الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: النهاية في غريب الحديث **
{شكر} * في أسماء الله تعالى <الشَّكُور> هو الذي يَزْكُو عنده القَلِيلُ من أعْمالِ العباد فيُضاَعف لهم الجَزَاء، فشكْرُه لعباده مَغْفِرتُه لهم. والشَّكُورُ من أبنية المُبالَغة. يقال: شكَرتُ لك، وشكَرْتك، والأوّل أفصَحُ، أشكُر شكْراً وشُكُورا فأنا شاَكِر وشَكُورٌ. والشُّكر مثل الحَمْد، إلاَّ أنَّ الحمدَ أعمُّ منه، فإنك تَحْمَد الإنسانَ على صِفاَته الجميلة، وعلى مَعْرُوفه، ولا تشكره إلاَّ على مَعْرُوفه دُون صِفاَتِه. والشكرُ: مُقابَلةُ النِّعمَة بالقَول والفِعل والنيَّة، فيُثْنِى على المُنْعم بلِسانه، ويُذِيب نَفْسه في طاعتِه، ويَعْتَقِد أنه مُولِيها، وهو من شَكِرَتِ الإبل تَشْكَر: إذا أصابت مَرْعى فسَمِنَت عليه. ومنه الحديث <لا يشكُرُ اللّهُ مَن لا يشكُرُ الناس> معناهُ أنَّ اللّه لا يقبَلُ شُكرَ العَبْد على إحسانِه إليه كَان العبدُ لا يشكُرُ إحسانَ الناسِ، ويَكْفُر مَعْرُوفَهم؛ لأتِّصاَلِ أحَدِ الأمْرَين بالآخر. وقيل: معناه أنَّ مَن كان من طَبْعه وعاَدِته كُفْرانُ نِعْمة الناس وتركُ الشُّكْر لهم كان من عادَتِه كُفرُ نِعْمة اللّه تعالى وتَركُ الشُّكر له. وقيل معناه أنَّ من لا يشكُر الناس كان كمن لا يشكُر اللّه وإنْ شَكَرَه، كما تقول لا يُحُّبني من لا يُحبُّك: أي أن محبَّتك مقرونةٌ بمحبَّتي، فمن أحبَّني يحبُّك، ومن لم يَحبَّك فكأنه لم يُحبَّني. وهذه الأقوالُ مبِنيةٌ على رَفْع اسم اللّه تعالى ونَصْبِه. وقد تكرر ذكر الشكر في الحديث. (ه) وفي حديث يأجوج ومأجوج <وإنَّ دوَابَّ الأرض تسْمَن وتَشْكَر شَكَراً من لحُومهم> أي تسمَن وتمْتلىء شحْما. يقال شكِرت الشاةُ بالكسر تَشْكَر شَكَراً بالتحريك إذا سَمِنَتْ وامْتلأَ ضَرْعُها لبَناً. (ه) وفي حديث عمر بن عبد العزيز <أنه قال لسَمِيرِهِ هلالِ بن سرَاج بن مُجَّاعة: هل بَقِىَ من كُهُول بني مُجَّاعة أحدٌ؟ قال: نعم؛ وشَكِيرٌ كَثير> أي ذُرِّية صِغاَر، شبَّههم بشكير الزرع، وهو ما ينبُتُ منه صِغاَرا في أصُول الكبار. (ه) وفيه <أنه نهى عن شَكْر البَغىّ> الشَّكْر بالفتح: الفَرْج (في اللسان: وقيل لحم الفرج) أراد ما تُعْطَى على وَطْئِها: أي نَهى عن ثَمن شَكْرها، فحذف المضاف، كقوله نَهى عن عَسْب الفحْل: أي عن ثَمن عَسْبه. (ه) ومنه حديث يحيى بن يَعْمَر <أَأنْ سألَتْك ثَمنَ شَكْرِها وشَبْرِك أنشأت تَطُلُّها>. (س) وفي حديث <فشَكَرتُ الشَّاةَ> أي أبدَلْتُ شَكْرها وهو الفَرْج. {شكس} [ه] في حديث على <فقال: أنتُم شُرَكاء مُتَشاكِسُون> أي مُخْتَلِفون مُتنازعون. {شكع} (ه) في حديث عمر <لما دنا من الشَّام ولَقِيَه الناسُ جَعَلوا يَتَراطَنُون فأشْكعَه، وقال لأسْلَم: إنهم لن يَرَوْا على صاحِبك بِزَّة قومٍ غضِبَ اللّه عليهم> الشَّكَع بالتحريك: شِدَّةُ الضَّجَر. يقال شَكِع، وأشكعَه غيرُه. وقيل معناه أغضبه. ومنه الحديث <أنه دخَل على عَبْد الرحمن بن سُهيَلٍ وهو يجودُ بنفسه، فإذا هو شَكِع البِزَّة> أي ضَجِرُ الهَيْئة والحالَة. {شكك} (ه) فيه <أنا أوْلَى بالشَّكِّ من إبراهيم> لمَّا نزلت <وإذْ قال إبراهيمُ رَبِّ أرِنِي كيف تُحْيِي الموتَى، قال أوَلَمْ تؤمن؟ قال: بلى ولكِنْ لِيَطْمئِنَّ قَلبي> قال قوم سمِعُوا الآية: شَكَّ إبراهيم ولم يَشُكَّ نبيُّنا صلى اللّه عليه وسلم. فقال رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم تَواضُعاً منه وتَقْديما لإِبْراهيم على نَفْسه <أنا أحَقُّ بالشَّكِّ من إبراهيمِ> أي أناَ لم أشُكَّ وأنا دُونه فكيف يَشُكُّ هو. وهذا كَحدِيثه الآخر <لا تُفَضِّلوني على يُونُس بن متَّى>. وفي حديث فِدَاء عيَّاش بن أبي ربيعة <فأبى النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم أن يَفْديَه إلاَّ بشِكَّةِ أبيه> أي بِسلاح أبيه جميعه. الشِّكة بالكسر: السلاحُ. ورجل شاكُّ السِّلاح وشاكٌّ في السِّلاح. (س) ومنه حديث مُحَلِّم بن جَثَّامَة <فقام رجل عليه شِكَّةٌ>. (س) وفي حديث الغامِديَّة <أنه أمَر بها فشُكَّت عليها ثِيابُها ثم رُجِمت> أي جُمِعت عليها ولُفَّت لئلا تَنْكَشِف، كأنها نُظِمَت وزُرَّت عليها بِشَوكة أو خِلال. وقيل معناه أرْسلت عليها ثيابُها. والشَكُّ: الاتِّصال والُّلصوقُ. (س) ومنه حديث الخدري <أنَّ رجُلا دخل بيتَه فوجد حيَّة فشَكَّها بالرُّمح> أي خَرَقها وانتظمَها به. وفي حديث علي رضي اللّه عنه <أنه خَطَبهم على مِنبر الكوفة وهو غير مَشكُوك> أي غير مشْدُود ولا مُثْبَت. ومنه قَصيدُ كعب بن زهير: بِيضٌ سَوابغُ قد شُكَّتْ لها حَلَقٌ ** كأنَّها حَلَقُ القَفْعاَءِ مَجْدُولُ ويُروى بالسين المهملة. من السَّكَكِ وهو الضِّيقُ. {شكل} (ه) في صفته عليه السلام <كان أشْكَلَ العَينَينِ> أي في بياَضِيهما شىءٌ من حُمْرة، وهو محمودٌ محبوبٌ. يقال ماء أشكَلُ، إذا خاَلطه الدَّمُ. (ه) ومنه حديث مقتل عُمَر رضي اللّه عنه <فخَرج النَّبيذُ مُشْكِلا> أي مُخْتلِطا بالدَّم غير صريح، وكل مُخْتلِطٍ مُشْكل. وفي وصية علي رضي اللّه عنه <وأن لا يَبيع من أولادِ نَخْل هذه القُرَى ودِيَّةً حتى يُشْكل أرْضُها غِرَاسا> أي حتى يكثَر غِرَاس النخل فيها، فيرَاها الناظرُ على غَير الصِّفة التي عرّفَها به فيُشكِل عليه أمرُها. (ه) وفيه <قال: فسألتُ أبي عن شَكْل النبي صلى اللّه عليه وسلم> أي عن مَذْهَبه وقَصْده. وقيل عما يُشاَكِل أفعالَه. والشِّكْل بالكسر: الدَّلُّ، وبالفتح: المِثْل والمذْهَب. ومنه الحديث <في تفْسير المرأة العَرِبَة أنها الشَّكِلةُ> بفتح الشين وكسر الكاف، وهي ذات الدَّلِّ. (ه س) وفيه <أنه كَره الشِّكاَل في الخَيل> هو أن تكون ثلاث قَوَائم منه مُحجَّلةً وواحدة مُطْلَقة، تشبيها بالشِّكال الذي تُشْكل به الخَيل؛ لأنه يكون في ثلاث قوائم غالباً. وقيل هو أن تكون الواحدة مُحجَّلة والثلاث مُطْلقة. وقيل هو أن تكون إِحْدَى يَدَيه وإحْدَى رِجْليه من خلافٍ مُحجَّلَتين. وإنما كَرِهه لأنه كالمشكول صُورة تَفؤُّلاً. ويمكن أن يكون جَرَّب ذلك الجنْس فلم يكن فيه نَجاَبة. وقيل إذا كانَ مع ذلك أغَرَّ زالَت الكراهة لِزَوال شِبْه الشِّكال. واللّه أعلم. (س) وفيه <أن ناضِحاً تَردَّى في بئر فذُكىّ من قِبَل شاكِلَته> أي خاَصِرته. (س) وفي حديث بعض التابعين <تفقَّدُوا الشَّاكِل في الطَّهارة> هو البياض الذي بين الصُّدْغ والأذُن. {شكم} (ه) فيه <أنه حَجَمه أبو طَيْبَة وقال لهم: اشكُمُوه> الشُّكم بالضم: الجزاء. يقال شكَمه يشْكُمُه. والشُّكْدُ: العَطاءُ بلا جزاءِ. وقيل هو مثْلُه، وأصلُه من شَكيمة اللِّجام، كأنها تُمْسِك فاهُ عن القول. (س) ومنه حديث عبد اللّه بن رباح <أنه قال للرَّاهب: إنِّي صائمٌ، فقال: ألا أشْكُمُك على صَوْمِك شُكْمةً! تُوضعُ يوم القيامِة مائدةٌ، وأوّل من يأكلُ منها الصَّائمون> أي ألا أبَشِّرُك بما تُعْطَى على صومِك. (ه) وفي حديث عائشة رضي اللّه عنها تصِف أباها <فما بَرِحَت شَكيمته في ذات اللّه> أي شِدَّةُ نَفْسه. يقال فلانٌ شديدُ الشَّكيمةِ إذا كان عزيز النفس أبِيّاً قَوِيّاً، وأصله من شكيمة اللِّحام فإن قُوَّتها تدَلُّ على قُوَّةِ الفَرس. {شكا} (ه) فيه <شَكَونا إلى رسولِ اللّه صلى اللّه عليه وسلم حَرَّ الرَّمضاءِ فلم يُشْكِنا> أي شُكَوْا إليه حَرَّ الشمس وما يُصِيب أقْدامَهم منه إذا خَرَجوا إلى صلاة الظُّهر، وسألُوه تأخيرَها قليلا فلم يُشْكِهِم: أي لم يُجِبْهم إلى ذلك، ولم يُزِل شكْوَاهم. يقال أشْكَيت الرجُلَ إذا أزَلْتَ شَكْوَاه، وإذا حَملتَه على الشَّكْوى. وهذا الحديث يُذْكر في مواقِيت الصَّلاة، لأجل قول أبي إسحق أحَدٍ رُوَاتِه. وقيل له في تَعْجِيلها، فقال: نَعَم. والفُقهاءُ يذكرونَهُ في السُّجُود، فإنَّهم كانوا يضَعُون أطرافَ ثِيابِهم تحت جِباَهِهم في السُّجُود من شدِةَّ الحرِّ، فنُهُوا عن ذلك، وأنَّهم لمَّا شَكَوْا إليه ما يَجِدُون من ذلك لم يَفْسَحْ لهم أن يسجدوا على طَرَف ثِيابِهِم. وفي حديث ضَبَّة بن مَحْصَنٍ <قال: شاكَيْتُ أبا موسى في بعض ما يُشاَكِي الرجُلُ أميرَه> هو فاعَلْتُ، من الشَّكْوَى، وهو أن تُخْبِر عن مكرُوهٍ أصابَك. (ه) وفي حديث ابن الزبير <لما قيل له يا ابنَ ذَاتِ النِّطاَقين أنشد: وتلك شَكاَةٌ ظاهرٌ عنك عارُها (صدره: وعيَّرَها الوَاشُونَ أني أحبُّهاَ * وهو لأبي ذؤيب (ديوان الهذليين القسم الأول ص 21 ط دار الكتب> * الشَّكاة: الذَّمُّ والعَيبُ، وهي في غير هذا المَرضُ. (س) ومنه حديث عمر بن حُرَيثٍ <أنه دَخَل على الحَسَن في شَكْوٍ له> الشَّكْوُ، والشَّكْوَى، والشّكاة، والشِّكايةُ: المرضُ. (س) وفي حديث عبدِ اللّه بن عمر <كان له شَكْوةٌ يَنْقَعُ فيها زّبِيباً> الشَّكْوةُ: وِعاَء كالدَّلْو أو القِرْبة الصَّغِيرة، وجَمعُها شُكىً. وقيل جلدُ السَّخْلة ما دامَت تَرضَع شَكْوة، فإذا فُطمَت فهو البَدْرة، فإذا أجْذَعت فهو السِّقاء. (س) ومنه حديث الحجاج <تَشَكَّي النِّساءُ> أي اتَّخَذْنَ الشُّكَي للَّبن. يقال شَكَّى، وتَشَكَّى، واشْتَكى إذا اتخَذَ شَكْوة. {شلح} (ه) فيه <الحارِبُ المُشَلِّح> هو الَّذي يُعرِّي الناسَ ثِياَبَهم، وهي لغةٌ سَواديَّة. كذا قال الهروي. ومنه حديث علي في وَصْف الشُّراة <خرجوا لُصُوصا مُشَلِّحين>. {شلشل} (ه) فيه <فإنه يأتي يوم القيامة، وجُرحُه يتَشَلْشَل> أي يتَقاَطَر دَماً. يقال شلْشَل الماءَ فتَشَلْشَل. {شلل} * فيه <وفي اليَد الشَّلاّء إذا قُطعت ثلثُ ديَتها> هي المُنْتشِرَة العَصَب التي لا تُوَاتي صاَحبَها على ما يُريد لِماَ بها من الآفة. يقال شَلَّت يدُه تشَلُّ شَللاً، ولا تَضَم الشين. ومنه الحديث <شَلَّت يدُه يوم أُحُد>. ومنه حديث بَيْعة علي <يَدٌ شَلاَّء وبيعة لا تَتم> يُريدُ يَدَ طلْحةَ، كانت أصيبت يدُّه يوم أُحُد، وهو أوّلُ من باَيَعه. {شلا} (ه) فيه <أنه قال لأبَىّ بن كعب في القوس التي أهْدَاها له الطُّفَيلُ بن عَمْرٍ وعلي إقرائِه القرآن: تَقَلَّدها شِلْوة من جهنَّم> ويروى <شلْوا من جهنم> أي قِطْعةً منها. والشَلْو: العُضْو. (ه) ومنه الحديث <ائْتِنِي بشِلْوها الأيْمَن> أي بعُضْوها الأيمَن، إمّا يَدِها أو رِجْلِها. ومنه حديث أبي رَجاءِ <لمَّا بَلغَنا أن النبي صلى اللّه عليه وسلم أخذَ في القَتْل هَرَبْناَ، فاسْتَثَرنا شلِو أرنبٍ دَفيناً> ويْجمع الشِّلوُ على أشْلٍ وأشْلاءِ. (س) فمن الأوّل حديث بكَّار <أنّ النبي صلى اللّه عليه وسلم مرَّ بقومٍ يَنالُون من الثَّمْد والحُلْقانِ وأشلٍ من لْحَم> أي قَطَعٍ من اللَّحْم، وَوَزْنه أفْعُل كأضْرُسٍ، فحذفت الضمة والواو استِثقالاً وأُلْحِق بالمَنْقُوص كما فُعِل بدَلْوٍ وأدْلٍ. (س) ومن الثاني حديث علي <وأشْلاء جامِعةً لأعْضائِها>. (س [ه]) وفي حديث عمر <أنه سأل جُبَير بن مُطْعِم ممَّن كان النُّعْمان بن المنذر؟ فقال: كان من أشْلاء قَنَصِ بن مَعَدٍّ> أي من بَقايا أولادِه، وكأنَّه من الشِّلْو: القِطعة من اللحم؛ لأنها بقية منه. قال الجوهري: يقال بنُو فلانٍ أشْلاءٌ في بني فُلانٍ: أي بَقايا فيهم. (ه) وفيه <اللِّصُّ إذا قُطِعَت يدُه سبَقَت إلى النَّار، فإن تابَ اشْتَلاها> أي اسْتَنْقَذها. ومعنى سَبْقِها: أنه بالسَّرِقة اسْتوجَبَ النَّارَ، فكانت من جُمْلة ما يدْخُل النَّارّ، فإذا قُطِعَت سَبَقَتْه إليها لأنَّها فارَقَتْه، فإذا تابَ اسْتَنْقَذَ بِنْيَتَه حتى يدَه. (ه) ومنه حديث مُطرِّفٍ <وجدْتُ العبْدَ بَين اللّه وبين الشيطان، فإن اسْتَشْلاه ربُّه نَجَّاه، وإن خَلاَّه والشيطانَ هَلَك> أي اسْتَنْقَذَه. يقال: اسْتَلاه واسْتَضْلاه إذا اسْتَنْقَذَه من الهَلَكة وأخذَه. وقيل هو من الدُّعاء. يقال: أشلَيْتُ الكَلْبَ وغيره، إذا دَعَوته إليكَ، أي إنْ أغاثَه اللّه ودَعاَه إليه أنقَذَه. (ه) وفيه <أنه عليه السلام قال في الوَرِكِ: ظاهِرُه نَساً وباطِنُه شَلاً> يريد لا لَحَم على باطِنِه، كأنه اشْتُلى ما فيه من اللَّحمِ: أي أُخِذَ. {شمت} * في حديث الدعاء <اللهم إني أعوذ بك من شَماَته الأعْداء> الشَّماتةُ: فرَحُ العَدُوِّ بِبَلِيَّة تَنْزل بمن يُعاَديه. يقال: شَمِت به يَشْمَت فهو شاَمِت، وأشْمَتَه غيره. (ه) ومنه الحديث <ولا تُطِع فيَّ عدُوّاً شامتا> أي لا تَفْعل بي ما يُحِبُّ، فتكون كأنَّك قد أطَعْتَه فِيَّ. (س) وفي حديث العُطاس <فشمَّت أحدَهما ولم يُشَمِّت الآخر> التشْمِيتُ بالشين والسِّين: الدُّعاءُ بالخَيْر والبَركةِ، والمُعْجَمَةُ أعْلاهُما. يقال شمَّت فلاناً، وشمَّت عليه تَشْميتا، فهو مُشَمِّت. واشتقاقُه من الشَّوامِت، وهي القوَائِم، كأنه دَعاَ للعاطِس بالثَّبات على طاعةِ اللّهِ تعالى. وقيل معناه: أبْعَدَك اللّهُ عن الشَّماتة، وجَنَّبك ما يُشْمَت به عليك. (ه) ومنه حديث زواج فاطمة رضي اللّه عنها <فأتاَهُما فدَعاَ لهُما وشمَّت عليهما ثُمَّ خَرَج>. {شمخ} (س) في حديث قُسّ <شامخُ الحسَب> الشامخ: العَالي، وقد شَمَح يشمَخُ شمُوخا. ومنه الحديث <فشمَخَ بأنْفه> أي ارْتَفع وتكَبَّر. وقد تكرَّر في الحديث. {شمر} (ه) في حديث عمر <لا يُقِرَّنَّ أحدٌ أنه يَطَأ جاريتَه إلاَّ ألْحِقْتُ به ولدَها، فمن شاء فليُمْسِكْها ومن شاء فليُشَمِّرها> التَّشمير: الإرْسالُ. قال أبو عبيد: هو في الحديث بالسين المُهملة، وهو بمعناه. وقد تقدّم. وفي حديث سَطِيح: شَمِّرْ فإنَّك ماضي الأمْرِ شِمِّيرُ * الشِّمِّير بالكسر والتشديد: من التَّشُّمر في الأمْر. والتَّشْمير: الهَمُّ، وهو الجِدُّ فيه والاجْتِهادُ. وفقِّيل من أبنية المُباَلغة. وفي حديث ابن عباس <فلم يَقْرَب الكعبة، ولكن شَمَّر إلى ذى المَجاَز> أي قَصَد وصمَّم وأرسَل إبله نحوها. (س) وفي حديث عُوج مع موسى عليه السلام <إنّ الهُدْهُد جاء بالشَّمُّور، فَجابَ الصخْرة على قَدْرِ رَأسِ إبْرة> قال الخطَّابي: لم أسمَع في الشَّمُّور شيئا أعتَمِدُه، وأرَاه الألْماسَ، يعني الذي يُثْقَب به الجَواهَر، وهو فَعُّول من الانشِمار، والاشتمار: المُضِىّ والنفُوذ. {شمرخ} (ه) فيه <خذوا عِثْكالاً فيه مائةُ شِمْرَاخ فاضربوه به> العِثْكال: العِذْق، وكل غًصْن من أغْصانه شِمْراخ، وهو الذي عليه البُسْر. {شمز} * فيه <سَيَلِيكُم أُمَراءُ تَقْشَعِرُّ الجُلُود، وتَشْمَئِزُّ منهم القُلوبْ> أي تَتَقبَّض وتجتَمع. وهمزتُه زائدةٌ. يقال اشْمَأزَّ يَشْمَئِز اشْمِئزَازاً. {شمس} (س) فيه <مالي أرَاكُم رافِعي أيْديكم في الصلاة كأنها أذنابُ خيلٍ شُمْس> هي جمع شَمُوس، وهو النَّفُور من الدَّوابِّ الذي لا يستَقِرّ لشَغَبه وحدَّته. {شمط} * في حديث أنس <لو شِئتُ أن أعُدّ شَمَطاتٍ كنّ في رأس رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فَعَلت> الشَّمَطُ: الشيبُ، والشَّمَطاَت: الشَّعَرات البيض التي كانت في شَعْر رأسِه، يُريد قِلَّتها. (س) وفي حديث أبي سُفيان: صَرِيحُ لُؤَىّ لا شَماَطِيطُ جُرْهُمِ * الشَّماطِيطُ: القِطَعُ المتَفرّقةُ، الواحد شِمْطاطٌ وشِمْطِيط. {شمع} (ه) فيه <من يَتَتَبَّعُ المَشْمَعة يُشَمِّعُ اللّهُ به> المَشْمعة: المُزَاحُ والضَّحِك. أراد من استَهْزَأَ بالناسِ جازَاه اللّهُ مُجازَاة فِعِله. وقيل أراد: من كان من شَأنِه العَبَث والاسْتِهزاءُ بالناس أصاَرَه اللّهُ إلى حالةٍ يُعْبث به ويُسْتهزأ منه فيها. (ه) ومنه حديث أبي هريرة <قلنا للنبي صلى اللّه عليه وسلم: إذا كُنَّا عندك رَقَّت قلوبُنا، وإذا فارَقْناَك شَمَعْنا أو شَمَمْنا النِّساء والأولادَ> أي لاعَبْناَ الأهلَ وعاشَرْناهُنَّ. والشِّماعُ: اللَّهوُ واللَّعِبُ. {شمعل} (س) في حديث صَفِيَّة أمّ الزبير <أقِطاً وتمْراً، أو مُشْمعِلاًّ صَقْراً، المُشْمعلّ: السريعُ الماضي. وناقةٌ مُشْمَعِلَّة: سرِيعةٌ. {شمل} (س) فيه <ولا تشْتَمل اشتمالَ اليَهُود> الاستمالُ: افْتِعاَلُ: افْتِعاَل من الشَّملة، وهو كِساَء يُتَغَطَّى به ويُتَلفَّف فيه، والمَنْهِىُّ عنه هو التَّجَلَّل بالثوب وإسْباَلُه من غير أن يَرْفع طَرَفه. [ه] ومنه الحديث <نهى عن اشتمال الصَّمَّاء>. (س) والحديث الآخر <لا يَضُرُّ أحدَكم إذا صلَّى في بيتْه شملاً> أي في ثَوبٍ واحد يَشْمله. وقد تكرر في الحديث. (ه) وفي حديث الدعاء <أسألك رحمةً تجْمع بها شَمْلي> الشَّمْل: الاجْتماع. (ه) وفيه <يُعْطَى صاحبُ القرآن الخُلْدَ بيميِنه والمُلْكَ بِشِماله> لم يُرِد أنّ شيئاً يُوضَع في يَدَيه، وإنما أرَادَ أنّ الخُلْد والمُلْكَ يُجْعَلان له، فلمَّا كانت اليدُ على الشىءِ سبَبَ المِلْكِ له والاستيلاء عليه استُعِير لذلك. (ه) وفي حديث علي رضي اللّه عنه <قال للأشعث بن قيس: إنّ أبا هذا كان يَنْسج الشمال بيمينهِ> وفي رواية <ينِسج الشِّمالَ بالْيَمِينِ> الشِّمالُ: جمعُ شَمْلة، وهو الكِساَء والمئزرُ يُتَّشح به. وقولُه الشِّمال بيمينه، من أحْسَن الألفاظِ وألطفها بَلاغةً وفصاحةً. وفي حديث مازن <بقَرْية يقال لها شَمائِل> يُروى بالشين والسِّين، وهي من أرض عُماَن. وفي قصيد كعب بن زهير: صاَفٍ بأبْطَحَ أضْحَى وهْو مَشْمولُ * أي مَاءٌ ضَرَبَتْه ريح الشَّمال. وفيه أيضا: وَعمُّها خالُها قَوْدَاء شِمْلِيلُ * الشِّمليل - بالكسر -: السريعةُ الخفيفةُ. {شمم} (س) في صفته صلى اللّه عليه وسلم <يَحْسِبُه مَن لم يتَأمَلْه أشَمَّ> الشَّمَم: ارتفاعُ قَصَبة الأنف واسْتَواء أعلاها وإشْرَاف الأرْنَبة قليلا. ومنه قصيد كعب: شُمُّ العَرَانينِ أبْطالٌ لَبُوسُهُمُ * شُمٌّ جَمعُ أشَمَّ، والعَرَانِين: الأنُوف، وهو كنايةٌ عن الرِّفعةِ والعُلُوّ وشَرَفِ الأنفُسِ. ومنه قولهم للمتَكَبِّر المُتَعالي: شَمَخَ بأنفه. (ه) وفي حديث علي حين أراد أن يبرُزَ لعمر بن عبد وُدٍّ <قال: أخرُج إليه فأُشاَمُّه قبل اللّقاء> أي أخْتَبِرهُ وأنظرُ ما عنده. يقال شامَمْتُ فُلاَنا إذا قارَبْتَه وتعَرَّفْت ما عنْدَه بالاخْتِبار والكَشْفِ، وهي مُفاَعَلة من الشمّش، كأنَّك تَشُمُّ ما عندَه، ويَشُمُّ ما عندك، لتَعْمَلا بمقتضى ذلك. ومنه قولهم <شامَمْناهُم ثم ناوَشْناَهم>. (ه) وفي حديث أمّ عطية <أشِمِّى ولا تَنْهكِي> شَبَّه القَطْع اليَسِير بإشْمامِ الرَّائحةِ، والنَّهْكَ بالمُبالَغةِ فيه: أي اقْطَعِي بعضَ النَّواةِ ولا تَسْتَأصِلِيها.
{شنأ} (ه) في حديث عائشة رضي اللّه عنها <عليكم بالمَشْنِيئة النَّافَعة التَّلْبِينِة> تَعني الحَساءَ، وهي مَفْعُولة، من شِنئْت: أي أبْغَضْت. وهذا البِناءُ شاذٌّ، فإن أصلَه مَشْنوءٌ بالواو، ولا يقال في مَقْروء ومَوطُوء: مَقْرِىٌّ ومَوْطِىٌّ، ووجهُهُ أنه لَمَّا خَفَّف الهمزةَ صارت ياءَ فقال مَشْنِىٌّ كَمرْضِىّ، فلما أعادَ الهمزةَ استضحب الحالَ المخففةَ. وقولها التَّلْبِينة: هي تفسيرٌ للمَشْيِنيئَةِ، وجَعَلتها بَغِيضَةً لكراهِتها. ومنه حديث أمّ مَعْبَد <لا تَشْنَؤُه من طول> كذا جاء في روايةٍ، أي لا يُبْغَض لفَرْط طُوله. ويُرْوى <لا يُتَشَنَّى من طُول> أبْدل من الهمزة ياء. يقال شَنِئته أشْنَؤه شَنْئاً وشَنَآنا. (س) ومنه حديث علي <ومُبْغِضٌ يَحْمله شَنَآني على أن يَبْهَتَني>. (س) وفي حديث كعب <يُوشك أن يُرْفَع عنكم الطاعونُ ويَفيضَ عليكم(كذا في الأصل. وفي أ: <منكم> وفي اللسان <فيكم> ) شَنَآنُ الشّتاء، قيل: وما شَنَآنُ الشّتاء؟ قال: بَرْدُه> استعار الشَّنآنَ للبَرْد لأنه يَفِيضُ في الشتاء. وقيل أرادَ بالبَرْد سُهولةَ الأمر والرَّاحَةَ؛ لأنّ العَرَب تَكْنى بالبرد عن الراحة، والمعنى: يُرْفع عنكم الطاعونُ والشّدَّةُ، ويَكثُر فيكم التَّباغُضُ، أو الدعةُ والراحةُ. {شنب} (س ه) في صفته صلى اللّه عليه وسلم <ضَليعُ الفَم أشْنَب> الشَّنَب: البياضُ والبَريقُ والتَّحديدُ في الأسنانِ. {شنج} * فيه <إذا شَخَص البَصرُ وتَشنَّجتِ الأصابعُ> أي انقَبَضَت وتَقَلَّصَت. (س) ومنه حديث الحسن <مَثَل الرَّحِم كَمَثل الشَّنَّة، إنْ صَبَبْت عليها ماء لانت وانْبَسطَت، وإن تَرَكْتها تَشَنَّجَت ويَبِسَت>. (س) وفي حديث مسْلمةَ <أمنعُ الناسَ من السَّراويل المُشَنَّجة> قيل هي الواسِعَة التي تَسْقُط على الخلفِ حتى تُغَطّىَ نصفَ القَدَم، كأنه أراد إذا كانت واسعةً طويلةً ولا تزَال تُرْفع فتَتَشَنَّج. {شنخب} (ه) في حديث علي <ذَوّات الشَّناَخيبِ الصُّمِّ> الشَّناخِيبُ: رُؤسُ الجِبالِ العاَليةِ، واحِدُها شُنْخُوب، والنَّون زائدةٌ. وذكرناها هنا للفظها. {شنخف} (س) في حديث عبد الملك <سلَّم عليه إبراهيمُ بن مُتَمِّم بن نُوَيرَة بصَوتٍ جَهْوَرِيّ فقال: إنّك لِشَنَّخْفٌ، فقال: إنِّي من قوم شِنَّخْفِين> الشِّنَّخْف: الطويلُ العظيمُ. هكذا رَواه الجماعةُ في الشِّين والخاء المُعْجَمَتين بوَزْن جِرْدَحْل. وذكره الهَرَوي في السِّين والحاء المهملتين. وقد تقدم. {شنذ} (ه) في حديث سعد بن معاذ <لمَّا حُكّم في بَني قُرَيْظة حَملوه على شَنَذَة من لِيفٍ> هي بالتحريك شِبه إكافٍ يُجْعل لمقدِّمَته حِنْوٌ. قال الخطَّابي: ولستِ أدري بأيّ لساَن هي. {شنر} (س[ه]) في حديث النَّخَعِيّ <كان ذلك شَناراً فيه نارٌ> الشَّنار: العيبُ والعَارُ. وقيل هو العيْبُ الذي فيه عارٌ. وقد تكرر في الحديث. {شنشن} (ه) في حديث عمر، قال لابن عباس رضي اللّه عنهما في كلام: <شِنْشِنَة أعْرِفُها من أخْزَم>. أي فيه شَبَهٌ من أبيه في الرَّأي والحَزْم والذَّكاء. الشّنْشِنَة: السَّجِيَّة والطَّبيعةُ. وقيل القِطْعةُ والمُضْغَةُ من اللَّحم. وهو مَثل. وأوّلُ من قاله أبو أخْزَم الطَّائي. وذلك أنّ أخزم كان عاقّاً لأبيه، فماتَ وتركَ بنين عَقُّوا جَدّهم وضَرَبُوه وأدْمَوْه فقال: إِنَّ بَنِىَّ زمَّلُوني بالدَّمِ ** شِنْشِنَةٌ أعْرِفُها من أخْزَمِ ويُروى نِشْنِشة، بتقديم النون. وسيذكر. {شنظر} (ه) في ذكر أهل النار <الشِّنْظيرُ الفَحَّاش> وهو السَّيِّىءُ الخُلُق. (ه) وفي حديث الحرب <ثم تكونُ جَرَاثيمُ ذاتُ شَناَظِيرَ> قال الهروي: هكذا الرواية، والصوابُ الشَّناَظِي جمع شُنْظُوة بالضم، وهي كالأنْف الخارِج من الجَبَل. {شنع} (ه) في حديث أبي ذر <وعنْدَه ارمأةٌ سوداءُ مُشَنَّعةٌ> أي قبيحةٌ. يقال مَنْظرْ شنِيعٌ وأشْنع ومُشَنَّع. {شنف} (ه) في إِسلام أبي ذر <فإنهم قد شَنِفُوا له> أي أبْغَضُوه. يقال شَنِفَ له شَنَفاً إذا أيغضه. ومنه حديث زيد بن عمرو بن نُفَيل <قال لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: مالي أرَى قومَك قد شَنِفُوا لك>. وفي حديث بعضهم <كنت أخْتلفُ إلى الضحَّاك وعلىَّ شَنْف ذَهَب فلا يَنْهاني> الشَّنْفُ من حُلِىّ الأُذن، وجمعهُ شُنوفٌ. وقيل هو ما يُعَلَّق في أعْلاَها. {شنق} (ه س) فيه <لا شِناق ولا شِغاَر> الشَّنَقُ - بالتحريك: ما بين الفَرِيضَتَين من كُلِّ ما تَجِب فيه الزكاةُ، وهو ما زَادَ على الإبل من الخَمْس إلى التِّسْع، وما زادَ منها العَشْر إلى أرْبع عشرة: أي لا يُؤْخذ منه شىءٌ فأُشْنِقَ إلى ما يليه مما أُخِذ منه: أي أُضِيف وجُمشع، فمعنى قوله لا شِناَق: أي لا يُشْنِقُ الرجلُ غَنَمه أو إبله إلى ماَلِ غيرهِ ليُبْطِل الصدقَةَ، يعني لا تَشاَنَقوا فتجمْعَوُا بين مُتَفَرِّق، وهو مِثْل قوله: لا خِلاَطَ. والعربُ تقول إذا وجَب على الرجل شاةٌ في خَمْس من الإبل: قد أشْنَق: أي وجب عليه شنَق، فلا يَزَال مُشْنِقاً إلى أن تبلُغ إبله خمسا وعشرين ففيها ابْنَة مَخاَض، وقد زال عنه اسمُ الإشْناق. ويقال له مُعْقِل: أي مؤدّ للعِقال مع ابنة المخاض، فإذا بَلَغت ستّاً وثلاثين إلى خَمْس وأرْبَعين فهو مُفْرِض: أي وجَبت في إبله الفَريضة. والشّناقُ: المشاركَةُ في الشَّنَق والشّنَقين، وهو ما بين الفَريضَتَين. ويقول بعضُهم لبَعْض: شاَنِقْني، أي اخْلط مالي وماَلَك لتَخِفَّ علينا الزكاة. وروى عن أحْمد بن حنبل أنّ الشَّنَق ما دُون الفريضة مطلقا، كما دون الأرْبَعين من الغنم (انظر اللسان (شنق) ففيه بسط لما أجمل المصنف). (ه) وفيه <أنه قاَمَ من الليل يُصَلِّي فَحَلَّ شِناَق القِرْبة> الشناقُ: الخَيط أو السَّير الذي تُعلَّق به القرْبة، والخَيْط الذي يُشَدُّ به فمُها. يقال شَنَق القِرْبة وأشْنَقَها إذا أوْكأَها، وإذا عَلَّقها. وفي حديث علي <إِنْ أشْنَق لها خَرَمَ> يقال شَنَقت البعير أشنُقُه شَنْقاً، وأشْنَقْتُه إشْناقاً إذا كَفَفْته بزماَمِه وأنت رَاكِبهُ: أي إن بالَغَ في إشْناقِها خَرَم أنْفَها. ويقال شَنق لها وأشْنَق لها. ومنه حديث جابر <فكان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أوّلَ طالع، فأشْرَعَ ناقَته فشَرِبت وشَنَق لها>. (ه) ومنه حديث طلحة <أنه أُنشِد قَصِيدةً وهو راكب بعيراً، فما زَالَ شانِقاً رأسه (أي: رأس البعير) حتى كُتِبَت له>. (س) ومنه حديث عمر <سأله رجُلٌ مُحْرِم فقال: عَنَّت لي عِكْرِشة فشَنَقْتها بِجَبُوبة> أي رَمَيتها حتى كفت عن العَدْوِ. (س) وفي حديث الحجاج ويزيد بن المهَلَّب: وفي الدِّرْع ضَخْمُ المَنكِبَين شَناَقُ * الشناق بالفتح (قال في القاموس: الشِّناق - ككتاب: الطويل؛ للمذكر والمؤنث والجمع): الطويل. (س) وفي قصة سليمان عليه السلام <احشُرُوا الطيرَ إلا الشَّنْقاَءَ> هي التي تَزُقُّ فرَاخها. {شنن} (ه) فيه <أنه أمر بالْماَء فَقُرّس في الشِّناَن> الشّنان: الأسْقِيَة الخلقَة، واحدُها شّنّ وشَنَّة، وهي أشدُّ تَبْريداً للْماء مِن الجُدُود. (س) ومنه حديث قيام الليل <فقام إلى شَنٍّ مُعَلَّقة> أي قِرْبة. والحديث الآخر <هل عندكم ماءٌ باتَ في شَنة> وقد تكرر ذكرها في الحديث. (ه) ومنه حديث ابن مسعود في صفة القرآن <لا يَتْفَهُ ولا يَتَشانُّ> أي لا يَخْلَق على كَثْرة الردّ(قال في الفائق 1/133: وقيل معنى التشان: الامتزاج بالباطل، من الشُّناَنَة وهي اللبن المذيق ا ه واللبن المذيق: هو الممزوج بالماء). (س) وحديث عمر بن عبد العزيز <إذا اسْتَشَنّ ما بيْنك وبين اللّه فابُلْله بالإحْسان إلى عباده> أي إذا أخْلَق. وفيه <إذا حُمَّ أحَدُكم فليَشُنّ عليه الماء> أي فليَرُشَّه عليه رَشّاً متفرِّقا. الشَّنّ: الصَّبُّ المُنْقَطِع، والسَّنُّ: الصَّب المُتَّصِل. (ه) ومنه حديث ابن عمر <كان يَسُنّ الماءَ على وجْهِه ولا يَشُنُّه> أي يُجْرِيه عليه ولا يُفَرِّقه. وقد تقدّم. وكذلك يروي حديث بَوْل الأعْرابي في المسجد بالشين أيضا. (ه) ومنه حديث رُقَيقَة <فلْيَشُنّوا الماءَ وليَمسُّوا الطِّيب>. ومنه الحديث <أنه أمَرَه أن يَشُنّ الغاَرَةَ على بني المُلَوِّح> أي يُفَرِّقها عليهم من جميع جِهاتِهم. (ه) ومنه حديث علي <اتَّخذْتُمُوه وراءَكم ظِهْرِيّاً حتى شُنَّتْ عليكم الغاَراتُ> وقد تكرر في الحديث. {شوب} (ه) فيه <لا شَوْبَ ولا رَوْبَ> أي لا غِشَّ ولا تَخْلِيط في شِرَاءِ أو بَيعٍ. وأصلُ الشَّوْب: الخَلْط، والرَّوْبُ من اللَّبن: الرَّائب لخَلْطِه بالماء. ويقال للمُخَلِّط في كلامه: هو يَشُوبُ ويَرُوبُ. وقيل معنى لا شَوْب ولا رَوْب: أنك بَرِيءٌ من هذه السِّلعةِ. (ه) وفيه <يشهَدُ بيعَكُم الحَلْفُ واللغْوُ فشُوبُوه بالصدقة> أمرهم بالصَّدَقة لما يجرِي بينهم من الكَذِب والرِّبا والزِّيادة والنُّقْصان في القول، لتكون كفّارةً لذلك. {شوحط} (س) فيه <أنه ضَرَبه بمِخْرَش من شَوْحَطٍ> الشَّوْحَط: ضَرْبٌ من شَجر الجبال تتخذ من القِسِىُّ. والواو زائدة. {شور} (س) فيه <أنه أقبل رجل وعليه شُورة حسَنَة> الشورة - بالضم: الجمال والحُسْن، كأنه من الشّوْر، وهو عَرْض الشىء وإظْهارُه. ويُقال لها أيضا: الشَّارَة، وهي الهيْئَةُ. (ه) ومنه الحديث <أنّ رجلا أتاه وعليه شَارَة حَسَنة> وألفُها مقلوبةٌ عن الواو. ومنه حديث عاشوراء <كانوا يتَّخِذُونه عِيداً ويُلْبسون نِساءَهم فيه حُلِيَّهم وشاَرَتَهم> أي لِباَسَهم الحَسَن الجميل. (ه) وفي حديث أبي بكر <أنه ركب فرسا يُشوره> أي يعْرِضه. يقال: شاَرَ الدابَّة يَشورُها إذا عَرَشها لتُبَاع، والموضعُ الذي تُعْرَض فيه الدَّوابُّ يقال له المِشْوار. (ه) ومنه حديث أبي طلحة <أنه كان يشُورُ نَفْسه بين يَدَي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم> أي: يَعْرِضُها على القَتْلِ. والقَتْلُ في سبيل اللّه بَيْعُ النفس. وقيل يشُور نفسه: أي يَسْعَى ويَخِف، يُظْهر بذلك قُوَّته. ويقال شُرْت الدَّابة، إذا أجْرَيتها لتَعْرِف قُوَّتها. (ه) ومنه حديث طلحة <أنه كان يَشُور نفسه على غُرْلَتِه> أي وهو صَبىٌّ لم يَخْتَنِن بَعْدُ. والغُرْلَة: القُلْفَة. (س) وفي حديث ابن اللُّتْبِيَّة <أنه جاء بشَوَارٍ كثْير> الشَّوار - بالفتح: مَتاعُ البيتِ. (ه) وفي حديث عمر <في الذي تدلَّى بحَبْل لِيَشْتار عَسَلاً> يقال شارَ العسل يشُوره، واشْتارَه يشْتارُه (وأشاره، واستشاره. كما في القاموس) إذا اجْتناَه من خَلاَياه ومَواضِعه. {شوس} * في حديث الذي بعثه إلى الجنّ <فقال: يا نبيَّ اللّه أسُفْعٌ شُوسٌ؟> الشُّوسُ: الطِّوال، جمع أسْوَس. كذا قال الخطابي. (س) وفي حديث التَّيْمِىّ <رُبَّما رأيت أبا عثمان النهدِىَّ يَتَشاوَسُ، يَنْظرُ أزالَتِ الشمسُ أم لا> التَّشاوُسُ: أن يَقْلب رأسَه ينظرُ إلى السماءِ بإحْدَى عَينَيهِ. والشَّوَسُ: النظر بأحد شِقَّيَ العينِ. وقيل هو الذي يُصَغِّر عينيه ويضم أجْفاَنه لينْظَر. {شوص} (ه) فيه <أنه كان يَشُوص فاَهُ بالسِّواك> أي يَدْلُك أسْناَنه ويُنَقَّيها. وقيل هو أن يَسْتاك من سُفْل إلى عُلْو. وأصلُ الشَّوَص: الغَسْل. ومنه الحديث <استغْنُوا عن الناس ولو بِشَوْضِ السِّواك> أي بغُسَالته. وقيل يتَفَتّتُ منه عند التَّسوُّكِ. (س) وفيه <من سبق العاَطِسَ بالحمد أمِنَ الشَّوْص واللَّوْصَ والْعِلَّوْصَ> الشَّوْص: وجمعُ الضّرس. وقيل الشَّوصةُ: وجَعٌ في البطن من ريح تنعقِد تحت الأضْلاع. {شوط} * في حديث الطواف <رمَلَ ثلاثةَ أشْواطٍ> هي جمعُ شَوْط، والمرادُ به المرَّة الواحدةُ من الطَّوافِ حولَ البيتِ، وهو في الأصل مسافَةٌ من الأرض يعْدُوها الفَرَس كالمَيْدان ونحوه. (ه) ومنه حديث سليمان بن صُرَد <قال لعلي: يا أمير المؤمنين إن الشَّوط بَطِينٌ، وقد بَقِيَ من الأمور ما تَعْرِفُ به صَدِيقَك من عَدُوِّك> البَطِين: البَعيدُ، أي الزمان طويلٌ يُمكنُ أن أسْتَدْرِكَ فيه ما فرَّطْت. (س) وفي حديث المرأة الجوْنية ذكرُ <الشَّوطِ> وهو اسمُ حائط من بساتين المدينة. {شوف} * في حديث عائشة <أنها شَوَّفَت جاريةً، فطافَت بها وقالت: لعلَّنا نَصِيدُ بها بعض فِتْيان قُرَيش> أي زَيَّنَتْها، يقال شوَّف وشَّيف وتشَوَّف: أي تزيَّن. وتشّوَّف للشىء أي طَمح بَصَره اليه. (س) ومنه حديث سُبَيعة <أنها تَشَوَّفَت للخُطَّاب> أي طَمَحَت وتَشَرَّفَت. ومنه حديث عمر <ولكن انظُرُوا إلى وَرَعه إذا أشاَف> أي أشْرفَ على الشَّىء، وهو بمعنى أشْفى. وقد تقدَّم. {شوك} (س) فيه <أنه كَوَى أسعد بن زُرَارة من الشوكَةِ> هي حُمْرة تعلو الوجْه والجَسد. يقال منه: شِيك الرجل فهو مَشُوك. وكذلك إذا دَخَل في جسمه شَوكة. (س) ومنه الحديث <وإذا شِيكَ فلا انتْقَشَ> أي إذا شاَكَته شَوْكة فلا يَقْدِر على انْتِقاشها، وهو إخراجُها بالمِنْقاش. ومنه الحديث <ولا يُشاكُ المؤمنُ>. وفي حديث أنس رضي اللّه عنه: <قال لُعمر حين قَدِم عليه بالهُرْمُزَان: تركتُ بْعدي عدُوّا كبيراً وشَوكةً شديدةً> أي: قِتاَلا شديداً وقُوّةً ظاهرةً. وشوكة القتال شِدّته وحدَّته. ومنه الحديث <هَلُمَّ إلى جِهادٍ لا شَوكَة فيه> يعني الحجَّ. {شول} (ه) في حديث نَضْلة بن عمرو <فهجَم عليه شَوائلُ له فسقاه من ألْبانها> الشَّوائلُ: جمعُ شائلةٍ، وهي الناقَةُ التي شالَ لبَنُها: أي ارْتَفع. وتُسمَّى الشَّوْلَ: أي ذات شَوْلٍ؛ لأنه لم يَبْقَ في ضَرْعها إلا شَولٌ من لبنٍ: أي بَقيَّة. ويكون ذلك بَعد سَبعة أشهُر من حَمْلها. ومنه حديث عليّ <فكأنَّكم بالساعةِ تَحدُوكم حَدْوَ الزَّاجِرِ بشَوْلهِ> أي الذي يزجُرُ إبلَه لتَسِير. (س) ومنه حديث ابن ذي يَزَن: أتى هِرَقْلاً وقد شالَتْ نَعاَمَتُهُمْ ** فلم يَجدْ عنْدَه النَّصْرَ الذي سَالا يقال شَالَت (الذي في الصحاح (نعم): يقال للقوم إذا ارتحلوا عن منهلهم أو تفرقوا: قد شالت نعامتهم) نَعامَتهم إذا ماتوا وتفرّقوا، كأنهم لم يَبقَ منهم إلاَّ بقية. والنعاَمة: الجماعة. {شوم} * فيه <إن كان الشُّوم ففي ثلاثٍ: المَرْأة والدَّار والفَرس> أي إن كان ما يُكْره ويُخَاف عاقِبَتُه ففي هذه الثلاثة، وتخصيصُه لها لأنه لمَّا أبْطَل مذهبَ العَرب في التَّطيُّر بالسَّوانِح والبَوارح من الطَّير والظِّباء ونحوهما قال: فإنْ كانَتْ لأحدكم دارٌ يَكْره سُكناها، أو امرأةٌ يكْرَه صُحْبتهاَ، أو فرَس يَكرَه ارتباَطَها فليُفاَرِقها، بأن يَنْتَقِل عن الدَّار، ويُطَلِّق المرأة، ويَبيع الفَرس. وقيل إن شُومَ الدارِ وسُوءُ جارها، وشُوم المرأة أن لا تَلِد، وشوم الفَرس أن لا يُغْزَى عليها. والواو في الشوم همزة، ولكنها خُفِّفت فصارَتْ واواً، وغَلب عليها التخفيفُ حتى لم يُنْطَق بها مهموزة، ولذلك أثْبتناها ها هنا. والشومُ: ضِدُّ اليمنِ. يقال: تشاءْمتُ بالشىء وتيَّمْنتُ به. {شوه} (ه) فيه <بَيْنا أنا نائمٌ رأيتُني في الجنَّة، فإذا ارمأةٌ شَوهاءُ إلى جنْب قَصرٍ> الشَّوهاءُ: المرأةُ الحسَنةُ الرائعة، وهو من الأضداد. يقال للمرأةِ القَبيحةِ شَوهاَء، والشَّوهاء: الواسعةُ الفَمِ والصغيرة الفَمِ. ومنه حديث بدر <قال حين رَمَى المُشْركين بالتراب: شاهَت الوجَوه> أي قَبُحَت. يقال شاهَ يشُوه شَوْهاً، وشَوِه شَوَهاً، ورجُل أشْوَهُ، وامْرأةٌ شوهاء. ويقال للخُطْبة التي لا يُصَلَّي فيها على النبي صلى اللّه عليه وسلم شَوْهاَء. ومنه الحديث <أنه قال لابن صَيَّاد: شاَه الوَجْه> وقد تكرر في الحديث. (س) وفيه <أنه قال لصَفْوان بن المُعَطَّل حين ضرَبَ حسَّانَ بالسيف: أتَشَوَّهْت على قومي أنْ هَدَاهُم اللّه عز وجل للإسْلام> أي أتَنَكَّرْتَ وتَقَبَّحْت لهم. وجعلَ الأنصارَ قومَه لنُصْرَتهم إياه. وقيل الأشْوهُ: السريع الإصاَبة بالعين (في الدر النثير: <قلت: هذا قاله الحربي ظناً، بل إنه قال: لم أسمع فيه شيئاً. وقال الفارسين: ليس في هذا المعنى ما يليق بلفظ الحديث. وقال الأصمعي: يقال: فرس أشوه، إذا كان مديد العنق في ارتفاع، فعلى هذا يمكن أن يقال: معناه: ارتفعت وامتد عنقك على قومي> ) ورجلٌ شائه البَصرِ، وشاهِي البَصَر: أي حَدِيده. قال أبو عبيدة: يقال لا تُشَوِّه علىَّ: أي لا تقل ما أَحْسَنَك، فَتُصِيبَني بعَيِنك. {شوى} (س) في حديث عبد المطلب <كان يَرى أن السَّهم إذا أخْطَأَه فقد أشْوَى> يقال رَمَى فأشْوَى إذا لم يُصِب المَقْتَل. وشَوَيْتُه: أصبتُ شَوَاته. والشَّوَى: جِلدُ الرأسِ، وقيل أطرافُ البَدَن كالرأس واليدِ والرجلِ، الواحدة شَوَاةٌ. ومنه الحديث <لا تَنقُض الحائضُ شعْرَها إذا أصابَ الماءُ شَوَى رأسِها> أي جِلده. (ه) ومنه حديث مجاهد <كلُّ ما أصابَ الصائمُ شَوىً إلاَّ الغِيبة> أي شىءٌ هينٌ لا يُفْسِد صومَه، وهو من الشَّوى: الأطراف: أي إنَّ كلَّ شىءٍ أصابَه لا يُبْطلُ صومَه إلاَّ الغِيبةَ فإنها تُبْطله، فهي كالمَقْتل. والشَّوَى: ما ليس بمَقْتل. يقال: كل شىءِ سَوَى ما سَلم لك دينُك: أي هَيَّنٌ. (ه) وفي حديث الصدقة <وفي الشَّوِىِّ في كل أربعين واحدةٌ> الشوِىّ: اسمُ جمع للشاة. وقيل هو جمعٌ لها، نحو كَلْب وكَلِيب. ومنه كتابه لقَطَن بن حارثة <وفي الشَّوِىّ الوَرِيِّ مُسِنَّة>. (س) ومنه حديث ابن عمر رضي اللّه عنهما <أنه سُئِل عن المُتْعة أتُجْزِىء فيها شاةٌ؟ فقال: مالِي وللِشَّوِىِّ> أي الشَّاءِ، كان من مَذْهبه أنّ المُتَمتِّع بالعُمْرة إلى الحجّ تَجب عليه بَدَنة. {شهب} (ه) في حديث العابس رضي اللّه عنه <قال يوم الفتح: يا أهل مكة: أسْلموا تَسْلَموا، فقد اسْتْبطْنتُم بأشْهَبَ بازِلٍ> أي رُميتُم بأمْر صَعْب شديد لا طاقَة لكم به. يقال يومٌ أشهبُ، وسَنةٌ شَهْباءُ، وجَيْشٌ أشهبُ: أي قَوىٌّ شديدٌ. واكثرُ ما يُستعمل في الشدَّةِ والكَراهة. وجعَلَه بازِلاً لأنّ بُزُول البَعير نهايُته في القُوّة. (س) ومنه حديث حليمة <خرجْتُ فس سَنةٍ شَهباءَ> أي ذاتِ قَحْط وجَدْب. والشَّهباءُ: الأرضُ البيضاءُ التي لا خَضْرَة فيها لِقِلَّة المَطَر، من الشُّهْبة، وهي البَياضُ، فسُمِّيت سَنةُ الجَدْب بها. وفي حديث اسْتِراق السَّمْع <فربَّما أدْرَكه الشِهابُ قبل أن يُلّقِيَها> يعني الكلِمةَ المُسْتَرَقة، وأراد بالِّشهاب الذي يَنْقَضُّ في الليل شِبْه الكوكب، وهو في الأصل الشُّعْلة من النار. {شهبر} (س) فيه <لا تتزوّجَنّ شَهْبَرة، ولا لَهْبَرة، ولا نَهْبَرة، ولا هَيْذَرة، ولا لَفُوتا> الشَّهبَرة والشَّهْرَبة: الكبيرةُ الفانية. {شهد} * في أسماء اللّه تعالى <الشهيد> هو الذي لا يَغِيبُ عنه شيءٌ. والشاهدُ: الحاضرُ وفَعِيلٌ من أبْنية المُبالغة في فاعِل، فإذا اعْتُبر العِلم مطلقا فهو العليمُ، وإذا أُضِيف إلى الأمورِ الباطنةِ فهو الخبير، وإذا أُضيف إلى الأمور الظاهرةِ فهو الشَّهيدُ. وقد يُعْتَبر مع هذا أن يَشْهَد على الخَلْق يوم القيامة بما عَلِم. ومنه حديث علي <وشَهِيدُك يومَ الدِين> أي شاهِدُك على أمَّتِه يوم القيامة. (ه) ومنه الحديث <سيدُ الأيام يومُ الجمعة، هو شاهِدٌ> أي هو يشهَد لِمَنْ حَضَر صلاتَه. وقيل في قوله تعالى <وشاهِدٍ ومشْهودٍ> إنّ شاهِداً يوم الجمعة، ومَشْهودا يوم عَرَفة، لأنّ الناس يَشْهَدونَه: أي يحْضُرونه ويجتمِعون فيه. ومنه حديث الصلاة <فإنها مَشْهودة مكتوبةٌ> أي تَشْهَدُها الملائكةُ وتكتُب أجْرَها للمُصَلّى. ومنه حديث صلاة الفجر <فإنها مشْهودة محْضُورة> أي يَحضُرها ملائكةُ الليل والنهارِ، هذه صاعِدة وهذه نازِلةٌ. (ه س) وفيه <المبْطُونُ شهيدٌ والغَرِق (في الأصل واللسان: الغريق. والمثبت من أ وهو رواية المصنف في <غرق> وسيجىء) شهيد> قد تكرر ذكْر الشهيد والشَّهادة في الحديث. والشَّهيدُ في الأصْل من قُتِل مُجاَهدا في سبيل اللّه، ويُجْمع على شُهَداء، ثم اتُّسِع فيه فأُطْلق على مَن سمَّاه النبي صلى اللّه عليه وسلم من المبْطُون، والغَرِق، والحَرِق، وصاحِبِ الهَدْم، وذات الجَنْبِ وغيرهم. وسُمّى شهيدا لأنَّ اللّهَ وملائكتَه شُهودٌ له بالجنَّةِ. وقيل لأنه حَىٌّ لم يَمُت، كأنه شاهدٌ: أي حاضرٌ. وقيل لأنَّ ملائكة الرَّحمة تَشْهَدُه. وقيل لقيامه بشَهادةِ الحقِّ في أمْر اللّه حتى قُتِل. وقيل لأنَّه يشهدُ ما أعدَّ اللّه له من الكَرَامة بالقَتْل. وقيل غيرُ ذلك. فهو فَعِيل بمعنى فاعِل، وبمعْنى مَفْعُول على اختلافِ التَّأوِيل. (س) وفيه <خير الشُّهَدَاء الذي يأتي بشَهاَدَته قبل أن يُسْأَلَها> هو الذي لا يَعْلم (في الأصل وأ: <لا يعلم بها صحاب الحق...> وقد أسقطنا <بها> حيث أسقطها اللسان) صاحبُ الحق أنّ له معه شهادةً. وقيل هي في الأمانَةِ والوَديعةِ وما لا يَعلَمه غيره. وقيل هو مَثَل في سُرْعة إجاَبة الشَّاهد إذا اسْتُشهِدَ أن لا يُؤخِّرها ولا يَمْنَعها. وأصل الشهادة الإخبارُ بما شاهَدَه وشَهِده. (س) ومنه الحديث <يأتي قومٌ يشهدون ولا يُسْتَشْهدُون> هذا عامٌّ في الذي يؤدِّي الشهادةَ قبل أن يَطْلُبَها صاحبُ الحقِّ منه، فلا تُقْبل شهادته ولا يُعْمل بها، والذي قَبْله خاصٌّ. وقيل معناه هُمُ الذي يشهَدُون بالباطِل الذي لم يَحْمِلوا الشهادَةَ عليه، ولا كانت عِنْدَهم. ويُجْمع الشاهدُ على شُهدَاء، وشُهُود، وشُهَّد، وشُهَّاد. [ه] وفي حديث عمر <ما لكُم إذا رَأَيتم الرجُل يُخَرِّق أعْراضَ الناسِ أن لا تُعَرِّبوا (في اللسان: <ألا تعزموا> وسيعيده المصنف في <عرب> ) عليه؟ قالوا: نخافُ لِساَنه، قال: ذلك أحْرَى أنْ لا تكونُوا شُهدَاء> أي إذا لم تَفْعَلوا ذلك لم تَكُونُوا في جملة الشُّهَدَاء الذين يُسْتَشهدُون يوم القيامة على الأُمَم التي كذَّبت أنبياءَها. ومنه الحديث <الَّلعَّانُون لا يكونُون شُهَداء> أي لا تُسْمع شَهادَتُهم. وقيل لا يكُونُون شُهداء يوم القيامة على الأمَم الخَالِيةِ. وفي حديث اللُّقَطَة <فليُشهِدْ ذَا عَدْلٍ> الأمرُ بالشهاَدةِ أمرُ تأْدِيب وإرْشاَدٍ، لماَ يُخاف من تَسْويل النَّفس وانْبعاَثِ الرَّغْبة فيها فتَدْعُوه إلى الخِيانةِ بَعْد الأمانةِ، ورُبَّما نزل به حادثُ الموت فادّعاَها ورَثُته وجَعَلُوها من جُمْلة تَركَته. ومنه الحديث <شاهدَاكَ أو يَمينُه> ارتَفع شاهداك بفِعْل مُضْمر معناه: ما قال شاَهِداك. (ه س) وفي حديث أبي أيوب رضي اللّه عنه <أنه ذَكَر صلاةَ العَصْر ثم قال: لا صلاة بَعْدها حتى يُرَى الشاهِدُ، قيل: وما الشَّاهدُ؟ قال: النجمُ> سمَّاه الشاهد لأنه يَشْهَد بالليل: أي يَحضُر ويظْهر. ومنه قيل لِصَلاة المَغرب <صلاةُ الشَّاهدِ>. وفي حديث عائشة <قالت لامرأة عثمان بن مَظْعُون وقد تركَتِ الخِضابَ والطِّيبَ: أمُشْهِدٌ أم مُغِيب؟ فقالت: مُشْهِدٌ كمُغِيبٍ> يقال امرأةٌ مُشْهدٌ إذا كان زَوجُها حاضراً عندها، وامرأةٌ مُغِيب إذا كان زوجُها غائبا عَنْها. ويقال فيه مُغِيبة، ولا يقال مُشهدَة. أرادَت أن زوجَها حاضرٌ لكنَّه لا يَقْربُها فهو كالغائِب عنها. (س) وفي حديث ابن مسعود <كان يُعَلِّمنا التشهد كما يُعَلّمنا السُّورةَ من القُرآن> يُريد تَشهُّدَ الصلاةِ، وهو التَّحِيات، سُمِّى تشهداً لأن فيه شهادةَ أن لا إله إلا اللّه وأن محمداً رسول اللّه، وهو تفعُّلٌ من الشهادة. {شهر} (ه س) فيه <صُوموا الشهرَ وسِرَّه> الشهرُ: الهلال، سُمِّى به لشُهْرته وظُهُوره، أرادَ صُوموا أوّل الشَّهر وآخِرَه. وقيل سِرُّه وسَطه. ومنه الحديث <الشهر تسعٌ وعشْرون> وفي روايةٍ <إنَّما الشهرُ> أي إنَّ فائدةَ ارْتقابِ الهِلالِ ليلة تسع وعشرين ليُعْرَف نقصُ الشهر قبله، وإن أُرِيد به الشهر نفسُه فتكونُ اللامُ فيه لِلعَهْد. وفيه <سُئِل أيُّ الصوم أفضَلُ بعد شهر رمضان؟ فقال: شهرُ اللّه المحرَّمُ> أضافَ الشهر إلى اللّهِ تعظيماً له وتفخيماً، كقولهم بَيت اللّهِ، وآل اللّه، لقُرَيشٍ. (س) وفيه <شَهْرا عِيدٍ لا ينقُصاَن> يُريد شهر رمضان وذَا الحجَّة: أي إنْ نَقَص عدَدُهما في الحِساَب فحكمُهما على التَّمام، لئلا تَحْرَجَ أُمَّتُه إذا صاَمُوا تِسعةً وعشرين، أوْ وَقَع حَجُّهم خطَأ عن التَّاسع أو العاشر، لم يكن عليهم قَضاَء، ولم يَقَع في نُسُكهم نقصٌ. وقيل فيه غير ذلك وهذا أشْبَه. (س) وفيه <من لَبِسَ ثوبَ شُهْرة ألبَسه اللّه ثوبَ مّذَلة يوم القيامة> الشُهْرة: ظُهور الشَّيء في شُنْعة حتى يَشْهَره الناس. ومنه حديث عائشة <خرج أبي شاَهِراً سيفه رَاكباً راحِلَته> تعني يومَ الرِّدَّةِ: أي مُبْرِزاً له من غِمْده. (س) ومنه حديث ابن الزبير <من شَهَر سَيفه ثم وَضَعه فدَمُه هَدَرٌ> أي من أخْرجَه من غمده للقتال، وأراد بوضَعَه ضَرَب به. (ه) وفي شعر أبي طالب: فإنِّي والضوابِحِ كُلَّ يومٍ ** وما تَتْلُو السَّفاَسِرَة الشُّهُورُ أي العُلَماء، واحدُهم شَهْر. كذا قال الهروي. {شهق} (س) في حديث بَدْء الْوَحْي <ليَتَردَّى من رُءُوسِ شَواهِق الجِبال> أي عَوَالِيها. يقال جَبَل شاهقٌ: أي عالٍ. {شهل} (س) في صفته عليه السلام <كان أشْهَلَ العينِ> الشُّهْلة: حُمْرة في سواد العين كالشُّكْلة في البَياض. {شهم} (س) فيه <كان شَهماً> أي نافِذاً في الأمُور ماضِياً. والشَّهمُ: الذَّكىُّ الفؤادِ. {شها} (ه) في حديث شدّاد بن أوس <عن النبي صلى اللّه عليه وسلم: إنَّ أخْوَفَ ما أخافُ عليكم الرِّياءُ والشَّهوةُ الخَفِيَّة> قيل هي كُلُّ شيء من المَعاصِي يُضْمره صاحبُه ويُصِرُّ عليه وإن لم يعمَلْه. وقيل هو أن يَرَى جاريةً حَسْناَء فيغُضَّ طَرْفه ثم ينظُر بِقَلْبِهِ كما كان ينظر بعَينِه. قال الأزهري: والقولُ الأوّلُ، غير أنِّي أستَحْسِنُ أن أنْصِبَ الشهوةَ الخفيةَ وأجعَل الواو بمعنى مَعَ، كأنه قال: إنّ أخوفَ ما أخافُ عليكُم الرياءُ مع الشهوةِ الخفيَّةِ للمعاصِي، فكأنه يُرَائي الناسَ بتَرْكه المعاصي، والشهوةُ في قلبه مُخْفاةٌ. وقيل: الرياءُ ما كان ظاهراً من العَمَل، والشهوةُ الخفيةُ حُبُّ اطلاعِ الناسِ على العمل (في الدر النثير: قلت: هذا أرجح، ولم يحك ابن الجوزي سواه، وسياق الحديث يدل عليه). (س) وفي حديث رابِعَة <يا شَهْوانِيُّ> يقال رجُلٌ شَهْوانُ وشَهْوانِيٌّ إذا كان شَدِيدَ الشهوةِ، والجمعُ شَهاوَى كسَكارَى. {شيأ} * فيه <أن يَهُوديّاً أتَى النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال: إنَّكم تَنْذِرُون وتُشْرِكُون، تقولون ما شاء اللّهُ وشِئتُ. فأمَرَهم النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم أن يقولوا ما شاء اللّهُ ثم شِئتُ>. المَشِيئةُ مهموزةٌ: الإرادةُ، وقد شِئْتُ الشيء أشاؤه. وإنما فَرَق بين قولِ ما شاءَ اللّهُ وشِئتُ، وما شاَء اللّهُ ثم شئتُ؛ لأنَّ الواو تفيد الجمعَ دون الترتيب، وثُمَّ تجْمَعُ وتُرَتِّب، فمعَ الواوِ يكونُ قد جَمعَ بين اللّهِ وبينَه في المَشيئةِ، ومع ثُم يكون قد قَدَّم مشيئَة اللّه على مَشيئتهِ. وقد تكرر ذِكرُها في الحديث. {شيح} (ه) فيه <أنه ذَكّر النَّار ثم أعْرَضَ وأشاَح> المُشِيح: الحَذِرُ والجَادُّ في الأمْرِ. وقيل المُقْبل إليك، المانعُ لِماَ وَرَاء ظهْره، فيَجُوز أن يكون أشاحَ أحد هذه المعاني: أي حذِرَ النار كأنه ينظرُ إليها، أوجَدّ على الإيصاءِ باتّقائها، أو أقبل إليك في خِطاَبه. ومنه في صفته <إذا غَضِب أعْرَض وأشاَحَ> وقد تكرر في الحديث. ومنهحديث سطيح <على جمل مُشِيح> أي جاَدٍّ مُسْرِع. {شيخ} (س) فيه ذكر <شِيخاَن قُرَيش> هو جمع شيخ، مثل ضَيف وضِيفاَن. وفي حديث أحد ذكر <شَيخاَنِ> هو بفتح الشين وكسْر النون: موضعٌ بالمدينة عَسكر به رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم ليلَةَ خَرَج إلى أُحُد، وبه عَرَض الناسَ. {شيد} * في الحديث <من أشاَد على مُسْلم عَورةً يَشِينُه بها بغير حقٍّ شانَه اللّه بها يوم القيامة> يقال أشاَدَه وأشَادَ به إذا أشاَعَه ورَفَع ذكْره، مِن أشّدْتُ البُنْياَن فهو مُشاد، وشَيَّدته إذا طوَّلته، فاستُعِير لرفع صوتك بما يكرهه صاَحبُك. (ه) ومنه حديث أبي الدرداء رضي اللّه عنه <أيُّما رجلٍ أشاَدَ على امْرىء مُسْلم كلمة هو منها بَرِىءٌ> ويقال: شَادَ البنيان يَشيدُه شَيداً إذا جَصَّصَه وعمله بالشِّيد، وهو كل ما طُليت به الحائطُ من جَصٍّ وغيره. {شير} (ه) فيه <أنه رَأى امْرأةً شيِّرة عليها مناَجِد> أي حسنة الشارة والهيئة. وأصلها الواو. وذكرناها ها هنا لأجل لَفْظِها. وفيه <أنه كان يُشِير في الصلاة> أي يُومِي باليدِ أو الرَّأسِ، يعني يأمرُ وينْهَى. وأصلُها الواوُ. ومنه الحديث <قولُه لَّلِذِي كان يُشير بأصبعه في الدُّعاء: أحِّد أحِّد>. ومنه الحديث <كان إذا أشاَر أشار بكَفّه كُلّها> أراد أنّ إشاراتِه كانت مُخْتَلِفة، فما كانَ منها في ذِكر التَّوحِيد والتشهد فإنه كان يُشير بالمُسبّحة وحدَها، وما كان منها في غير ذلك فإنَّه كان يُشير بكفِّه كلها ليكون بين الإشارَتَين فَرْق. ومنه الحديث <وإذا تَحَدَّث اتَّصل بها> أي وصَل حَديثه بإشارةٍ تؤكِّده. (س) ومنه حديث عائشة <من أشارَ إلى مُؤْمن بحَديدةٍ يُريد قَتْله فقد وَجَب دَمُه> أي حلَّ للْمقصود بها أن يدفَعه عن نَفْسه ولو قَتَله، فوجَب ها ههنا بمعنى حَلَّ. (ه) وفي حديث إسلام عمرو بن العاص <فدخل أبو هريرة فتشايَرَه الناسُ> أي اشْتَهرُوه بأبْصَارِهم، كأنه من الشارَة، وهي الهيئة واللِّباس. (ه) وفي حديث ظبيان <وهُمُ الذين خَطُّوا مَشايِرها> أي دِيارَها، الواحدُ مَشارَة، وهي مَفْعَلة من الشارة، والميمُ زائدة. {شيز} (س) في حديث بدر، في شعر ابن سَوادَة: ومَاذَا بالقَلِيب قَليب بَدْرٍ ** من الشِّيزَىْ تُزَيَّن بالسَّناَمِ
الشيزى: شجر يُتَّخذ منه الجِفان، وأرادَ بالجِفان أرْبابَها الذين كانوا يُطْعِمُون فيها وقُتِلوا ببَدْر وأُلْقُوا في القَلِيب، فهو يَرْثِيهم. وسَمَّى الجفانِ شِيزَى باسم أصْلها. {شيص} (س) فيه <نَهَى قوماً عن تأْبِيرِ نَخْلِهم فصارَت شِيصاً> الشيصُ: التمر الذي لا يَشْتَدُّ نوَاه ويَقْوى. وقد لا يكونُ له نَوىً أصلاً، وقد تكرر في الحديث. {شيط} (ه) فيه <إذا اسْتَشاطَ السُّلطانُ تسلَّط الشيطانُ> أي إذا تَلهَّب وتحرّق من شدَّة الغَضب وصار كأنَّه نار، تسلط عليه الشيطاَنُ فأغْراه بالإِيقاَعِ بمَن غَضِب عليه. وهو اسْتَفْعَل، من شاطَ يَشيط إذا كاد يحترق. (ه) ومنه الحديث <مارُئي ضاَحِكاً مُسْتَشيطاً> أي ضاحِكاً ضَحِكا شديداً كالمُتهاَلِك في ضَحِكه، يقال اسْتشاَط الحَماَم إذا طَارَ. (س) وفي صفة أهل النار <ألم تَرَوا إلى الرَّأسِ إِذا شُيِّط> من قولهم شَيَّط اللحمَ أو الشعَرَ أو الصُّوفَ إذا أحْرَق بعضَه. (ه) وفي حديث زيد بن حارثة يوم مؤتة <أنه قاتَل بِرَايَةِ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حتى شاطَ في رِماحِ القوم> أي هَلَك. ومنه حديث عمر <لمَّا شَهِدَ على المُغِيرة ثَلاثةُ نَفَرٍ بالزنا قال: شاطَ ثلاثةُ أرْباعِ المُغيرة>. (ه) ومنه حديث الآخر <إن أخوفَ ما أخافُ عليكم أن يؤخذ الرجلُ المسلم البَرىء فيُشاطَ لحمُه كما تُشاط الجَزُور> يقال أشاطَ الجزور إذا قَطَّعَها وقسَّمَ لحمها. وشاطت الجَزورُ إذا لم يَبق فيها نَصيبٌ إلا قُسِّم. [ه] وفيه <إِنَّ سفينَةَ أشاطَ دَمَ جَزُورٍ بجِذْلٍ فأكَله> أي سَفَك وأراقَ. يعني أنه ذَبَحها بعُود. [ه] وفي حديث عمر <القَسامةَ تُوجِبُ العَقْل، ولا تُشِيطُ الدَّمَ> أي تُؤخذُ بها الدِّيةُ ولا يُؤخذُ بها القِصاَصُ. يعني لا تُهْلكُ الدَّمَ رأسا بحيث تُهدِرُه حتى لا يجب فيه شَىءٌ من الدِّية. (س) وفيه <أعوذُ بك من شرِّ الشيطان وفُتُونِه، وشِيطاَه وشُجُونه> قيل الصواب وأشْطاَنه: أي حِباَلِه التَّي يَصِيدُ بها. {شيع} (ه) فيه <القَدَريَّةُ شِيعةُ الدَّجّال> أي أوْلياؤُه وأنصارُه. وأصلُ الشِّيعة الفِرْقةُ من النَّاس، وتقَعُ على الواحِدِ والاثْنين والجمع، والمُذَكَّر والمؤنَّث بلفظٍ واحدٍ، ومعنى واحد. وقد غَلَب هذا الاسْم على كُلّ من يَزْعُم أنه يَتوَلَّى عليّاً رضي اللّه عنه وأهلَ بيْته، حتى صارَ لهم أسماً خاصّاً، فإذا قيل فلانٌ من الشِّيعة عُرف أنه منهم، وفي مَذْهب الشِّيعة كذا: أي عِندَهم. وتُجمع الشِّيعة على شِيَع. وأصلُها من المُشاَيعة، وهي المُتاَبعة والمُطاَوعة. (س) ومنه حديث صفوان <إني لأرَى موضع الشَّهادة لو تُشايِعني نَفْسي> أي تُتاَبعني. ومنه حديث جابر لما نزلت <أو يَلْبِسَكم شِيَعاً بعضَكم بأسَ بَعْض> قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: هاتان أهْوَنُ وأيْسرُ> الشِّيَع: الفِرَق، أي يجعلَكم فِرَقاً مختلفين. (ه س) وفي حديث الضحايا <نهى عن المُشّيعة> هي التي لا تَزالُ تَتْبَع الفنم عَجَفاً: أي لا تلحقُها، فهي أبدا تُشَيّعها: أي تَمْشي وراءَها. هذا إن كَسَرْت الياء، وإن فتَحْتَها فلأنها تحتاج إلى من يُشَيِّعها: أي يسُوقُها لتأخرها عن الغَنَم. (ه س) وفي حديث خالد <أنه كان رجُلا مُشَيّعاً> المشيَّع: الشُّجاَع، لأن قلبه لا يَخذلُه كأنَّه يشيِّعُه أو كأنه يُشَيَّعُ بغيره. ومنه حديث الأحنف <وإنّ حَسكة كان رجَلا مُشيّعاً> أراد به ها هنا العَجُولَ، من قولك: شَيَّعتُ النار إذا ألْقَيْت عليها حَطَبا تُشْعلُها به. (ه س) وفي حديث مريم عليها السلام <أنها دَعت للجَراد فقالَت: اللهم أعِشْهُ بغير رَضاع، وتابع بينَه بغير شِياع> الشّياعُ بالكسر: الدُّعاء بالإِبل لتُساق وتَجْتَمع. وقيل لصَوت الزَّمَّارة شِياع؛ لأن الرَّاعي يجمع إبلَه بها: أي تاَبِع بينه من غير أن يُصَاح به. ومنه حديث علي رضي اللّه عنه <أُمرْنا بكسر الكُوبة والكِنَّارة والشِّياع>. (س) وفيه <الشِّياعُ حرام> كذا رواه بعضهم. وفسَّره بالمُفاَخرة بكثرة الجماع. وقال أبو عُمر: إنه تَصْحِيف، وهو بالسين المهملة والباء الموحدة. وقد تقدَّم. وإن كان مَحفُوظاً فلعلَّه من تَسْمية الزَّوجة شاعة. [ه] ومنه حديث سيف بن ذي يزن <أنه قال لعبد المطلب: هل لك من شاعةٍ> أي زَوْجَةٍ، لأنها تُشايعه: أي تُتاَبِعه. ومنه الحديث <أنه قال لفلان: ألك شاَعَة؟>. (س) وفيه <أيُّما رجلٍ أشاَعَ على رجل عَورةً ليَشينَه بها> أي أظْهَر عليه ما يَعِيبُه. يقال شاعَ الحديثُ وأشاعه، إذا ظهر وأظهَرَه. (س) وفي حديث عائشة رضي اللّه عنها <بعد بَدْرٍ بشهْرٍ أو شَيْعه> أي أو نَحْواً من شَهْر. يقال أقمتُ به شهْراً أو شَيعَ شَهْر: أي مِقدَارَه أو قريباً منه. {شيم} (ه) في حديث أبي بكر رضي اللّه عنه <أنه شُكى إليه خالدُ بن الوليدِ، فقال: لا أشِيمُ سيفا سلَّه اللّهُ على المُشْركين> أي لا أُغمِدُه. والشَّيمُ من الأضداد، يكون سَلاًّ وإغْمادا. (س) ومنه حديث علي <أنه قال لأبي بكر رضي اللّه عنهما لما أراد أن يخْرُج إلى أهل الردّة وقد شَهَر سيفَه: شَمْ سَيْفَك ولا تَفْجَعنا بنْفسك> وأصل الشَّيم النظرُ إلى البرقُ، ومن شأنه أنه كما يخْفقُ يَخْفَى من غير تَلبُّث، فلا يُشام إلاَّ خافقاً وخافياً، فشُبّه بهما السَّلُّ والإغمادُ. وفي شعر بلال: وهل أرِدْنَ يوماً مِياَهَ مَجَنَّةٍ * وهل يَبْدُوَنْ لي شامةٌ وطَفِيلُ قيل هُماَ جَبَلان مُشْرِفان على مَجَنَّة. وقيل عَيناَنِ عندها، والأوّل أكثرُ. ومجنَّة: موضعٌ قريبٌ من مكة كانت تقامُ به سُوقٌ في الجاهليَّةِ. وقال بعضهم: إنه شابَةٌ، بالباء، وهو جَبَل حجازي. {شين} * في حديث أنس رضي اللّه عنه يَصِفُ شَعْر النبي صلى اللّه عليه وسلم <ما شانه اللّه ببَيْضاَء> الشَّينُ: العَيبُ. وقد شانَه يَشينه. وقد تكرر في الحديث. جعل الشَّيْبَ ها هنا عيباً وليس بعَيبٍ، فإنه قد جاء في الحديث أنه وَقاَرٌ وأنه نُورٌ. وَوَجْهُ الجمع بينهما أنه لما رَأَى عليه السلام أبا قُحافَة ورأسُه كالثَّغاَمة أمَرَهم بتغييره وكَرهَه، ولذلك قال <غَيِّرُوا الشيب> فلمَّا عَلِم أنَس ذلك من عادَته قال: ما شانه اللّهُ بِبَيضاَء، بناءً على هذا القول، وحملاً له على هذا الرَّأي، ولم يَسْمع الحديث الآخر، ولعلَّ أحدهما ناسخٌ للآخَر. {شيه} (س) في حديث سوادة بن الربيع <أتيتُه بأمِّي فأمر لها بشِياهِ غنمٍ> الشياه: جمعُ شاة، وأصلُ الشاةِ شاهَةٌ، فحذِفت لامُها. والنسب إليها شاهِىٌّ وشاوِىٌّ، وجمعها شياهٌ وشاءٌ، وشَوِىٌّ وتصغيرُها شُوَيْهَةٌ وشُوَيَّة. فأمَّا عَينُها فَوَاوٌ، وإنما قلبت في شِياه لكسرة الشين، ولذلك ذكرناها ها هنا. وإنما أضاَفها إلى الغنم لأنَّ العرب تُسَمِّي البقرةَ الوحْشيةَ شاةً، فميَّزَها بالإضافةِ لذلك. (س) وفيه <لا يُنقَضُ عَهدُهم عن شِيَة ماحِل> هكذا جاء في رواية: أي من أجْل وشْىِ واشٍ. وأصل شِيَة وَشْىٌ، فحذفت الواو وعُوِّضت منها الهاءُ. وذكرناها ها هنا على لفظِهاَ والماَحِلُ: السَّاعي بالمِحَال. (س) وفي حديث الخيل <فإن لم يكن أدْهَم فكُمَيْت على هذه الشِّيَةِ> الشيةُ: كلُّ لون يخالفُ مُعظَم لون الفَرس وغيره، وأصلُه من الوَشْي، والهاءُ عوضٌ من الواو المحذوفةِ، كالزّنة والوْزنِ. يقال وشَيْتُ الثوب أشيه وَشْيا وشِيَة. وأصلها وشْيةٌ. والوشْيُ: النقش. أراد على هذه الصِّفَةِ وهذا اللون من الخيل. وبابُ هذه الكَلِمات الواو. واللّه أعلم.
|