشَّقُّ أيضا. [ه] وفي حديث ابن عباس <في السماء بابٌ للتَّوبة يقال له المِشرِيق، وقد رُدَّ حتى ما بقى إلا شرْقةُ> أي الضوءُ الذي يَدْخُل من شقِّ الباب. (ه) ومنه حديث وَهْب <إذا كان الرجُل لا يُنْكرُ عَمَل السُّوء على أهْله جاء طائرٌ يقال له القَرْقَفَنَّةُ فيقع مِشْرِيق بابه فيمكثُ أربعينَ يوما، فإن أنكَر طارَ، وإن لم يُنْكر مَسح بجَناَحَيه على عَينَيه فصار قُنْذُعاً ديُّوثا>. (س) وفيه <لا تَسْتَقْبلوا القِبلةَ ولا تَستَدبرُوها، ولكن شَرِّقوا أو غَرِّبوا> هذا أمرٌ لأهل المدينة ومن كانت قِبْلتُه على ذلك السَّمْت ممَّن هُو في جِهَتَى الشَّمال والجَنُوب، فأمَّا مَن كانت قِبْلته في جهة الشَّرق أو الغَرْب، فلا يجوز له أن يُشرِّق ولا يُغرِّب، إنما يَجْتَنِب أو يَشْتمِل. وفيه <أناَخَتْ بكم الشُّرُق الجُونُ> يعني الفِتَن التي تجىء من جهَةِ المَشْرِق، جمع شاَرِق. ويُروى بالفاء. وقد تقدَّم. (ه) وفيه <أنه ذكر الدنيا فقال: إنما بقى منها كشَرَق الموتى> له معنيان: أحدُهما أنه أرادَ به آخِرَ النهار؛ لأن الشمسَ في ذلك الوقت إنما تلبث قليلا ثم تَغِيب، فشبَّه ما بَقِىَ من الدنيا ببقاءِ الشَّمس تلك الساعة، والآخَرُ من قولهم شَرِق الميِّت بريقه إذا غَصَّ به، فشبه قِلَّة ما بقى من الدنياَ بما بقى من حيَاةِ الشَّرِق بريقِه إلى أن تخرج نفْسُه. وسُئل الحسنُ بن محمد بن الحنفية عنه فقال: ألم تَر إلى الشمس إذا ارْتَفَعت عن الحيطان فصارَت بين القُبُور كأنها لُجَّة، فذلك شَرَق الموتى. يقال شَرِقت الشمسُ شَرَقا إذا ضَعُفَ ضوءها (قال الهروي: وهذا وجه ثالث). (ه) ومنه حديث ابن مسعود <ستُدرِكُون أقواماً يُؤَخِّرون الصلاة إلى شَرَق الموتَى>. (ه) وفيه <أنه قرأَ سُورَة المُؤْمِنين في الصَّلاة، فلما أتى على ذِكْرِ عيسى وأمِّه أخَذَته شرْقة فركَعَ> الشَّرْقة: المرَّة من الشَّرَق: أي شَرِق بدَمْعه فعَيِىَ بالقراءة. وقيل أرادَ أنه شرِق بريقه فتَرك القِراءة وركع. ومنه الحديث <الحَرَق والشَّرَق شهادةٌ> هو الذي يَشرَق بالماء فيموت. ومنه الحديث <لا تأكل الشَّرِيقَةَ فإِنها ذَبيحةُ الشيطان> فَعِيله بمعنى مَفعولة. (ه) ومنه حديث ابن أبىّ <اصطَلحوا على أن يُعصِّبُوه فشَرِق بذلك> أي غَصَّ به. وهو مجاز فيما نالَ من أمْرِ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وحَلَّ به، حتى كأنه شيء لم يَقْدِر على إساغَتِه وابتلاعِه فغصَّ به. (ه) وفيه <نَهى أن يُضحَّى بشَرْقاء> هي المشْقوقةُ الأذُن باثْنَتَين. شَرَق أذُنَها يَشرُقها شَرْقا إذا شقَّها. واسْم السِّمَة الشَّرَقة بالتحريك. وفي حديث عمر <قال في النَّاقة المُنكَسِرة: ولا هي بفَقِىءٍ فتشرَق عُروقُها> أي تَمْتَلِىء دماً من مَرضٍ يَعْرِض لها في جَوفِها. يقال شرِق الدم بجسده شرَقا إذا ظَهَر ولَم يَسِل. (س) ومنه حديث ابن عمر <أنه كان يُخْرِج يَدَيه في السْجود وهما مُتَفلِّقتَان قد شرِق بينهما الدَّم>. (س) ومنه حديث عِكْرمة <رأيتُ ابْنَينِ لساَلمٍ عليهما ثِيابٌ مُشْرَقة> أي مُحمرّة. يقال شرِق الشيء إذا اشتدَّت حُمْرَته، وأشرَقْته بالصِّبغ إذا بالَغْتَ في حُمْرته. (س) ومنه حديث الشَّعْبي <سُئل عن رجلٍ لَطَم عين آخر فشرِقَت بالدم ولَمَّا يَذْهبْ ضَوْءها، فقال: لها أمْرُها حتى إذا ما تَبَوَّأَتْ ** بأخْفافها مَأْوًى تَبَوَّاَ مَضْجَعا الضميرُ في لهاَ للإْبل يُهْمِلُها الراعي، حتى إذا جاءْت إلى الموضِع الذي أعْجَبَها فأقامت فيه مالْ الراعي إلى مَضْجَعِه. ضربه مَثَلا للعين: أي لا يُحْكَم فيها بشيءٍ حتى تأتي على آخِر أمْرِها وما تَؤُول إليه، فمعنى شرِقت بالدم: أي ظَهَرَ فيها ولم يَجْر منها. {شرك} (س) فيه <الشِّرك أخْفى في أمَّتي (في الأصل: في أمتي أخفي. والمثبت من أ واللسان وتاج العروس) من دَبِيب النَّمل> يريد به الرِّياءَ في العَمَل، فكأنه أشْرَك في عَمَله غَيرَ اللّه. ومنه قوله تعالى <ولا يُشْرِكْ بعبادةِ ربِّه أحدا> يقال شَرِكْتُه في الأمر أشْرَكُه شِرْكة، والاسمُ الشِّرك. وشاَرَكْته إذا صِرْت شَرِيكه. وقد أشْرك باللّه فهو مُشْرِك إذا جعل له شريكا. والشِّرك: الكُفر. (س) ومنه الحديث <من حَلف بغير اللّه فقد أشْرَك> حيث جعل ما لاَ يحْلفُ به مَحلُوفا به كاسم اللّه الذي يكونُ به القَسَم. (س) ومنه الحديث <الطِّيَرة شِرْك، ولكنَّ اللّه يُذْهبُه بالتَّوَكل> جَعَل التطَيُّر شِرْكا باللّه في اعتقادِ جَلْب النَّفع ودفْع الضَّرَر، وليس الكُفَر باللّه؛ لأنه لو كان كُفْراً لما ذهب بالتَّوَكل. وفيه <من أعْتَق شِرْكاً له في عبد> أي حِصَّة ونصيباً. (ه) وحديث مُعاَذ <أنه أجازَ بين أهلِ اليمنِ الشِّرْك> أي الاشتراك في الأرض، وهو أن يدفعها صاحبُها إلى آخر بالنِّصف أو الثلث أو نحو ذلك. (ه) وحديث عمر بن عبد العزيز رضي اللّه عنه <إِنَّ شِرْك الأرضِ جائزٌ>. ومنه الحديث <أعوذُ بك من شَرِّ الشيطان وشِرْكِه> أي ما يَدْعو إليه ويُوَسْوِسُ به من الإشْرَاك باللّه تعالى. ويُرْوى بفتح الشين والراء: أي حَباَئِله ومَصاَيده. واحدها شَرَكة. (س) ومنه حديث عمر <كالطَّير الحَذِرِ يَرَى أن له في كُلِّ طريق شَرَكا>. وفيه <النَّاسُ شُرَكاء في ثلاث: الماء والكَللأ والنَّارِ> أرادَ بالماءِ ماءَ السَّماء والعُيون والأنهارِ الذي لا ماَلِك له، وأراد بالكَلأ المباح الذي لا يَخْتَصُّ بأحد، وأراد بالنار الشجر الذي يَحْتَطِبه الناس من المباح فيُوقِدُونه. وذهب قومٌ إلى أن الماء لا يُمْلَك ولا يصح بَيْعُه مُطلقا. وذهب آخرُون إلى العمل بظاهر الحديث في الثلاثة. والصحيحُ الأوّلُ. وفي حديث تَلْبية الجاهلية <لَبَّيك لا شريك لك، إِلاَّ شريكٌ هُوَ لك، تَمْلِكه وما مَلَك> يَعُنون بالشَّريك الصَّنَمَ، يُريدون أن الصَّنم وما يَملِكه ويَختصُّ به من الآلاتِ التي تكون عنده وحوله والنُّذورِ التي كانوا يتقرَّبون بها إليه مِلكٌ للّه تعالى، فذلك معنى قولهم: تَملِكه وما مَلَك. (س) وفيه <أنه صَلَّى الظهْر حين زالت الشمسُ وكان الفَىءُ بقَدْر الشِّرَاك> الشراك: أحد سُيور النَّعل التي تكونُ على وجْهِها، وقدرُه ها هنا ليس على معنى التَّحديد، ولكن زَوالُ الشمس لا يبين إلاَّ بأقل ما يُرَى من الظِّل، وكان حينئذ بمكة هذا القَدْرَ. والظّلُّ يختلف باختلاف الأزْمِنة والأمكنة، وإنما يَتَبيَّن ذلك في مِثل مكة من البلادِ التي يَقِلُّ فيها الظِّل. فإذا كان أطول النهار واسْتَوتِ الشمسُ فوق الكعبة لم يُرَ لِشَىء من جوانبها ظلٌّ، فكلُّ بلد يكون أقرب إلى خَطّ الأسْتواءِ ومُعَدّل (في اللسان <مُعْتَدَل> ) النهارِ يكون الظِّلُّ فيه أقْصر. وكل ما بَعُد عنهما إلى جهة الشمال يكون الظِّل [فيه (زيادة من أ واللسان)] أطْوَل. [ه] وفي حديث أم مَعْبد: تَشاَركْن هَزْلَى مُخُّهنَّ قَليلُ * أي عَمَّهنَّ الهُزَال، فاشْتَركن فيه (انظر <سوك> فيما سبق). {شرم} (ه) في حديث ابن عمر <أنه اشترى ناقةً فرأى بها تَشْريمَ الظِّئاَرِ فردَّها> التَّشْريم: التَّشقيقُ. وتشرَّم الجلْدُ إذا تشقَّق وتمزَّق. وتَشْرِيمُ الظّئارِ: هو أن تُعْطَف الناقة على غير ولدها. وسيجيء بيانُه في الظاء. (ه) ومنه حديث كعب <أنه أَتى عُمَرَ بكتابٍ قد تشرَّمَت نواحيه، فيه التوراةُ>. [ه] ومنه الحديث <أن أبْرَهة جاءه حجر فشَرَم أنفَه فسُمِّى الأشْرَم>. {شرا} (ه) في حديث السائب <كان النبي صلى اللّه عليه وسلم شَرِيكى، فكان خيرَ شريك لا يُشاَرِى، ولا يُمارِى، ولا يُدَارى> المُشاراةُ: المُلاجَّة. وقد شَرِى واسْتَشْرى إذا لَجَّ في الأمْر. وقيل لا يُشارِى من الشَّرِّ: أي لا يُشارِرهُ، فَقَلب إحدى الرَّاءيْن ياء. والأوّل الوجْهُ. (س) ومنه الحديث الآخر <لا تُشارِ أخاك> في إحدى الرِّوايتين. (ه) ومنه حديث المبعث <فشَرِىَ الأمر بينه الكُفَّارِ حين سَبَّ آلِتَهُم> أي عَظُمَ وتَفاقَم ولَجُّوا فيه. (ه) والحديث الآخر <حتى شَرِىَ أمْرُهُما>. وحديث أمّ زرع <رَكب شَرِيّاً> أي ركب فَرساً يَسْتَشْرى في سَيْره، يعني يَلِجُّ ويَجدّ. وقيل الشَّرىّ: الفائق الخِيارُ. (ه) ومنه حديث عائشة تَصِف أباها <ثم اسْتَشْرَى في دينه> أي جَدَّ وقَوىَ واهتمَّ به. وقيل هو من شَرِى البَرقُ واستشرى إذا تتابَع لَمعاَنُه (في الأصل: <إذا تتابع في لمعانه> وأسقطنا <في> حيث لم ترد في أ واللسان والهروي). وفي حديث الزبير <قال لابنه عبدِ اللّه: واللّهِ لا أشْرِى عَمَلى بشيءٍ، ولَلدُّنيا أهونُ عليَّ من مِنْحَةٍ ساحَّةٍ> لا أشْرِي: أي لا أبِيعُ. يقال شَرَى بمعنى باع واشترى. (س) ومنه حديث ابن عمر <أنه جمع بَنِيه حين أشْرِى أهلُ المدينةِ مع ابن الزُّبير وخلعُوا بَيعَة يزيد> أي صاروا كالشُّرَاة في فْعلهم، وهم الخوارج وخُرُوجهم عن طاعة الإمام. وإنما لَزِمَهم هذا اللَّقبُ لأنهم زعموا أنهم شَرَوْا دُنْياهم بالآخرةِ: أي باعوها. والشُّراة جمع شارٍ. ويجوز أن يكون من المُشارَّة: المُلاجَّة. (س) وفي حديث أنس في قوله تعالى <ومَثَلُ كلمةٍ خَبيثة كشجَرة خَبِيثَة> قال: هو الشَّرْيان. قال الزمخشري: الشَّرْيانُ والشَّرْىُ: الحنْظَل: وقيل هو ورَقة، ونحوُهما الرَّهْوَان والرَّهوُ، للمطمئنّ من الأرض، الواحدُ شَرْيَة. وأما الِشَّرْيانُ - بالكسر والفتح - فشجر يُعْمل منه القِسِىُّ، الواحِدةُ شِرْيانة. ومن الأوّل حديثْ لقيط <ثم أشرَفَت عليها وهي شَرْية واحدة> هكذا رواه بعضُهم. أرادَ أنَّ الأرضَ اخضَرَّت بالنَّبات، فكأنَّها حنظلة واحدة. والرِّوايةُ شَرْبة بالباء الموحدة. (س) وفي حديث ابن المسيّب <قال لرجُل: انْزِل أشْرَاءَ الحَرَم> أي نواحيَه وجَوانَبه، الواحد شَرًى. وفيه ذكْر <الشَّرَاة> وهو بفتح الشين: جَبَل شامخ من دون عُسْفان، وصُقْع بالشام قريبٌ من دِمَشْق كان يسكنه عليُّ بنُ عبد اللّه بن العباس وأولادُه إلى أن أتَتْهم الخلافة. وفي حديث عمر في الصَّدقة <فلا يأخذ إلاَّ تلك السِّنَّ من شَرْوَى إبلِه، أو قيمةَ عَدْلٍ> أي من مِثْل إبله. والشَّرْوَى: المَثْلُ. وهذا شَرْوَى هذا: أي مِثْله. ومنه حديث علىّ <ادفَعُوا شَرْواها من الغَنَم>. وحديث شريح <قَضَى في رجُل نَزَع في قوِس رجل فكسرَها، فقال: له شَروَاها> وكان يُضمّن القصَّار شَرْوَى الثوب الذي أهْلَكه. وحديث النخعي <في الرجل يَبيعُ الرجلَ ويشترط الخلاص قال: له الشَّرْوَى> أي المِثلُ. {شرب} [ه] فيه <وقد تَوَشَّح بشَزْبةٍ كانت معه> الشَزْبةُ من أسْماءِ القَوس، وهي التي ليست بجَدِيد ولا خَلَقٍ، كأنَّها التي شَزَب قَضِيبُها: أي ذَبَل. وهي الشَّزِيبُ أيضا (أنشد الهروي: لو كنتُ نَبْلٍ وذا شَزِيبِ ** ما خِفتُ شدّاتِ الخبيث الذِّيبِ). وفي حديث عمر <يَرْثِى عُرْوة بن مسعود الثَّقَفي: بالخَيلِ عاَبِسةً زُوراً مَناكِبُها ** تَعدُو شوازِبَ بالشُّعْثِ الصَّنادِيد الشوازِبُ: المُضَمَّرَاتُ، جمع شازِبٍ، ويُجمع على شُزَّب أيضا. {شزر} (س) في حديث علي <الْحَظُوا الشَّزِر واطعُنُوا الْيَسْرَ> الشزر: النظرُ عن اليمين والشِّمال، وليس بمُسْتَقيم الطَّريقة. وقيل هو النَّظر بمُؤْخِر العين، وأكثرُ ما يكون النَّظرُ الشزْرُ في حال الغضَب وإلى الأعْدَاءِ. ومنه حديث سليمان بن صُرَد <قال: بَلغَني عن أمير المؤمنين ذَرْوٌ تشَزَّر لِي به> أي تَغضَّبَ عليَّ فيه. هكذا جاء في روايةٍ. {شزن} * فيه <أنه قرأ سورة ص، فلما بلغ السَّجدة تَشزَّنَ الناسُ للسجود، فقال عليه السلامُ: إنما هي توبةُ نَبىّ، ولكنِّى رأيتكم تشزَّنتُم، فنَزلَ وسجد وسجدوا>. التّشَزُّن: التّأهُّب والتَّهيُّؤُ للشيء والاسْتِعْداد له، مأخوذ من عُرْضِ الشيء وجانبه، كأنَّ المُتَشَزِّن يَدَع الطُّمَأنينَة في جُلوسه ويقعُد مُسْتوْفزاً على جانب. ومنه حديث عائشة <أن عمر دخل على النَّبي صلى اللّه عليه وسلم يوماً فقطَّب وتشزَّن له>. أي تأهَّب. [ه] وحديث عثمان <قال لسَعدٍ وعمَّار رضي اللّه عنهما: ميعادُ كم يومُ كذا حتى أتَشزَّن> أي أسْتعِدّ للجواب. (ه) وحديث الخُدْري <أنه أتى جَناَزة، فلما رَآه القومُ تشزَّنوا ليُوسِّعُوا له>. (ه) وحديث ابن زياد <نِعْم الشيءُ الإمارةُ لولا قَعقَعَةُ البُرُد، والتَّشزُّن للخُطَب>. (ه) وحديث ظَبْيان <فترامَت مَذْحِجُ بأسنَّتِها وتشزَّنَت بأعنَّتِها>. (س) وفي حديث الذي اختطفته الجنُّ <كنت إذا هبطت شَزَناً أجدُه بين ثَنْدُوَتَىَّ> الشَّزَن بالتَّحريك: الغَليظُ من الأرض. (ه) وفي حديث لُقْمانَ بن عادٍ <وولاَّهُم شَزَنة> يُرْوى بفتح الشين والزاي، وبضمهما، وبضم الشين وسكون الزاي، وهي لُغات في الشِّدة والغِلظَة. وقيل هو الجانبُ: أي يُوَلى أعداءَه شِدَّته وبأسه، أو جانبه: أي إذا دَهَمَهم أمرٌ ولاَّهم جانبَه فحاطَهم بنَفْسه. يقال ولَّيته ظهري إذا جَعَله وراءه وأذخ يذُبُّ عنه. وفي حديث سَطِيح تَجُوبُ بي الأرضَ عَلَندَاةٌ شَزَنْ * أي تَمْشي من نَشاطِها على جانب. وشَزِن فُلان إذا نَشِ". والشزَن: النَّشاطُ. وقيل الشَّزَن: المُعْيَى من الحفاء.
|